باسم السلكا: الدراما السورية في ذاكرة الجميع.. وتجربة "مطلوب رجال" في مصر مميزة
سوريا- الين ديب
المخرج سامر البرقاوي هو الأكثر تأثيرًا في مشواري.. والفيلم السينمائي عالم مختلف
تعددت أشكال طرح الدراما في الوطن العربي، فكثير من الاعمال الدرامية تكون تحصيل حاصل، ومنها ما اجتُهِد في صنعها، ولاقت رواجا وتقديرا كبيرا..
يحاول بعض المخرجين والكتّاب اليوم معالجة الدراما بعدة طرق وتقديمها كعمل استثنائي يترك بصمته في الساحة الفنية الدرامية، مما جعل التنافس كبيرا لدرجة لاحظنا الفترة الأخيرة الإكثار من الاعمال الدرامية دون هدف أو موضوع أو حبكة درامية للنص..
"بوابة روزاليوسف" التقت المخرج والكاتب السوري باسم السلكا وكان لها هذا الحوار..
-بعد ردود الفعل المتباينة لأغلبية المشاهدين، هل يُعتَبَر الهيبة "العودة" الخطأ الذي ظلم الهيبة الجزء الأول؟
لا اعتقد ان ردود فعل المشاهدين بهذا التباين بل على العكس فبحسب عدة احصائيات كان من الواضح للجميع ان العمل نال حصة كبيرة من اهتمام المشاهدين وكان على رأس قوائم جدول المتابعة وعليه فمن الغريب ان نتهم عملًا نال هذا القدر من المشاهدة والنقاش والجدل ان نتهمه بالفشل أو نصفه بالخطأ الذي ظلم الجزء الاول.
-كنا نعتقد أحداث الجزء الثاني مكمّلة لأحداث الجزء الأول في تتالي الأحداث، لماذا اخترت الارتجاع الفني أو flashback في الهيبة "العودة"؟
هذا الخيار كان لعدة أسباب أهمها اغفال الجزء الاول لماضي الشخصيات التي احبها الناس والتي دارت حول سلوكها عدة استفسارات ليتوجب علينا تسليط الضوء على رحلة هذه الشخصيات ضمن عدة احداث ومفارقات اوصلتهم للمنصة التي اطلوا بها على الجمهور، والجدير بالذكر ان القفز خلفًا بأحداث كاملة في مصنف السلسلة التلفزيونية (وليس السينما) هي التجربة التلفزيونية الاولى عالميًا لتسجل نقطة لصالح الهيبة العودة.
-اليوم أصبحت شركة الصباح تقدم في كل رمضان عملا دراميا هل تعتقد غياب نادين نسيب نجيم عن الهيبة "العودة" أثّر سلبا على العمل؟
لنكن دقيقين فإن تجربتي مع المخرج سامر برقاوي مستمرة منذ عشر سنوات ضمن اختصاصي كمخرج وليس ككاتب.
اما عن الكتابة فإذا عدنا بالذاكرة نكتشف مشاركة عدة كتاب مع شركة الصباح والمخرج سامر البرقاوي (لو: نادين جابر - تشيللو: نجيب نصير - نص يوم: باسم السلكا الهيبة: هوزان عكو - الهيبة العودة: باسم السلكا) فالامر يعود لخيار المخرج بالاتفاق مع الشركة ولطبيعة ظرف العمل، اما عن غياب نادين فقصة الهيبة العودة لا تتفق دراميًا مع وجود شخصية عليا وهذا الامر لم يؤثر سلبًا فنجاح العمل واتقان صناعه هو التحدي الاكبر الذي فازو به بأعلى نسب مشاهدة عربيًا.
- البعض من الممثلين السوريين أصبح لقبهم (الممثل العربي )، ما الذي تفتقر له الدراما السورية حتى باتت العديد من الاسماء المهمة خارجها؟
السبب المباشر هو غياب الظرف الإنتاجي والتسويقي الملائم اما الاسباب البعيدة فتعود لظرف كل فنان الزمني واللوجستي الذي حال وابعده عن الكاميرا السورية، وكأي مهنة اخرى اختار روادها المكان والظرف الانسب فهو حال الفنان السوري عمومًا ولا يمكن لبلد قد مر بحرب ضروس ان يخرج دون خسائر اكبر وافدح من غياب فنان أو آخر.
-بعد مسلسل (شبابيك) السوري الذي عُرِض في رمضان ٢٠١٨، من تأليفك وإخراج سامر البرقاوي،، هل (شبابيك) لقى نجاحا أكبر من (الهيبة العودة) في السباق الرمضاني لعام ٢٠١٨؟
شبابيك مصنف درامي مغاير تمامًا لمصنف الهيبة وكل من العملين نال حصته من المتابعة لكن بطبيعة الحال فشبابيك تفوق محليًا في الشارع السوري عن بقية الاعمال السورية المحلية من ذات المصنف.
-وهل تطمح لعمل درامي عربي مشترك (سوري- مصري) ؟؟
سبق وخضت تجربة من هذا النوع في مسلسل (مطلوب رجال) وكانت من التجارب المميزة وطموح اي فنان هو نتاج فني ناجح يصل للمتلقي ويحقق هدف صناعه.
- هل تجاربك السابقة تمهد الطريق لعمل درامي جديد من إخراجك؟
لا شك ان هذه الرحلة كانت نحو هدف الإخراج لكن الجلوس على كرسي المخرج بحاجة لفرصة إنتاج مناسبة يستطيع اي مخرج من خلالها تقديم مشروعه الفني الذي يتطلب خدمة وظرفا إنتاجيا وتسويقيا لانجاز العمل وانا في انتظار هذه الفرصة.
-تعاملتَ مع العديد من المخرجين على الإخراج.. من منهم الأكثر تأثيرًا؟
بالطبع المخرج سامر البرقاوي هو الأكثر تأثيرًا في، فمشواري الاطول كان معه منذ عام 2009 وقد نهلت من خبرته الكثير واستطعت من خلال ثقته ودعمه ان اضفي على هذه الخبرة وجهة نظري وقراءتي الخاصة للمشروع التلفزيوني بالإضافة لتقديمه عدة فرص لي بعملي كمخرج.
-فيلم "ذكريات لا يحملها الماضي" عام ٢٠٠٨ من تأليفك وإخراجك.. وهناك عدة افلام قصيرة تحمل توقيعك (حجر الزاوية/عندي امل فيك/ غفوة)، هل هناك مشروع فيلم سينما عما قريب أم تفضل الدراما أكثر في الوقت الحالي؟
عموما بدأ حلمي بالإخراج التلفزيوني ولازال، اما عن تجاربي الفيلمية فليست سوى محاولات خجولة رغم فخري بها، الفيلم السينمائي عالم مختلف لم تولد به احلامي بعد.
-برأي باسم السلكا.. أين الدراما السورية اليوم من الوطن العربي ؟
في ذاكرة وقلوب الجميع، وفي نهاية الحوار أكد الكاتب والمخرج باسم السلكا، أن الدراما لا تقتصر على مجهود فرد أو وثلاثة، إنما أياد تعمل وعقول تفكر، وكل عثرة يأتي بعدها إخفاق ومن ثم طريق طويل وسليم.
جوجل نيوز
