عاجل
الأربعاء 17 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي

سينما يوليو

سينما يوليو
سينما يوليو

كتب - محفوظ على

بعد ثورة يوليو عام 1952 اتجهت بعض الأقلام لتمجيد تلك الثورة سينمائيًا، أنتجت السينما خلال أعوام قليلة العديد من الأفلام التي تتحدث عن تلك الثورة سينمائيا، لم يبق منها سوى "رد قلبي" قصة يوسف السباعي وإخراج عز الدين ذو الفقار وأبطال العمل شكري سرحان، مريم فخر الدين، صلاح ذو الفقار، حسين رياض، أحمد مظهر، الفيلم من الأفلام القليلة الملونة في تلك الفترة وحضر العرض الأول للعمل أعضاء مجلس قيادة الثورة يتقدمهم عبد الناصر، والكثير يعلم قصة الحب بين إنجي وعلي، بنت البرنس وابن الجنايني.



قصة بعيدة كل البعد عن الواقع الذي نعيشه الآن فكيف تحدث في زمن الملكية؟ حقق الفيلم نجاحًا جماهيريًا لرغبة الشعب في كسر حالة الفوارق الاجتماعية لكن في النهاية بقيت الفوارق الاجتماعية.

"في بيتنا رجل" لإحسان عبد القدوس وإخراج بركات، مع سحر عيون زبيدة ثروت وعمر الشريف تحدثت عيناهم قبل الشفاه مع دنجوان السينما رشدي أباظة وشاب شباب سينما الستينيات حسن يوسف، ولا ننسى القاسم المشترك في أفلام يوليو الفنان الكبير حسين رياض.

الجدير بالذكر أن إحسان عبد القدوس قدم أول فيلم للثورة وهو "الله معنا" لسيدة الشاشة العربية فاتن حمامة وعماد حمدي وماجدة، وأكيد حسين رياض، لكن العمل لم يحقق نجاحًا كبيرًا، ربما لأن الثورة كانت في البداية ولم تظهر إنجازاتها، أو لتسرع إحسان عبد القدوس من أجل كسب ود الضباط الأحرار في بداية الثورة، وعدم وضوح الأمور في تلك الفترة، حيث إن الفيلم إنتاج عام 53 أي بعد الثورة بعام، وهي فترة تخبط سياسي واجتماعي أيضا. 

"لا وقت للحب" حان وقت محاربة النظام، من خلال قصة الدكتور يوسف إدريس وإخراج صلاح أبو سيف ونجوم مثل فاتن حمامة ورشدي أباظة وعبد الله غيث والشاعر العملاق صلاح جاهين، حيث مجموعة من الفدائيين يدخلون حربًا ضد السلطة والاحتلال معًا من أجل استقلال مصر من الملكية والاحتلال أيضا.

"غروب وشروق" لجمال حماد والمخرج كمال الشيخ وبطولة رشدي أباظة وسعاد حسني وصلاح ذو الفقار والعملاق محمود المليجي، يتناول العمل تاريخ بعض رجال القصر من خلال شخصية عزمي باشا رئيس جهاز البوليس السياسي، يقتل سمير على يد رجال عزمي بعد اكتشاف خيانة زوجته ابنة الباشا مع صديقه عصام، يكتشف عصام ما حدث لصديقه فيتفق مع صديقه على كشف فساد عزمي بتصوير المستندات المهمة وإرسالها للتنظيم الوطني فيكتشف عزمي المؤامرة لكن بعد فوات الأوان.

فيلم "نهر الحب" عن القصة المعروفة "آنا كارنينا" لليو تولتسوي، تم تعريبها على يد يوسف عيسى وعز الدين ذو الفقار وهو مخرج العمل أيضا، بطولة فاتن حمامة وعمر الشريف والعملاق زكي رستم الذي أبدع في شخصية الباشا الذي يحاول المحافظة على منصبه الوزاري بشتى الطرق حتى لو على حساب سمعته، آمال وعادل والصراع ضد السلطة من أجل الحب، يخوض عادل الحرب في فلسطين على أمل العودة والزواج من آمال لكن يموت بسبب الأسلحة الفاسدة وتنتصر السلطة الفاسدة بقيادة الباشا.

"القاهرة 30" لنجيب محفوظ وصلاح أبو سيف، لسعاد حسني وأحمد مظهر قصة أخرى مختلفة عما سبق، وكالعادة عندما يجتمع نجيب مع أبو سيف نرى الجديد، الفساد المجتمعي الذي كانت تعيشه مصر قبل الثورة والذي يجعل موظفًا يقدِّم زوجته للباشا دون خجل، من أجل المنصب فقط، في مجتمع السلطة والجنس.

اتجه بعض الأفلام أيضًا لعرض الوجه الآخر لثورة يوليو بعد النكسة، وكان أول من قدم ذلك يوسف شاهين من خلال فيلم "العصفور" الذي وجه صرخة في وجه النظام بقوة مع صوت الشيخ إمام وكلمات فؤاد نجم.

فيلم "شيء من الخوف" لثروت أباظة وإخراج حسين كمال، والعمل عرض بسبب أن البعض تصور شخصية عتريس هي عبد الناصر حتى تم إنشاء لجنة يترأسها نجيب محفوظ الذي قرر عرض العمل.

من الأعمال التي تناولت الوجه الآخر للثورة كان فيلم "آه يا ليل يا زمن"، الغريب أن كاتب العمل هو إحسان عبد القدوس، أحد أكثر الكتاب المنتمين للثورة وأمجادها، وعن مساوئ عهد الملكية.

بعد مرور 66 عامًا على ثورة يوليو ما زال النقاش حول دورها الإيجابي والسلبي قائمًا وحتى الآن تقدم أعمال تمجد الثورة وأخرى تسيء لها، وسوف يبقى الصراع طويلًا.

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز