عاجل
الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي

الكاتبة السورية ريمة راعي لـ"بوابة روزاليوسف": تأثرت بكتابات إحسان عبد القدوس ونجيب محفوظ

الكاتبة السورية ريمة راعي لـ"بوابة روزاليوسف": تأثرت بكتابات إحسان عبد القدوس ونجيب محفوظ
الكاتبة السورية ريمة راعي لـ"بوابة روزاليوسف": تأثرت بكتابات إحسان عبد القدوس ونجيب محفوظ

سوريا - الين ديب

تأثرت بكتابات إحسان عبد القدوس ونجيب محفوظ.. الى أن وقعت في غرام غابرييل غارسيا ماركيز وباولو كويلو



 

ريمة راعي مهندسة شقت طريقها بعالم الصحافة ثم حولت دفتها إلى عالم الكتابة الأدبية والرواية "بوابة روزاليوسف" حاورت الكاتبة السورية لتتحدث عن نجاحاتها المنفردة في كل مجال على حد سواء، وعن إمكانية تجسيد هذه النجاحات بأخرى أكبر من خلال تحويلها لأعمال سينمائية، والى نص الحوار..

 

ريمة راعي من الهندسة إلى الصحافة إلى الكتابة الروائية، ما هي المنعطفات التي مررت بها في حياتك وجعلتك تغيرين طريقك أكثر من مرة؟

مسحت على فوانيس كثيرة ولم يخرج المارد من أيّ منها، فشلت جميع محاولاتي للطيران، ولم أعثر على بساط طائر أو عصا سحرية، فلم يبقَ أمامي لتحقيق أحلامي سوى الكتابة. ربما هذا اختصار مجازيّ لحكايتي مع الكتابة، والتي كانت جزءًا من تمردي على كلّ ما لم أختره بنفسي. هذا التمرد بدأ حين اكتشفت أنّي لست سعيدة، وقررت أن أصبح كذلك، فاتخذت قرارًا بالاستقالة من عملي في الهندسة، والبحث عن عمل آخر، لا يتعارض مع هاجسي الدائم بالحرية، أصحو لأجله كلّ صباح دون منبه، وأؤديه بيسر وسهولة كما أتنفس، وكان هذا العمل هو الصحافة، التي اخترتها لأنّها ستبقيني قريبة من الكتابة، التي بدأت بها في عمر صغير منذ اكتشفت الكتب وإمكانية قصّ الحكايات، فأنا نشأت في بيت فيه مكتبة كبيرة، وتُهدى فيه الكتب، وتقرأ حكايات ما قبل النوم، وسبق أن طبعت مجموعتين قصصيتين؛ وهكذا عملت في جريدة الوطن السورية ومؤسسة دام برس ثم في قناة سما الفضائية وأخيرًا في جريدة الأخبار اللبنانية. وأتصور أنّ الصحافة كان لها فضل كبير على كروائية، كونها وفّرت لي السبل للتواصل مع أناس كثيرين والاستماع إلى حكاياتهم والاحتفاظ بها في ذاكرتي؛ أمّا كيف قررت أن أكتب رواية، فلأنّ الوقت كان قد حان كي أفعل ذلك، مدفوعة بحتمية قلبية تخبرني بأنّي قادرة على ذلك، وهكذا كتبت روايتي الأولى «أحضان مالحة» تلتها رواية «بائعة الكلمات» ومنذ فترة قصيرة انتهيت من كتابة روايتي الثالثة.

 

في روايتك «أحضان مالحة» تناولت حكايات ثلاث نساء: سوار وجفرا وجليلة، وفي «بائعة الكلمات» تحدّثت بلسان أفروديت التي تروي حكايتها مع الحياة ومع طفلها التوحدي، لماذا جميع بطلاتك من النساء؟

أردت أن أتحدّث عن الإنسان بكلّ ما يحمله في دواخله من ضعف وقوة وتوق للحب وخوف من الرفض، فاخترت أن تكون بطلات رواياتي الثلاث نساء، لأنّي أؤمن بأنّ المرأة تجسّد عالمًا كاملًا من المتناقضات والجماليات، وتوازن بين جانبها الهش الناجم عن حساسيتها العالية، وبين صلابتها وقدرتها الفطرية على الانبعاث والمضي قدمًا، ربما هذا التوازن هو الرابط الذي يجمع بين بطلاتي، مع اختلاف السياق في كلّ رواية.

 

الرواية الأولى غالبًا ما تحمل الكثير من تجربة الكاتب الشخصية، هل ينطبق ذلك على روايتك الأولى «أحضان مالحة»؟

سأجيب عن سؤالك من خلال معلومة مثيرة للاهتمام قرأتها منذ أيام عن أنّ السلاحف في غابات الأمازون تذرف الدموع بشكل دائم، وتأتي أسراب الفراشات وتتغذّى على هذه الدموع كونها غنية بالأملاح والأحماض الأمينية، أي أنّ الدموع تمنح الحياة لفراشة، وهذه الفكرة يمكن أن نحيلها إلى الكتابة، فالكاتب يستخدم دموعه ودموع الناس، الذين عبر بهم وشاركوه حكاياتهم، كي يمنح الحياة لأبطال الروايات، لكن هذا لا يعني أنّ بإمكانه أن يكتب الحكايات كما حدثت في الواقع، فالكاتب يحاكي خيميائي العصور القديمة الذين كان يحوّل المعادن البخسة إلى ثمينة، فهو يستخدم التخيّيل واللغة كي يحوّل ما يحدث حوله إلى ما هو أعمق وأكثر تأثيرًا؛ أمّا حكايتي الشخصية فهي لا تملك السحر الكافي كي تصبح رواية، لكنّي حكمًا نثرت شيئًا من نفسي بين حكايات أبطالي، أما مصائرهم فكانت خارج إرادتي، واكتفيت بمراقبتها والدهشة أمام ما آلت إليه حياة كل واحد منهم.

 

أطلقت روايتك «أحضان مالحة» لتكون كتابًا مسافرًا، هل تعتقدين أنّ غايتك أصابت هدفها؟

فكرة الكتاب المسافر تقوم على إطلاق سراح كتاب، بوضعه في مكان ما، ليأتي شخص ويقرأه ثم يطلق سراحه من جديد، ليعثر عليه قارئ جديد، وبهذه الطريقة يسافر الكتاب من مكان إلى آخر ويسكن بيوتًا كثيرة. وأتصور أنّها فكرة جميلة وتساهم في التشجيع على القراءة والتأكيد على أهميتها وقدرتها على فتح أبواب أمام فهم جديد للحياة والآخر، علاوة على كون الفكرة شاعرية وتنشر طاقة حب ووعي.

 

تمردت أفروديت بطلة روايتك الثانية «بائعة الكلمات» على الحكايات الخرافية لتتساءل: لماذا بطلات الحكايات دائمًا جميلات؟ وما ذنب الدميمة في ألاّ تكون نجمة القصة وأن تكون لها أسطورتها الخاصة..ما الذي دفع أفروديت إلى هذا التمرد وهل عثرت على إجابات؟

في كلّ الحكايات الخرافية ثمة أمير وسيم يظهر فجأة لينقذ الفتاة الجميلة، بطرق عديدة منها تطابق قدمها مع فردة حذاء ضائعة، أو تقبيلها وإعادتها إلى الحياة، وهذا الأمير قد يكون ضفدعًا أو وحشًا أو أيّ كائن غير متوقع، وتنتهي جميع الحكايات النهاية السعيدة ذاتها: بساط أحمر طويل مذهّب الأطراف، تعبره الأميرة برفقة الأمير بينما تنهال الأزهار عليهما. وكل تلك الحكايات تجاهلت حكايات الفتيات العاديات، اللواتي يعشن في الحياة الحقيقية، ولا يملكن شعرًا أشقر وعينين زرقاوين، وكرّست المرأة القبيحة على أنّها الشريرة في الحكاية، علاوة على أنّنا لم نقرأ يومًا حكاية أمير أنقذ فتاة كانت ضفدعًا قبيحًا أو وحشًا ذا مخالب، وأفروديت، التي كانت فتاة متواضعة الجمال، شعرت بأنّ هذه الحكايات تقصيها جانبًا وتسلبها حقها في حكاية خاصة بها، بناءً على أنّ العالم بكل معجزاته وأعاجيبه وجنياته الطيبات مسخّر لخدمة الجميلات فحسب، ولا أمل لغيرهن في النهايات السعيدة، ولهذا قررت أنّها ستتدبّر مهمة إنقاذ نفسها بنفسها ولن تنتظر أميرًا يقوم بذلك، وهكذا صنعت لنفسها حكاية تروى.

 

طبعت روايتك الأولى «أحضان مالحة» في دار بيسان في بيروت، وروايتك الثانية «بائعة الكلمات» في دار المكتبة العربية في القاهرة، وستصدر طبعة جديدة عن دار المؤلف في بيروت، ما هي الأسس التي بناءً عليها اخترت دور النشر هذه لطبع روايتيك؟

اخترت طباعة أول رواية لي في بيروت، لأن بيروت، كما يعلم الجميع، حاضنة ثقافية وقبلة للكتّاب من كل أنحاء الوطن العربي، حيث لا حدود ولا قيود أمام الكتّاب مع إمكانيات واسعة للانتشار والتوزيع علاوة على جودة الطباعة، ثم عن طريق الصدفة رأيت إعلانًا لدار المكتبة العربية في القاهرة عن رغبتها في استقبال أعمال لكتّاب شباب، وما ميّز تجربتي مع هذه الدار هو حرصهم على التواصل الدائم وإطلاعي على المستجدات والاهتمام بتسويق الرواية علاوة على بناء علاقة صداقة واحترام مع الكاتب.

 

ماذا عن قراءاتك الأولى وبمن تأثرت من الكتّاب؟

تجربتي الأولى في القراءة كانت مع عوالم قصص «الليدي بيرد» الخرافية وحكايات «ألف ليلة وليلة»، و«كليلة ودمنة» ثم روايات إحسان عبد القدوس ونجيب محفوظ وغادة السمان وأجاثا كريستي وزكريا تامر، كنت أقرأ كلّ ما يقع تحت يدي، مستفيدة من مكتبة بيتنا الكبيرة ومكتبة مديرية التربية، التي كانت أمي مسؤولة عنها، ولاحقًا حين بتّ أختار كتبي بنفسي وقعت في غرام غابرييل غارسيا ماركيز وباولو كويلو وإيزابيل إلليندي، وهذه الأيام أنا مغرمة بروايات غيوم ميسو وكارلوس زافون وهاروكي موراكامي.

 

هل تفكرين في تحويل رواياتك إلى أعمال سينمائية؟

الفيلم السينمائي باعتماده على المشهدية البصرية يجرّد الرواية من دهشة اللغة وجمالياتها، وهذا ما لمسناه في معظم الأفلام المستمدة من روايات، ورغم ذلك أنا منفتحة أمام كلّ ما له علاقة بالتواصل مع الآخر، فالكتابة في النهاية هي صلة وصل بين الكاتب والعالم، والسينما تعد من الطرق الهامة لتحقيق هذا التواصل.

 

ختامًا ماذا تخبّئ لنا روايتك الجديدة «أنا والقمريات والحب»؟

تجري أحداث الرواية بين الخمسينات والستينات من القرن الماضي، تروي خلالها كاتبة سورية، قصة حياتها، بداية من نشأتها في بيت ثقافة وأدب، مرورًا بمراهقتها واكتشافها جسدها وبحثها عن هوية، وصولًا إلى عملها في الصحافة، ولمعان نجمها خلال تغطيتها أحداث الثورة التي قام بها الضبّاط الأحرار ضد حكومة الانفصال، انتهاءً بحكاية حب تجمعها بواحد من الضباط الأحرار.

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز