عاجل
الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي

مثقفون يجيبون.. ماذا تحقق للثقافة وما أنجزوه بفعل ثورة 30 يونيو؟

مثقفون يجيبون.. ماذا تحقق للثقافة وما أنجزوه بفعل ثورة 30 يونيو؟
مثقفون يجيبون.. ماذا تحقق للثقافة وما أنجزوه بفعل ثورة 30 يونيو؟

تحقيق- محمد خضير

 حلمي المنمم: ثورة الشعب التي سبقت ثورة النخب



 سامح مهران: استبق اعتصام وزارة الثقافة مؤتمر "ضد العدوان على الثقافة"

محمد بغدادي: اعتصام المثقفين هو القاطرة الثورية التي قادت ثورة الشعب في 30 يونيو ضد الإخوان

 سمير درويش : خروج الإخوان ترك أثرًا إيجابيًا.. وانتصارًا للمثقفين سيسجله التاريخ


اكد مثقفون ومفكرون أن اعتصام المثقفين والفنانين بوزارة الثقافة ساهم بشكل كبير في جروح جماعة الإخوان الإرهابية من الحكم، خاصة مع ممارساتهم ضد الثقافة والفن ومحاولاتهم التي بدأها الإخوان في فرض قيود على حرية الإبداع والممارسات العامة التي كان يقوم بها نظام الإخوان آنذاك.

وشددوا على أن خروج الإخوان ساهم في الحفاظ على الهوية الثقافية وحرية الرأي والتعبير المثقفين، ولولا ثورة 30 يونيو لتم تقييد الفنون وتم إغلاق دار الأوبرا المصرية، وتحويل قصور الثقافة إلى مقرات للوعظ والخطب الدينية، وتفاصيل أخرى في التحقيق التالي:

في البداية يرى الكاتب الصحفي حلمي النمنم، وزير الثقافة الأسبق، أن ثورة ٣٠ يونيو كان قوامها أكثر من ٢٤ مليون مواطن ومواطنة مصرية خرجوا إلى الشوارع والميادين العامة في أنحاء مصر يهتفون ضد جماعة الإخوان ويطالبونها بالرحيل عنا، وبعض التقديرات تذهب إلى أن المواطنين الذين ذهبوا وصلوا إلى ٣٠ مليونًا وهناك المؤسسات الوطنية المصرية العميقة، وعلى رأسها الجيش المصري ورجال الشرطة، التي تحركت لمساندة هذه الملايين، وحماية حركتها من فرق الاغتيالات التابعة لجماعة الإخوان، والتي نجحت في تخزين كميات ضخمة من الأسلحة في أنحاء البلاد لاستعمالها وقت اللزوم ضد الشعب المصري أولا وضد مؤسسات الدول.

وأشار إلى أنه لم تكتف تلك الجماعة بمخازن الأسلحة، بل أطلقت كل الإرهابيين من السجون واستعادت الإرهابيين الذين كانوا خارج البلاد، بدءًا من أولئك الذين تورطوا في اغتيال الرئيس السادات، مرورًا بمن اغتال فرج فودة والذين حاولوا اغتيال نجيب محفوظ، فضلًا عن أولئك الذين قتلوا عشرات المواطنين المصريين، أثناء سنوات الثمانينيات والتسعينيات، وصار هؤلاء الإرهابيون نجوم عصر الإخوان، بعون من الفضائيات، حتى أن طارق الزمر المتورط في اغتيال الرئيس السادات، كان ضيفًا يوميًا على أحد البرامج، الغريب أن مقدم البرنامج كان أحد الساعين في أروقة لجنة السياسات قبل ذلك.

وأوضح النمنم أنه في الوسط الثقافي، تسمع من يحدثك عن الاعتصام أمام مبنى وزارة الثقافة، في شارع شجرة الدر بالزمالك، والذي يضم مكتب الوزير، سوف يقول لك هؤلاء: إن ذلك الاعتصام هو الذي فجر ثورة ٣٠ يونيو، وكأن الشعب المصري كان مستكينًا وسعيدًا بالإخوان وحكمهم وجاء الاعتصام ليحول موقفهم، دعك الآن من أن هؤلاء المتحدثين أو بعضهم شارك في الاعتصام أم لم يشارك، وهل كان من المتأخونين أو من الذين ترقبوا أين تستقر الأمور ثم يعلن عن نفسه أو كان معاديًا بالفعل للإخوان وشارك عمليًا في الاعتصام.

وأشار إلى أن هذا الادعاء ينطوي على تجاهل كثير من الوقائع والحقائق.. الثورة على الإخوان بدأت في نوفمبر ٢٠١٢، حيث أصدر الرئيس المعزول محمد مرسى، قراراته وإعلانه الدستوري الذي جعل من قرارات رئيس الجمهورية محصنة ولا تراجع من أي جهة، وفي ٤ ديسمبر حاصر المواطنون قصر الاتحادية مما دفع حرس الرئيس إلى إخراج مرسى من القصر وإخفائه في جهة سرية ونعرف الآن أنه طلب من قائد الحرس الجمهوري إطلاق الرصاص على المتظاهرين، ورفض القائد، وهو حاليًا وزير الدفاع الفريق محمد زكى.

وقال النمنم: إنه من هنا فإن ثورة ٣٠ يونيو بدأت يوم ٤ ديسمبر، أي قبل مجيء الوزير الإخواني علاء عبدالعزيز إلى وزارة الثقافة أصلًا، وفى الأزمة الأخيرة الخاصة بسفر عدد من الفنانين إلى روسيا لتشجيع المنتخب الوطني، سمعنا من يقول ويعاتب من هاجموا سفر الفنانين «إحنا كنا شعلة ثورة ٣٠ يونيو» ولا أعرف لماذا يتم الزج بثورة ٣٠ يونيو، في هذه الأزمة.. غضب الجماهير ليس لأن الفنانين سافروا للتشجيع، ولكن لأن بعضهم سافروا على نفقة المال العام، والدليل أن هناك عددا من الوزراء وكبار المسؤولين السابقين سافروا، ولم يتعرض أحدهم لأى ملاحظة أو مؤاخذة، لأنهم سافروا كل على نفقته، وتصرفوا هناك كمشجعين فقط، ولم يذهبوا كنجوم ليزاحموا «نجوم» المنتخب.

ويرى الكاتب الصحفي، محمد بغدادي أنه حتى مساء الثلاثاء 5 يونيو 2013 لم يكن المثقفون المصريون قد نفد صبرهم بعد، وكان المثقفون قد شاركوا في التعبير عن رفضهم لأخونة الدولة المصرية، عبر مشاركتهم في التظاهرات المنددة بالإعلان الدستوري الإخواني، إلى أن جاءت نقطة التحول في المواجهة، عندما عين علاء عبد العزيز وزيرا للثقافة، ولم يكن من الإخوان، إلا أنه كان الشخصية الضعيفة المناسبة لتطبيق مبدأ "السمع والطاعة".

وكشف بغدادي أن عبدالعزيز بادر بعد أيام من تعيينه 7 مايو 2013 في تنفيذ الأوامر بإقالة قيادات وزارة الثقافة فبدأ بالفنان د.صلاح المليجي، عندما تجمع عدد من الفنانين التشكيليين أمام قصر الفنون بساحة الأوبرا انتظارًا للوزير لافتتاح المعرض العام للفنون التشكيلية.. وجاء صلاح بمفرده، معلنًا افتتاح المعرض رغم أنف اعتراضات الوزير.. الذي رفض الحضور، لأنه تلقى شكوى من بعض "الفنانين!" الذين رُفضِتْ أعمالهم الفنية.. فأمر بتشكيل لجنة لتقيم الأعمال، على اعتبار أن اللجنة الحالية "من الكفار" الذين يرفضون الآيات القرآنية في اللوحات الفنية!! وما هي إلا دقائق وصدر قرار بإقالة المليجي.

وقال: إنه وقتها كأن وزارة الثقافة دخلت في حقل ألغام العلمين وبعد دقائق وانفجر اللغم الثاني بإقالة د. أحمد مجاهد رئيس الهيئة العامة للكتاب، وتجمهر الفنانون والمثقفون في ساحة الأوبرا، فانفجر اللغم الثالث بإقالة الفنانة د. إيناس عبدالدايم، رئيس قطاع دار الأوبرا المصرية، وخلال دقائق توالت ردود الأفعال فاستقال د.سعيد توفيق أمين عام المجلس الأعلى للثقافة، واستقال الشاعر أحمد عبدالمعطي حجازي من رئاسة تحرير مجلة إبداع.

 وقال بغدادي: إنه أصبح أعداد المثقفين في تزايد.. بعضهم توجه للمجلس الأعلى للثقافة لإصدار بيان.. والدعوة لعقد مؤتمر.. والباقي ظل في ساحة الأوبرا.. وبعد قليل انفجر اللغم الرابع بالتصريحات التي أطلقها علاء عبدالعزيز.. معلنًا: "أنه يخوض معركة شرسة لتطهير وزارة الثقافة المصرية"!! وعرفنا أن د.إيناس عبدالدايم تستعد لمغادرة مكتبها بعد إقالتها.. فسارعنا بالذهاب إليها.. وتعالت الصيحات: بأن دار الأوبرا المصرية ملك للشعب المصري.. وليست ملكًا لجماعة دينية.. أو حزب سياسي.. وكنا ثلاثتنا "الفنان أحمد شيحا والفنان محسن شعلان وأنا" أول من وصلوا لمكتب د. إيناس، وطلبنا منها ألا تغادر مكتبها وتعتصم هنا وسنعتصم معها.. إلى أن يتم إلغاء هذا القرار.

وأضاف أننا كتبنا بيانًا شديد اللهجة معًا منددين بهذه القرارات.. وتطورت الأمور بسرعة وقررنا جميعا أن يكون الاعتصام بمقر الوزارة بالزمالك، وظل المثقفون ساهرون لساعات متأخرة من الليل وفى صباح الأربعاء 6 يونيو أعلن عدد من المثقفين المصريين اعتصامهم داخل مكتب وزير الثقافة لحين إقالته وتجمع العشرات من الأدباء والشعراء والصحفيين والفنانين المصريين أمام مكتب وزير الثقافة، وبعد قليل اقتحم عدد من المثقفين مكتبه وأعلنوا اعتصامهم فيه.

وكشف بغدادي أن المجموعة الأولى من كتيبة الاقتحام من قامات ورموز مصر الثقافية وهم:
"بهاء طاهر، صنع الله إبراهيم، نبيل الحلفاوي، جلال الشرقاوي، محمد هاشم، محمد عبدالخالق، خالد يوسف، محمد عبلة، محمد العدل، أحمد شيحا، محمود قابيل، سيد فؤاد، سامح السيريطي، أحمد نوار، هاني مهنا، سيد حجاب، أحمد ماهر "المخرج"، سهير المرشدي، حنان مطاوع" وكان هناك حشد كبير وقف أمام المبنى وتوافدت أعدد كبير من المثقفين والصحفيين معلنين انضمامهم للمعتصمين.

وأوضح، قائلا: صرح الروائي الكبير بهاء طاهر بمجرد دخول المبنى: "نعلن اعتصامنا داخل مكتب الوزير، لإثبات أن هذا المكان ملك للشعب المصري، وليس ملكًا للسلطة، واعتصامنا مستمر، لحين إقالة وزير الثقافة، أو حتى 30 يونيو2013 لنعلن الانضمام للغضب الشعبي العام، وأن أبرز مطالب المثقفين هي إقالة الوزير، وتصحيح الأوضاع التي أفسدها، وأن هناك خطة لأخونة الوزارة ضمن مخطط أخونة الدولة".

وقال لقد أصبح اعتصام المثقفين هو القاطرة الثورية التي عبأت وقادت ثورة الشعب المصري في 30 يونيو ضد حكم الإخوان.. كنا في حالة ثورية ولدت طاقة إيجابية عظيمة.. إنها أيام مجيدة، لا أعتقد أنا الدولة المصرية استفادت منها ووظفتها حتى الآن.

وقال الدكتور سامح مهران رئيس أكاديمية الفنون الأسبق: إن هناك تفاصيل كثيرة للأيام التي سبقت ٣٠ يونيو بدءًا من مؤتمر "ضد العدوان على الثقافة المصرية" الذي نظمته في أكاديمية الفنون بحضور الكثير من الفنانين، وكان للفنان حسين فهمى دور في إنجاح المؤتمر وكان ذلك في منتصف شهر مايو أي قبل الثورة بشهر ونصف تقريبا وقد إذاعتها المؤتمر الـ on tv.

وأشار الدكتور مهران إلى أنه توالت الأحداث التي بدأت باجتماع أركان في الشيخ زايد وحضره كل من الدكتورة إيناس عبدالدايم وأحمد مجاهد وحامد سعيد المخرج السينمائي وعصام السيد ومحمد أبو سعدة، وبدأ التخطيط للمراحل التالية التي بدأت بمحاصرة المخرج حامد سعيد لوزير الثقافة الإخواني أثناء تناوله الطعام في مطعم فلفلة في وسط البلد حيث هتفت الجماهير المحتشدة " عاوزين وزير غير سي دي"

ويرى الكاتب سمير درويش، رئيس تحرير مجلة "الثقافة الجديدة"، أن الثقافة ليس هناك ثمة فرق بين نظام حكومة وأخرى، فالجميع يتعاملون معها باعتبارها رفاهية أو ترفيهًا، ويتعاملون مع الكاتب –في أفضل الحالات- باعتباره هاويًا ينفس عن نفسه ويكتب كلامًا هلاميًّا تافهًا، وأقرب مثل لذلك هو صورة الشاعر كما يظهر في الميديا والأفلام والمسلسلات.

وقال درويش: إن المثقفين والكتاب هم الذين بدأوا عملية الخروج على الإخوان قبل اندلاع ثورة يونيو حين اجتمعت الجمعية العمومية لاتحاد الكتاب في نهاية مارس 2013 وقررت سحب الثقة من ممثلهم، وثانيًا حين احتل بعضهم مكتب وزير الثقافة الإخواني وحرموه من دخوله، غير مشاركاتهم الكبيرة في يناير ويونيو، بالكتابة والتظاهر وإلقاء كلمات وأشعار حماسية في إذاعة الميدان.. إلخ.

وأضاف، أن حكم الإخوان كان نظامًا ضد الثقافة باعتبارها حرامًا، سواء المكتوبة مثل الشعر والقصص والروايات، أو المرئية مثل السينما والمسرح والمسلسلات، أو المسموعة مثل الموسيقى والأغاني، مشددًا على أن خروج الإخوان ترك أثرًا إيجابيًا وانتصارًا للمثقفين أنفسهم، سيسجله التاريخ لهم.

وقال المخرج المسرحي عصام السيد: إن ثورة 30 يونيو لم تكن ثورة لإنقاذ الحرية والثقافة المصرية فقط بل كانت إنقاذ للمجتمع المصري كله، لأنه وقتها وقبل 30 يونيو كان هناك كلام ومطالبات بإلغاء الفرق الفنية وتقييد الفنون.

ويري السيد، أنه لو لم تحدث ثورة 30 يونيو لكانت أغلقت دار الأوبرا المصرية مثلما حدث في بعض قصور الثقافة وقتها بتحويلها إلى فصول لمحو الأمية أثناء حكم الإخوان، حيث بدأوا يقيموا دروس توعية دينية في بعض الأماكن الثقافية وهو ما يخالف حرية الإبداع والفنون.

 

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز