عاجل
الثلاثاء 16 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي

الشاعرة السورية "لما القيم" تحكى تجربتها الشعرية في زمن الحرب

الشاعرة السورية "لما القيم" تحكى تجربتها الشعرية في زمن الحرب
الشاعرة السورية "لما القيم" تحكى تجربتها الشعرية في زمن الحرب

سوريا - الين ديب

لما: مصر وسوريا توأم العروبة ولجيشها في قلبي نفس مكانة جيش بلادي



قالت : الحرب لا تستطيع أن تُسكت صوت الشعر وكلما زاد الألم سيرتفع صوت الحب في قصائدي

لم تكن الحرب على سورية إلا دافعا كبيرا لانتشار المواهب الشعرية على أرض الواقع، في حين أن الشعر في حد ذاته بات منبراً مهما لإثبات مكانة الفن الذي لا تردعه حرب ولا توقفه دماء..

وفي حوار مع الشاعرة السورية المبدعة "لما القيم" لـ بوابة روزاليوسف" أكدت على أن الحرب أتاحت فرصا كثيرة لدخول العديد من الظاهرات الإبداعية على الساحة الشعرية.. وإلى نص الحوار الذى تضمن العديد من الأسئلة التي توضح امتداد الشعر وانتشاره خلال سنين الحرب السورية..

هل حدّت الحرب في سورية من انتشار الشعر في الاعوام الماضية؟؟

-في معظم الحروب تظهر حالة إبداعية وتتطور اللغة الثقافية للشعوب.. نرى شيئاً غير المألوف والأدب واجهة الشعوب والعنصر الذي يعرّف بها وعنها

ما حصل في سوريا هو أن فئة لا يستهان بها من الشباب ظهروا على ساحة الشعر وأضافوا بصمة حقيقية ومختلفة سنرى نتائجها لاحقاً.. لا أرى أن الحرب تستطيع أن تُسكت صوت الشعر.. على العكس.. فمن يراقب المناخ الأدبي في سورية في الأعوام الثمانية الأخيرة سيرى أنها فتحت أبواباً ومنابر للجيل الشاب على وجه الخصوص للخوض في هذا المضمار وإثبات أنفسهم وهويتهم دون أن ننكر وجود الفوضى والطارئين وتعويم البعض على حساب الكلمة الحقيقية إلا أن الزمن غربال قادر على الفرز والاحتفاظ بالكلمة الأنقى..

كيف كان سير الموافقات الرسمية من الجهات الحكومية على الأمسيات الشعرية التي قامت في ظل الحرب ؟؟

من الطبيعي أن نكون قد واجهنا بعض الصعوبات في بداية الحرب وهذا يرجع لتردي الوضع الأمني خاصة في المدن الكبرى لكن لم يستمر طويلا.. أنا مثلا مديرة مشروع ثقافي تطوعي في مدينتي اللاذقية اسمه "مدى" وقبله مشروع خوابي الثقافي التطوعي.. وكلاهما عمل عملاً جباراً في المجال الثقافي على امتداد سنوات الحرب رغم ضيق الظروف وصعوبتها ولولا المساعدات والتسهيلات التي تقدمها لنا وزارة الثقافة كفريق تطوعي خاص لما كنا وصلنا إلى عمل على مستوى دمشق وحمص واللاذقية والسويداء وغيرها قريبا ولا ننكر وجود بعض الصعوبات في الحصول على الموافقات الأمنية للضيوف العرب"غير السوريين" ولكن هذا حق لأي دولة تمرّ بحرب شبيهة بالحرب الكونية التي نمرّ بها والتي لم نعد نعرف بها العدو من الصديق

وربما هو الروتين والبيروقراطية في تسيير هكذا موافقات قد كان العائق الأكبر.. نحتاج لأنظمة وقوانين مرنة تتماشى مع واقع هذا العصر

هل أصبح الشعر سلعة يتداول بها لغرض الشهرة والمال؟ ..وما مدى مصداقية الشعر الذي يقدم الان على أرض الواقع ؟

سأتحدث عن الشعر كما أراه أو بالأصح كما أكتبه.. دفقة المشاعر التي لا نقدر أن نرجعها إلى داخلنا فنترجمها شعراً على الورق.. لا يمكن للشعر أن يكون تجارة رابحة أبداً الشعراء فقراء جداً وأغنياء أكثر.. من يبيع شعره كمن يعرِضُ روحه على "بسطة" ويساوم عليها كيف تُباع الأرواح؟! أحدثك هنا عن نفسي ولكن إن تحدثنا عن الواقع وما يجري على أرضه سأقول لك نعم في كثير من الأماكن صار الشعر سلعة والكثير الكثير منها رخيص أرخص من ثمن الأوراق التي طُبع عليها وهنا باب واسع ومتشعب وحديث يطول جداً عن الأسباب والنتائج

الشعراء الذين يسعون للمجد أكثر من سعيهم وراء الكلمة صاروا أكثر من "الهم عالقلب"

وأعود لأقول لك أن الزمن غربال سيأكلون اليوم بثمن قصائدهم وغداً سيلفظهم الشعر من جوفه الذي ما احتفظ يوماً إلا بكلّ حقيقي وجميل

 بعض الشعراء انحازوا في شعرهم لمواضيع الحرب والشهداء ورثاء الأمهات، ..هل تعتبرين أن للحب الواضح في قصائدك مكان في وسط هذا الدمار ؟

قلت يوماً وسأظل أقول.. كلما زاد الألم وارتفع صوته في بلادي سيرتفع صوت الحب في قصائدي.. سهل هو نكء الجراح ونبش القبور والعويل فوق رأس المكلومين

الأمل والفرح والحب قرار.. لا يليق ببلاد كسوريا أن نندبها أو نبكيها.. هذه البلاد   التي ابتدأ الله بها خلقه لا نقدر إلا أن نكتب لها غزلاً يليق بها.. أن نكفكف دمعها ونكون عكّازها حين تتعب أقدامها الحروب والموت القادم من كل حدب وصوب

الإيمان بجمالها وقدرتها على الحياة أيضا قرار

كلنا سنرحل يوماً وستبقى هي والشعر الذي أحبها وأحبته

ربما لأني من العاشقات للحياة والبلاد أؤمن أن الحب هو الأبقى

كيف تختصرين الحب والحرب في سطر واحد ؟

وقد اختصرت يوماً كل هذا بمطلع وقفلة لقصيدة حين قلت :

تزنّر بعطري

وهاتِ يديكَ أعمّرُ قصري

فوق الخرابِ الكبيرِ الكبيرِ

 في ذكرى ثورة ٣٠ يونيو في مصر، وفي ظل توافق الرؤى والاهداف، رسالة منك للشعب السوري والمصري في مواجهتهم للإرهاب ؟

مصر وسوريا توأم العروبة وتاريخ من النضال المشترك.. مصر التي أحب كما أحب بلادي التي هي بلاد الشام بجغرافيتها الكاملة منذ بدء البدء.. لا أستطيع إلا أن اتمنى لها السلام والخير والنهضة التي تروي قلوبنا كعرب وأصحاب قضايا محقة وكمستهدفين بتاريخنا وحضارتنا

لجيشها في قلبي ما للجيش العربي السوري من مكان وفي حبي للحق لا أزاود ولا أقبل المساومة.. سأقول لأم الدنيا ما قلته وغازلت به سورية في عزّ ألمها

بحياةْ خلخال الوقت

و يلمع بإجريكي

قومي ارقصي

اشتاق الفرح يبرُم حوالَيكي

وبَين المسافة والخَصر يمدّ شال

كل ما فَتلتي يقرّب علَيكي

لَيكي الفَرح بس يشتهي محتال

بيحرَد متل ضحكة بعَينيكي

تا تندهيلو عا شْفافي نْزال

ومتل النّعس يغفى ع إيدَيكي

ومن فَوق صدرِك يلعَب بموّال

قومي اشلحي

 كَعب الزّعَل والفَصّلو ليكي

وضَلّي مَرا بترقُص حَفا بالبال

و في نهاية الحوار أكدت "لما" على أهمية تعزيز الثقة في النصر القريب والإيمان الكامل بقدرة الجيشين العربى السوري والمصري على تطهير البلدين من رجس الإرهاب، وما هي الحياة إلا إرادة..

 

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز