لماذا قال الرئيس: أنا ما بستخباش بواجه ومسئول عن كل قرار في الدولة (فيديو)

" هناك أمر هام سأحدثكم عنه اليوم"، هكذا بدأ الرئيس عبدالفتاح السيسي كلمته بصراحته المعهودة، عقب إفطار الأسرة المصرية اليوم.

لكنه قبل أن يبدأ دعا مبتسمًا، المهندس شريف إسماعيل رئيس الوزراء المنتهية مهمته، والدكتور مصطفى مدبولي رئيس الوزراء المكلف بتشكيل الحكومة الجديدة، للوقوف إلى جواره، قائلاً:" إنتم عاوزيني أقف لوحدي ولا إيه"، فحضرا عن يمنه ويساره، وهي لفتة تكريم للمهندس شريف إسماعيل.

الأمر الهام الذي أراد الرئيس الحديث عنه، هو التحدي الذي يواجه الدولة، وأهمية الوعي بأبعاده ودور كل مصري في التكاتف خلف الدولة لعبوره.

الرئيس قالها بوضوح: " لا مفر من أن نتألم ونقاسي، حتى تكون مصر دولة فتية قوية".

الرئيس نبه إلى خطورة بث اليأس والإحباط والحديث بغيرعلم، قائلاً:" البعض يقول هناك حلول أخرى سهلة، ماشي من يقول ذلك يقول لي إزاي وإيه هي آليات التنفيذ، ويأتي يقف مكاني وينفذ".

وأضاف الرئيس: "استمع للكثيرين وأسألهم قولوا لي حلول، والبعض يقول كلامًا منمقًا ومرتبًا، لكن بلا آليات قابلة للتنفيذ"، مؤكدًا مصر ستقوى بشيء واحد فقط، أن يدفع المصريون مع بعض ثمن الإصلاحات".

وبسط الرئيس القضية الجوهرية قائلاً:" مصر تتحمل 332 مليار جنيه سنويًا، دعم وقود وسلع، وهذا المبلغ فارق ما تتحمله الدولة من تكلفة وما تبيعه للمصريين".

 

 

ابتسم الرئيس قائلاً: " كنت أشاهد المؤتمر الذي عقده الدكتور شاكر وزير الكهرباء والطاقة اليوم، وسمعت واحد بيقول طيب واللي مش هيقدر يدفع هيعمل إيه؟، لا بد أن نعلم أن مصر تقدم السلعة بأرخص سعر في العالم، وما يحدث اليوم من ترشيد للدعم ليذهب لمستحقيه فعلًا، هذا ليس كلامًا بل جادين في أن يذهب للمستحقين".

وعاد الرئيس مجيبًا عن السؤال الذي طُرح على وزير الكهرباء مشددًا:" سنقف مع اللي ممعهوش فعلًا، فلا توجد شركة في العالم تقدم منتجًا بأقل من التكلفة لأنها لن تستطيع الاستمرار".

ووجه الرئيس حديثه للإعلام والنخبة والمفكرين برسالة واضحة: "أقول لا تعطيني ظهرك لأنك تعطي ظهرك لمصر وليس لي".

وأوضح الرئيس:" البعض قال لي خلّي حكومة المهندس شريف إسماعيل ترفع الأسعار،- ونظر مبتسمًا لرئيس الوزراء-  وتشيلها هي، لكن أنا قلت ميصحش، أنا سأتصدى لمشكلتي، ولا يوجد قرار في مصر لست مسؤولاً عنه، والتفت الرئيس باسمًا للدكتور مدبولي- كانوا عاوزينك تأتي يا دكتور مصطفى على جديده، لكن لا، كلنا زملاء والمسئولية يشيلها الجميع، ولابد أن نعيش المشكلة للتغلب عليها بشرط أن نتحمل كلنا".

الرئيس: أنا مبستخباش بواجه ومسئول عن كل قرار بالدولة.

وأضاف الرئيس:" أنا بواجه مبستخباش أنا مسئول عن كل قرار بالدولة، ومصير دولة بها مائة مليون لا يمكن العبث به، ومن يملك حلولًا أخرى واقعية بخطة تنفيذية ييجي يقف مكاني"

وعن أبعاد المشكلة قال الرئيس: "سأبسط الموضوع للمصريين، هل تعلموا الدولة بتدفع كام للأسرة المكونة من ستة أفراد، أي أب وأم وأربعة أولاد؟ الدولة بتدفع دعم 3 جنيهات للفرد في العيش فقط يوميًا، يعني الأسرة 18 جنيهًا يوميًا، يعني حوالي 500 جنيه شهريًا دعم العيش فقط".

وأضاف الرئيس: "وتتحمل الدولة دعمًا للأسرة الواحدة 260 جنيهًا دعم أنبوبة البوتاجاز، باعتبار الأسرة تستهلك 2 أنبوبة شهرياً، و200 جنيه دعم بطاقة تموين للأربعة أفراد بواقع 50 جنيهًا للفرد، و25 للفرد من الخامس".

 

 

وبالنسبة للكهرباء الكيلو وات يكلف الدولة دعم 140 قرشًا، يعني اللي عنده شقة أوضة بها لمبة وثلاجة صغيرة، هيستهلك نحو 70 جنيهًا دعمًا من الدولة، يعني بالأرقام الدولة تقدم ألف جنيه دعمًا شهريًا لكل أسرة مصرية".

وأكد الرئيس مجدداً نفسي أشوف مصر دولة فتية قوية، والدولة منذ 30 بل 40 بل 50 عامًا تعاني من مشكلة عجز الموازنة، وكان بإمكاني ترحيل المشكلة لمن سيأتي بعدي، لكن لن أقبل بذلك، ولن أزايد على من قبلي، فمصر حاولت إصلاح اقتصادها عام 1977، ولو نجحت وتحمل الناس حينها لكان حالنا أفضل بكثير الآن، ولن نصدر المشكلة لأبنائنا وسنواجهها".

وقال الرئيس: "لا يوجد حل آخر، فالحل البديل طلب الدعم من الأشقاء، ولا يوجد أحد يصرف على دول، ومن يساعدك مرة في أزمة لن يساعدك مرة أخرى".

وأكد الرئيس مجدداً تحدي بناء الدولة الفتية لا بد له من قدرة مالية، ولن تتحقق إلا بإصلاحات حقيقية، ومن المهم التوصيف الدقيق للوضع الحالي بشكل حقيقي، والمجتمع كله عليه مسئولية المساعدة".

قد يقول قائل: الحل في مواجهة الفساد؟ يرد الرئيس ونحن نحارب بقوة وقد أطلقنا يد المؤسسات الرقابية، ولن نترك متجاوزًا بدون حساب، لكن مواجهة الفساد ليست مسئولية المؤسسات الرقابية وحدها، بل المجتمع أيضاً له دور لمساعدتنا".

من أين تأتي مصر بـ 332 مليارًا دعمًا سنويًا لسد عجز الموازنة؟!!

يجيب الرئيس: تأتي مصر بهذا المبلغ من الاقتراض، لسد عجز الموازنة وخدمة الدين سنويًا 540 مليارًا، ومستحيل الاستمرار بهذا الوضع، فكل عام نقترض لتوفير دعم والدين يتضاعف، وقسماً بالله الأمر سهل لو تمحلنا ولو تحملنا في 77 كان وضعنا أفضل.

المعاشات تحدٍ جديد .

 

 

تكلفة المعاشات بالموازنة العام المقبل ستصل 200 مليار، و300 مليار بحلول العام 223.

ودعا الرئيس لمواجهة الزيادة السكانية، كونها تلتهم التنمية، قائلاً: مش معقول تكون ظروفك صعبة وتخلف أربعة، اللي بيجيب قطة بيكون عارف هيأكلها منين، ما بالك بتجيب إنسان محتاج تربية وتعليم وأكل.

وشدد الرئيس على أهمية تحمل رجال الأعمال مسئولياتهم في سداد الضرائب في تلك الفترة الحرجة.