تعرف على "قبيلة" تسكن الأقصر ومدحها على بن أبي طالب.."صور"

"لو كنت على أبواب الجنة لقلت لقبيلة همدان ادخلوا بسلام" تلك كانت هي إحدى الكلمات التي يحفظها عن ظهر قلب أبناء قبيلة "همدان" عن أمير المؤمنين على بن أبي طالب رضي الله، وخاصة عائلة الخولي بالأقصر وأحد أقوى بطون القبيلة والتي يرجع أصلها إلى بلاد اليمن.

العائلة التي داوم أفرادها على التواصل والمحبة والمودة بين بعضهم البعض، فأصبح يشكلون خريطة مجتمعية قيمة في نطاق محافظتهم، خاصة بعد تمسكهم الشديد بعاداتهم ومفهومهم المتوارث على مر مئات السنين، على الرغم من تقلدهم لعدة مناصب في الدولة حالت بين التقاء الكبار والصغار للوصل بين حاضرهم منذ فتح الإسلام لمصر ومستقبلهم حتى قيام الساعة وذلك حسب ما يعتقدون.

الشاعر سيد حساني - أحد كبار العائلة بمدينة البياضية يقول لـ"بوابة روزاليوسف": إن أصل العائلة هو من اليمن وشاركت في الفتوحات الإسلامية ويرجع تسمية العائلة بـ"الخولي" لأنها تنتمي لخولان بن يشجب بن عريب بن مرة بن فخد بن فحطان بن همدان "

ولاتزال العائلة تحتفظ بهذه التسمية حتى الآن على الرغم من مرور العديد من العقود منذ فتح الإسلام لمصر هو الجد الأكبر هو عمران الخولاني والذي عد أول من أتى إلى مدينة البياضية من العائلة من اليمن وعاش بها حتى وفاته، بل ولد العديد من الأبناء ونحن أحفاده.

ويشير حساني إلى أنه على الرغم من عوامل الزمن "اختلاف الطبقات - المناصب والوظائف - بعد عدد من أفراد العائلة، إلا أنه لا يزالون حتى اللحظة على اتصال دائم وروابط المودة والرحمة تعم بين جميع أبناء العائلة والتعادي والزيارات المتبادلة بين جميع أفراد القبيلة نفسها في جميع أنحاء الجمهورية، وأبرزها سوهاج حيث تضم عددًا كبيرًا من أفراد قبيلة همدان التي تنتسب إليها عائلة الخولي ويقول الخليفة على بن أبي طالب في هذا الشأن :

لهمدان أخلاق كرام تزينهم * وصدق إذا لاقوا وحسن كلام 
متى تأتهم في دارهم تستضيفهم * تبت ناعما في لذة وطعام 
جزى الله همدان الجنان فإنهم * سمام العدى في كل يوم سمام 
أناس يحبون النبي ورهطه * سراع إلى الهيجاء غير كهام

ويضيف الحاج عبدالرحمن قناوي- من كبار العائلة والمشرف العام على ديوان المناسبات الخاص بالعائلة بالبياضية أن جدهم الأكبر عمران الخولاني أتى إلى مصر في عهد الفتح الإسلامي لمصر على يد القائد عمرو بن العاص ضمن أفراد قبيلة همدان، وتفرعت منها فروع كثيرة في محافظات الشرقية وبني سويف والفيوم وسوهاج وأسيوط وقنا والأقصر وأرمنت وأسوان في إدفو وكوم أمبو ومركز دشنا ومركز قوص.

يلفت قناوي على إلى أن العائلة لا تزال حتى اليوم تخرج أجيالًا عاشقة للعلم منتشرة في جميع المجالات العلمية والجامعات المختلفة، حيث يوجد منهم الأطباء والمهندسون، كذلك يعمل عدد منهم في مجال الزراعة والتجارة ويوجد نسب ومصاهرة بين قبيلة الخولة وباقي العائلات العريقة على مستوى الجمهورية خاصة في البغدادي والحبيل والبياضية.

وشجرة العائلة تضم شخصيات تاريخية بارزة كالشيخ محمد الخولاني وهو فقيه المدينة المنورة، كذلك خولة بنت قيس بنت قهد زوجة حمزة عم الرسول صلى الله عليه وسلم، وأبومسلم الخولاني وهو شبيه لسيدنا إبراهيم الخليل عليه السلام، وفي العصر الحديث، برز آخرون منهم صالح محمد إسماعيل وأخوه النائب السابق الدكتور صلاح الدين محمد إسماعيل بمجلس الأمة وأمين عام محافظة قنا في عهد الزعيم الراحل جمال عبدالناصر، والشيخ أحمد صالح عوض الله نسيب السادة الأشراف بمدينة الزينية والعارف بالله الشيخ أحمد الذهبي وهو من زهاد القرن العشرين ودفن في قرية البغدادي وله كرامات ومريدون وتلاميذ، ويوجد مسجد شهير جدًا بين أهالي محافظة الأقصر جمعاء يحمل اسمه، وقد صلى فيه محافظ الأقصر- الدكتور محمد بدر قبل ذلك والتقى فيه أهالي المدينة.