عاجل
الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي

هشام شوقي يكتب: ماذا بعد نهاية «زمن الصحافة المطبوعة» ؟!

هشام شوقي يكتب: ماذا بعد نهاية «زمن الصحافة المطبوعة» ؟!
هشام شوقي يكتب: ماذا بعد نهاية «زمن الصحافة المطبوعة» ؟!

بدأت الصحافة العربية المطبوعة تفقد انتشارها ، تارة بفعل الإعلام الجديد ، و آخري بفعل تحول المواطن العربي إلي «المواطن الصحفي» الذي يبث الأخبار التي تدور في دائرته (سواء العمل أو الإقامة )علي مواقع التواصل الاجتماعي ، مما قلل من عدد المتابعين للصحافة المطبوعة.



كما أن القارئ أصبح  متفاعلا  بقوة مع ساحة الصحافة الالكترونية التي يستطيع من خلالها التعبير عن وجهة نظره كما يشاء من خلال مشاركة القصة الخبرية و  التعليق عليها في صفحات التواصل لاجتماعي مع أصدقائه ، بل أصبح بإمكانه خلق رأي عام يقف خلف قضية بعينها ، و يساندها   مثال ذلك  ما حدث عقب إصابة اللاعب المصري العالمي محمد صلاح في مباراة ليفربول في مواجهة ريال مدريد بنهائي دوري أبطال أوربا 2018، و التي صنع فيها جمهور السوشيال ميديا  رأى عام عالمي متعاطف مع صلاح ، و رافض لتصرف« راموس » بل نصب له رواد السوشيال ميديا محاكمة علي الفضاء الالكتروني .

وهنا يجد متابعي الصحافة الالكترونية ميزة هامة فيها هي التفاعل بل و صناعة رأي عام ، وهو أمر لا يمكن تحقيقه عبر الصحافة المطبوعة خلال ساعات كما حدث «أون لاين » بل يحتاج إلي أيام و أسابيع في الصحافة المطبوعة .

 ناهيك عن أن الظروف الاقتصادية التي تمر بها صناعة الصحافة من ارتفاع تكاليف الطباعة ، و تراجع معدلات التوزيع بشكل كبير كذلك تراجع الطلب علي الإعلانات في الصحافة المطبوعة أدي إلي دخول الصحافة المطبوعة إلي غرفة الإنعاش.

 أضف إلي تلك الأسباب سالفة الذكر، تشابه المحتوي ،و تراجع الإبداع ، إلي جانب بعض التفاعلات السياسية التي تعج بها المنطقة العربية ،و دخول المال السياسي إلي ساحة العمل الصحفي و الإعلامي سواء عبر تمويل بعض المنصات الالكترونية و الصحفية و هو ما أثر سلبا علي المحتوي .

أصبح لدي قناعة أن الجدل الذي كان يدور بشأن مستقبل الصحافة المطبوعة ، في ظل التطور السريع و المتلاحق للصحافة الالكترونية ، بات محسوما ، و ظهرت بوادره مع إغلاق صحف كبري في المنطقة العربية مثل السفير اللبنانية ، و تحول« الحياة »إلي المحتوي الرقمي ، ولا أستبعد أن تتحول بعض المؤسسات الصحفية المصرية من النشر المطبوع إلي النشر الرقمي في القريب، خاصة مع انخفاض تكاليف المحتوي الرقمي مقابل المطبوع ، مع إمكانية الحصول علي حصة جيدة من سوق الإعلانات الإلكترونية.

علينا أن ننظر لمستقبل الصحافة بشكل مختلف  و نحاول الإجابة علي السؤال ماذا بعد نهاية زمن الصحافة المطبوعة ؟! ماذا عن مستقبل المهنيين؟ ، ومستقبل المهنة نفسها ؟ أعتقد أن الاستعداد للمستقبل القريب هو فرض عين علي كافة الزملاء ، يحضرني ما طرحه  د. محمد أبو الغار في مقال له ب «المصري اليوم» بعدد الثلاثاء 12 يونيو 2018 تحت عنوان «كيف تصمد الصحافة أمام وسائل التواصل الاجتماعي ؟  ».

 أعتقد أن هناك مجموعة من الترتيبات تقع علي عاتق المؤسسات الصحفية من بينها إعادة تدريب محرريها بشكل يتناسب و الشكل الجديد للنشر الالكتروني ، و تدريب المحررين الميدانيين علي طريقة تقديم القصص الخبرية التي تقدم عبر شاشات الكمبيوتر و تطبيقات الموبيل ، العمل علي دراسة التجارب الصحفية الالكترونية خاصة تلك التجارب التي تقوم بتحصيل رسوم مالية مقابل اضطلاع القارئ علي المحتوي أو جزء منه .

 و لا يقف الأمر عند ذلك الحد بل علينا أن نطور من المعاهد العلمية و المؤسسات التي تقوم بتدريس علوم الصحافة ، بحث تتمكن من ملاحقة التطورات التي تجري حاليا في صناعة الصحافة  ، فهناك تخصصات قد تندثر ، و يحل مكانها تخصصات جديدة ، مثل محرر السوشيال ميديا ، بل يجب علي التنظيمات النقابية و المهنية أن تدرس كيف سيتم استيعاب التخصصات الجديدة تحت مظلتها النقابية ، و كيف يتم ضبط أداء السوشيال ميديا خاصة مع تنامي تأثيرها الكبير في صناعة الرأي العام ، و قدرتها علي الوصول إلي الجمهور بشكل كبير .

أعتقد أن ما يجري في ساحة صناعة الصحافة يحتاج إلي حالة عصف ذهني ، و حوار يجري تحت مظلة نقابة الصحفيين حول مستقبل المهنة ، و كيفية الإبقاء عليها مع استخدام قوالب ذلك العصر الذي أصبح« رقميا »

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز