عاجل
الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي

أدب كرة القدم الحديث.. في كتاب عن النجم محمد صلاح

أدب كرة القدم الحديث.. في كتاب عن النجم محمد صلاح
أدب كرة القدم الحديث.. في كتاب عن النجم محمد صلاح

حوار - خالد حماد

في حوار خاص مع د. ياسر ثابت مؤلف كتاب "الملك والفرسان الثلاثة":   



تفاوت الأجيال يصنع صراعـًا دائمـًا حول القناعات والأفكار

محمد صلاح ظاهرة كروية فريدة تستحق التوثيق

هذه هي دوافعي للكتابة عن كأس العالم

في النقد لا أحمل أية انحيازات مسبقة قبل قراءاتي للنصوص

 

 

في حضرة الكاتب الصحفي الدكتور ياسر ثابت، مؤلف كتاب الملك والفرسان الثلاثة عن النجم محمد صلاح، الذي صدر حديثًا والعديد من المنجزات الأدبية والمؤلفات النقدية المهمة التي قاربت على الثمانين كتابًا، فضلا عن العديد من الكتب تحت الطبع، انتقلت "بوابة روزاليوسف"، لتلتقيه وتتعرف عليه عن قرب من خلال كتابه الجديد، في محاولة جادة لقراءة وتحديد ملامح أدب كرة القدم الحديث.

"الملك والفرسان الثلاثة" كتابك الأحدث الذي تتناول خلاله النجم محمد صلاح.. ما الذي حرضك على الكتابة عنه؟

ما حرضني على الكتابة عن محمد صلاح، هو عامل الوقت والإحساس بالتقصير تجاه ظاهرة كروية فريدة، ليست في الكرة المصرية ولا العربية فقط، بل العالمية. وقررت أكتب عنه بعيدًا عن الطقس الاحتفائي، الجانب الذي شغلني هو توثيق المراحل التي مر بها من البدايات عبر الأندية المحلية، وصولًا إلى الاحتراف وكيف بلغ هذه المرحلة، حتى أصبح هداف ناديه "ليفربول"، فضلًا عن صدارة هدافي الدوري الانجليزي, بالإضافة إلى أنه أصبح أحد أبرز نجوم الكرة العالمية، وأيضًا دوره كلاعب رئيسي قاد منتخب مصر للصعود لكأس العالم، وأصبح هداف المنتخب بلا منازع.

ألا يعد الكتاب مغازلة للجماهير في هذا التوقيت ونحن نستمتع بمونديال روسيا؟

إطلاقًا. ما يشغلني دائمًا في كتاباتي هو الإنصاف والتاريخ، وما قدمه صلاح يستحق بلا شك التوثيق، ليس من أجلنا فقط ولكن  للأجيال القادمة أيضًا، فهو الآن في سن 25 عامـًا وصل ترتيبه بين هدافي منتخب مصر إلى الخامس على مر التاريخ، ويستحق بكل تأكيد أن توثق سيرته الكروية، غير أن هناك سمات أخرى يتسم بها دون غيرها منها أنه لاعب خلوق ومدرك تمامًا لقيمة الاحتراف، على عكس لاعبين جيدين في تاريخ مصر، لم يدركوا قيمة ما حباهم الله من موهبة، وإن تمت مقارنة مع أي منهم ستكون في صالحه، وعلى سبيل المثال ستجد أسماء مثل عمرو زكي وأحمد حسام ميدو، لم يكملا مسيرتهما في الاحتراف بالشكل اللائق، رغم انطلاقتهما القوية. فالنجاح أساسه ثبات المستوى إن لم يكن تطوره.

الكتاب، منشغل بجانب نفسي حول استيعاب صلاح للصدمة الحضارية، والانتقال من قرية ريفية إلى مدن الضباب والثلج، لو دققت السمع في نطقه للغة الإنجليزية بهذه الطلاقة، ستجد أنه طوّر من أدواته، وأجاد احتراف التواصل الإنساني، علاوة على أنه يضرب مثلًا نادرًا في عمل الخير، حتى تحول اسمه في محيط قريته إلى مؤسسة داعمة للخير، وفي محيط المجتمع المصري قدوة للشباب. بالإضافة إلى توثيق ما كتب عنه عبر الصحف الغربية، وما توصلت إليه في كتابي عديد من النتائج، منها أننا أمام لاعب طموح، مشغول بكسر الأرقام القياسية، وتقديم صورة ذهنية إيجابية استوقفت المجتمع الإنجليزي المتعصب عادةً، حتى وجدناه يغني لمحمد صلاح، رغم أن لديهم نجومهم، لكن لأنهم أمام نموذج للاعب غير عادي يمزج بين التواضع الإنساني، والاحتراف، وهذا ما جعل من أحد كبار فناني الجرافيتي في العالم، يرسم لوحة محمد صلاح في أحد ميادين تايمز كوير، جعل فيها عينيه تنظران إلى أسفل تعبيرًا عن التواضع وعدم ادعاء النجومية، فضلًا عن أنني كتبت من قبل 9 كتب في الرياضة، بما ينفي تهمة المغازلة عن الكتاب.

باختصار، يقدم صلاح نموذجـًا للنضج في عالم الاحتراف الكروي، وهذا وحده كافٍ للاحتفاء به.

 

 

 

على ذكر كتاباتك في هذا المجال.. حدثنا عن أول كتاب لك في الرياضة؟

المفاجأة أن أول كتاب نُشِر لي جاء في مجال الرياضة في عام 1994 وحمل عنوان "موسوعة كأس العالم"، وجاء نتيجة اهتمامي بالرياضة في وقت لم يكن فيه محركات بحث عن المعلومات إلكترونيـًا، كان السؤال الذي يشغلني لماذا لا يوجد كتاب يؤرخ لتاريخ كأس العالم؟

والحقيقة كانت هناك كتابات النقاد الرياضيين نجيب المستكاوى وعادل الشريف وغيرهما، لكنها لم تسعفني بالإجابة عن سؤالي وكانت كتاباتهم أقرب إلى الطرائف والنوادر عن كأس العالم، بالطبع هذا جيد ولكنه غير كافٍ، وبدأت أعمل على هذا الكتاب الموسوعي عن كأس العالم، التي تتابع الفكرة ورحلة البطولة من أوروجواي 1930 حتى تاريخه، بتفاصيل وأرقام ومعلومات مثيرة. وبالمناسبة هناك نسخة مزيدة ومنقحة من هذه الموسوعة صدرت أخيرًا.

يجانب كتاباتك التاريخية والسياسية والرياضية، وجدناك روائيًا في أكثر من تجربة.. ماذا عن المسافة التى تفصل بين روايتي "ذنب" و"أيامنا المنسية".. وما هو الخيط الذي يربط بين الروايتين؟

ما بين رواية "ذنب" و"أيامنا المنسية"، مسافة ليست بعيدة، بدأت روايتي الأولى عبر تحريض الناشر اللبناني..  الذي دفعني إلى كتابة روايتى الأولى "أيامنا المنسية"، وبعدها بعامين جاءت روايتى الثانية "ذنب"، ما يربط الروايتين حول هو السؤال القديم الجديد عن الهوية، في "أيامنا المنسية" كان التحدي الرئيسي هو النطق بلسان صبي يتحول لمرحلة الشباب،  و"ذنب" جاءت على لسان المرأة، عبر تصوير مشاعرها وخروجها من الوطن إلى منفى اختياري لها، وتعاملها مع المجتمع و"الآخر"، أي الرجل. كان السؤال الذي يشغلنى هو سؤال الهوية في مواجهة المنفى، ومن خلاله استدعيت العديد من الأسئلة الأخرى، ومنها كيف ستحافظ على الهوية في ظل مجتمع وثقافة وهوية أخرى، هي مجبرة على التعامل معها.

أضف إلى ذلك انشغالي بالتجريب، والانفتاح على كتابات أخرى مثل أدب الشذرة، وأدب الرسائل، ولا أنكر أن أقرب كتبي إلى قلبي هو كتاب "يوميات ساحر متقاعد". هي تجربة مختلفة، وخارج اللغة التقليدية، غير ذلك كنت أول من كتب في أدب تويترعربيـًا("لحظات تويتر"، "تحت معطف الغرام").

الجانب الآخر في كتاباتي هو الكتابة التوثيقية والتأريخ، وكانت مسألة مُلحة لسد نقص في جوانب عديدة من تاريخنا الثقافي والسياسي.. نحن نفتقر إلى التحقيق والتوثيق والتدقيق، وهناك فراغات هائلة في تاريخنا. على سبيل المثال تاريخنا السينمائي، والرياضي، بل والسياسي. اكتشفت أن هناك تناقضات في شهادات أصحاب المذكرات والسير الذاتية ممن لعبوا أدوارًا مهمة في تاريخنا، وأيضـًا أسئلة كثيرة لا توجد لها إجابات، وبما أن السؤال هو مفتتح للبحث والتنقيب ومحاولة الإجابة وجمع المعلومة، وكان هذا دوري في الإجابة عن هذه الأسئلة عبر كتاباتي.

 

* "علينا أن نكون حذرين جدًا في التعبير عن أنفسنا أمام آبائنا" إلى أى مدى ترى هذه الجملة تحققت في حياتك؟

- جاءت هذه الجملة عبر روايتي الأولي "أيامنا المنسية". على عكس الجملة تمامـًا، قضيت حياتي متمردًا ومقاومًا، في حالة صراع ورفض ومشاغبة لكل ما أعتقد فيه الجمود، والدتي كانت ترفض الكتب لأنها كانت ترى فيها مجلبة للغبار، كنت أفضل العزلة في الوقت الذي كان يدفعونني فيه للخروج، كانت اختياراتي نابعة عن رغبة مني، طفل مغرم بالنظام والنظافة حد الهوس، وما ترمي إليه العبارة.. كسر جمود السلطة، أي سلطة اجتماعية أو ثقافية أو سياسية، تفاوت الأجيال يصنع صراعـًا دائمـًا حول القناعات والأفكار، وما يعنيه النضج الإنساني، أنه لا يستند إلى ما عشناه من سنوات مضت، بل يستند على مدى ما أنجزناه وما ننجزه.

لماذا تكتب النقد؟

 كتابة النقد الثقافي، هى محاولة لنقل أو نشر آرائي النقدية وانطباعاتي، بل وذائقتي، حول المواهب الجادة والحقيقية في الكتابة الإبداعية. بشكل عام، لا أحمل أية انحيازات مسبقة قبل قراءاتي للنصوص، وتهمني جودة الأعمال لا شهرة المؤلفين.هكذا أمضي في الكتابة، مخلصـًا لها، وفيـًا لمبادئها، ومستمتعـًا بأفكارها وإبداعاتها، دون أن أنتظر من أحد أن يكتب عني، وأدفع ثمن قناعاتي.

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز