عاجل
الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي

يوم زارت فيه أم كلثوم السودان وغنت من كلمات أبرز شعراء الخرطوم‎

يوم زارت فيه أم كلثوم السودان وغنت من كلمات أبرز شعراء الخرطوم‎
يوم زارت فيه أم كلثوم السودان وغنت من كلمات أبرز شعراء الخرطوم‎

بين مصر والسودان تاريخ واحد، وأمامهما مستقبل واعد، وحدة شعبي وادي النيل، لم تكن وليدة لحظة بل ضاربة بجذورها في عمق التاريخ، سياسياً وشعبياً، تلاحم في الأزمات، ففي أعقاب نكسة 1967، وقفت السودان إلى جوار مصر موقف الشقيق في لحظة الضيق،  كما كانت مصر دائماً سنداً للأشقاء في الخرطوم، هناك من المواقف والذكريات ما لا يعلمه الأجيال الشابه، وفي هذا التقرير نلق الضوء على زيارة سيدة الغناء العربي أم كلثوم للسودان عام 1968، عندما ارتدت الزي السوداني، وانتقت من شعر أحد أبرز شعراء السودان كلمات أغنية "أغداً ألقاك".



في فبراير 1968 حلت السيدة "أم كلثوم" ضيفة على أهل السودان لإقامة حفلات لها لدعم  «المجهود الحربى»، حظيت خلاله باستقبال أسطوري، بعد أن تلقت دعوة من وزير الإعلام السودانى عبدالماجد أبوحسبو.

السيدة أم "كلثوم" أحيت حفلين في السودان بمسرح  «أم درمان»، في ضوء جمعها لأموال لدعم المجهود الحربي في أعقاب نكسة "5 يونيو 1967"،  ارتدت خلالهما «الزى السودانى» تكريما لأهل السودان واعتزازا بمواقفهم، غنت "أم كلثوم" روائعها: «هذه ليلتى» «الأطلال» «فات المعاد»، زارت معالم الخرطوم، ومدرسة للبنات،  وفى طريق عودتها حملت دواوين لشعراء سود.

فور عودتها من السودان سلمت السيدة "أم كلثوم" الموسيقار محمد عبدالوهاب كل دواوين الشعر السوداني التي حملتها معها من الخرطوم ليتمكن من اختيار نص منها ويقوم بتأليف لحن مناسب له لتتغنى به.

وقد ظل عبد الوهاب شهوراً طويلة يُطالع الأشعار وأم كلثوم تلاحقه متسائلة هل وجد نصاً مناسباً للغناء أم لا ؟ 

وذات مساء.. حضر عبد الوهاب إلى فيلا أم كلثوم بالزمالك وكان متأبطاً آلة العود.. وخرجت السيدة لاستقباله عند بوابة المنزل.. فوجه لها سؤالاً مباغتاً قائلاً لها: أغداً ألقاك؟ وهنا فهمت أم كلثوم بإحساسها العالي أن عبد الوهاب قد وجد النص وقام بتجهيز اللحن أيضاً.. وإلا لما أحضر العود معه، فردت عليه بطريقة أكثر دبلوماسية : ولماذا ليس الآن؟

فجاء الاختيار من ديوان الراحل المقيم وشاعر السودان المتميز الأستاذ الهادي آدم حيث كان ( كوخ الأشواق ) من ضمن الكتب الشعرية التي رافقت أم كلثوم في رحلة العودة من الخرطوم… فأرسلت السيدة في طلب الأستاذ الهادي الذي سافر إليها بالقاهرة لإكمال الاتفاق في شكله القانوني والأدبي النهائي.. كما جرى تعديل طفيف في مفردات بعض الأبيات.. ثم لم تمر أسابيع معدودة حتى ظهرت أم كلثوم تُغرّد بتلك الرائعة في حفلها الشهري الذي اعتادت على إقامته بالمسرح القومي في القاهرة.. الذي كانت تنقله إذاعة القاهرة على الهواء مباشرة ليستمع له عشاق فنها في كل العالم.. وصدحت :

 أغداً ألقاك؟ يا خوف فؤادي من غدِ

 يالشوقي واحتراقي .. في انتظار الموعد ِ
 

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز