عاجل
الخميس 18 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي

د. عمرو شوقي لـ"بوابة روزاليوسف": مفيش نقطة في مصر مش واصلها كهربا

د. عمرو شوقي لـ"بوابة روزاليوسف": مفيش نقطة في مصر مش واصلها كهربا
د. عمرو شوقي لـ"بوابة روزاليوسف": مفيش نقطة في مصر مش واصلها كهربا

حوار- مصطفى سيف
تصوير- ماركو جمال

حين قال الرئيس السيسي إن قضية الكهرباء قضية أمن قومي لم يكن يقولها هباءً



نحن اليوم نحاول إصلاح أشياء أفسدتها الأزمنة

طاقة الرياح في مصر لها مستقبل كبير

رجلٌ مصري حتى النخاع، حين تقابله تشعر بالفخر الذي يشع منه كونه مصريا، تفاؤله الشديد أثار اندهاشي لدرجة أن أول سؤال سألته: لماذا أراك متفائلًا في ظل هذه الظروف التي نعيشها فكان ردّه مقنعًا لدرجة تفتح شهيتك على الحياة.

دكتور عمرو شوقي، خبير الطاقة والكهرباء، أكَّد في حواره لـ"بوابة روزاليوسف" أنَّ الروح الانهزامية التي يراها في الشعب المصري تصيبه بالإحباط كثيرًا، وفكرة التقليل من الوطن تثير اشمئزازه.

وكشف "شوقي" في حواره إنّه ليس هناك نقطة في مصر لم يصلها الكهرباء، مؤكدًا أنَّ المرحلة المقبلة ستشهد تطورًا رهيبًا في هذا القطاع المهم والحيوي في الدولة.

وبسؤاله عن سد إثيوبيا أكَّد أنَّ الدولة الإفريقية التي يتخوّف منها البعض لا تستطيع بناء سد، متعجبًا من أولئك الذين يقولون إن إثيوبيا ستنافسنا في مجال المياه أو الطاقة أو الكهرباء؛ وإلى نص الحوار.

ما المتوقع في المرحلة القادمة؟

المشكلة أنَّ الجميع يتكلم عن الحدث ولا يتكلم عمّا بعد الحدث، بمعنى السؤال الذي يجب أن نطرحه الآن هو "وماذا بعد؟"، أنشأنا محطات كهرباء، زودنا القدرة الإنتاجية للشبكة، وأصبح لدينا قطاع كهرباء قوي، وستصبح مصر مركزا إقليميا للطاقة، مصر ستنتج طاقة وتصدرها إلى الخارج.

أنتَ الآن تتحدث في مرحلة رفع الدعم؛ وهذه المرحلة تحتاج لأن تكون مدخلات قطاع الكهرباء أكثر من المخرجات، فأنتَ توقفت لأن هذا القطاع يخسر لأنه ينتج ويبيع للمستخدم بدعم من الدولة، فهذا القطاع لم يتبق له أموال للتطوير.

لذلك؛ لا بد من زيادة الأذرع التي تعمل في هذا القطاع، لا بد من وجود مؤسسة تعمل في بورصة الكهرباء، تتحدث عن تصدير العقول المصرية والخبرات، مؤسسة تعمل على التسويق ونشر الوعي وإقامة العلاقات الدولية، وتطوير الصناعة.

لكن كيف يكون ذلك؟

يكون ذلك بإنتاج طاقة أكبر من احتياجاتك، ثم بعد ذلك تبدأ في تصديرها للعالم الخارجي، وهذا يعني أنّك ستنفتح على العالم الخارجي، ثم بعد ذلك تُكوِّن علاقات مع دول الربط، ثم بعد ذلك تُدرِّب الكوادر على شبكات الربط، ولذلك فإن عملية الربط مع الدول الأخرى ستزيد من خبراتك وعلاقاتك الدولية في قطاع الطاقة.

 

 

هل هناك آلية لتصدير الكهرباء إلى الخارج؟

تصدير أي صناعة هندسية أكثر تعقيدًا من تصدير منتج عادي، فأنتَ في الصناعات الهندسية تتحدث عن فنيات، واعتمادات دولية، وشهادات دولية، فمصر مثلًا حين توقع اتفاقًا على بناء محطة كهرباء أو مشروع كهرباء لا بد أنْ تكون الشركات المتقدمة حاصلة على شهادات دولية معتمدة.

من أنا كي أستطيع أن أصدر؟

يجب أن يكون هناك آليات لكي تستطيع التصدير، لذلك فأنا أطالب منذ عام 2010 بإنشاء هيئة مستقلة لتنمية صناعة الكهرباء والطاقة في مصر، لكنها توقفت للظروف السياسية وغيرها، وما زلتُ أطالب بذلك، لأننا حاليًا نعيد إحياء هذا الموضوع، خاصة بعد تحقيقك الاكتفاء الذاتي من الكهرباء، لكن يتبقى شيء بسيط جدًا وهو أنْ تصل الكهرباء للقرى التي تقع على أطراف المدن ولكنني أؤكد "مفيش نقطة في مصر إلا وواصلها كهرباء".

بماذا ترد على شكاوى المواطنين من زيادة أسعار الكهرباء؟!

الأزمة أنَّك طوال الفترة الماضية قبل خمسة سنوات من الآن لم تكن تستطيع عمل الصيانة والتجديد والتطوير؛ لذلك كانت الشبكة منهارة وكان يحدث تخفيف أحمال لدى البعض، في الوقت الذي كان يجب فيه أنَّ تكون إيرادات قطاع الكهرباء أعلى من المصروفات.

الأزمة أنَّ الكهرباء كانت تُقدّم للمواطن بشكل مُدّعم وهو الذي كان سبب أزمة محطات الكهرباء المتهالكة لأن القطاع كان يخسر، "حتى لو الدعم اتشال فأنتَ بتدفع التمن الحقيقي للمنتج اللي أنتَ بتستهلكه".

في الـ50 أو 60 عامًا الماضية حدث لديك انفجار سكاني زاد عمّا نمتلكه من مدخلات، ولا أهاجم الدعم، لكن عندما تم هذا في الخمسينيات لأن عدد السكان كان يتحمّل ذلك، لكنك الآن لا تستطيع تقديمه لـ100 مليون، ومع التطور الاقتصادي والتطور الإقليمي، أدى إلى أنّ معادلة الخمسينيات لا تصلح للألفينيات.

لماذا كنت تُحذِّر من الـ?Emergency Lighting

حجم الاستيراد الذي تمَّ للفوانيس التي تعمل بالبطاريات والمراوح التي تعمل بالبطاريات، ولم تكن تستخدم على إنها "إضاءة طوارئ" كانت تُستخدم على أنها بديل للإضاءة في الأساس، وسأشرح ذلك بالعامية "لما كنت حضرتك حاطط فيشة الفانوس أو المروحة في الكوبس الكهرباء قطعت راح منوّر الساعة اللي حضرتك قاعدها في ظل انقطاع التيار اللي حضرتك قعدت فيها على لمبة، رجعت الكهرباء، أثناء رجوع الكهرباء أنتَ سايب الايمرجنسي لايتنج بيشحن في الكوبس وبتسحب كهرباء زيادة، النور عايزه ينوّر حضرتك عمال تهري في الشبكة متستهونش بالإيمرجنسي لايتنج لأننا 100 مليون والـ100 مليون اشتروه، عايز أقولك تُجّار قلبوا أراضيهم الزراعية في قليوب لمخازن للإيمرجنسي لايتنج، ومكنش ملاحق، عرفت في حالات الكوارث بتخسر قد إيه، مفيش دراسة اتعملت في مصر عن الإيمرجنسي لايتنج، وده أصلًا معمول عشان يتحط في الكورديرات بتاعة المباني عشان لما يقطع الكهرباء في حالة حريقة تنوّر على السلم".

 

 

لماذا كنت تنادي بعدم استيراد المولدات؟

أنتَ لا تصنع المولدات، فتستوردها وهذه عملة صعبة، علاوة على استخدامه لأنه يخرج منه عوادم تدخل إلى صدرنا، أنتَ بتشغله بإيه ببنزين أو سولار، فأنتَ بتحرق في المشتقات البترولية اللي أنتَ بتستخدمها في توليد الكهرباء.

ما المقومات والمعوقات التي تجعل المدخلات أكثر من المخرجات؟

تصدير الطاقة، ولكن هذه العملية ليست بالهينة، فالتصدير يحتاج إلى آليات التي بدأنا نعمل عليها بالفعل من خلال إنشاء شبكات ربط مع كل دول الجوار، وتكوين علاقات مع كل وزراء الكهرباء في كل دول الجوار، وتطوير الكفاءات.

أمَّا عن المعوقات التي تعوق ذلك هو شيء واحد فقط ألا وهو الفكر الانهزامي، وعلى الرغم من أنَّنا كُنّا في ظروف سيئة بكثير إلا أننا بدأنا نتحسن، لكن دعني أعترف لك أنَّ هذا التحسن ليس ملموسًا للمواطن بسهولة "لأنه مش شايف نتيجته المباشرة؛ نظرًا لأنّه مثقل بالمشاكل".

وعلى سبيل المثال تقول أنّك افتتحت محطات كهرباء واكتفيت ذاتيًا، فيرد عليك المواطن "وأنا اكتفيت بإيه"، هذه الجملة إذا تم القضاء عليها في الأيديولوجية المصرية، لكن جملة الظروف السيئة هي مختصرة في الأسعار، لأنّك اليوم تحاول أن تصلح أشياء أفسدتها الأزمنة.

هل ترى أنَّ المصريين لا يجيدون استخدام الطاقة؟

بالفعل هذا ما يحدث؛ فليس معنى أنَّ الكهرباء وصلتك معناه أنَّك تهدرها؛ في الدول الغربية على سبيل المثال حين تتعاقد على عداد كهرباء ديجتال في منزلك وتركت التكييف "شغال" وسافرت، مصلحة الكهرباء هناك ستقطع عنك التيار الكهربائي في هذه الغرفة.

بماذا تنصح المصريين لإجادة استخدام الكهرباء؟

"لما تيجي تشغّل التكييف خليه على درجة 24 صيف أو شتاء عشان الكومبرسور يفصل، بيرجع يقوّم نفسه فيظبطلك درجة حرارة الأوضة وده على الأقل 50% من الاستهلاك.

الفريزر متسيبهوش فاضي، معندكش حاجة تحطها فيه حط أكياس مياه، الغسيل جمّعه وحطه مرة واحدة واغسل بالحد الأقصى لوزن الغسيل في الغسالة، لا تستخدم غلاية المياه امنع استيرادها، لا تترك الموبايل في الشاحن لأكثر من ساعة واحدة".

 

 

مستقبل طاقة الرياح والطاقة المتجددة بشكل عام في مصر؟

مصر على أطلس الرياح في موقع جغرافي مناسب جدًا لأن هناك أماكن بعينها يوجد بها رياح عاتية، والعالم الآن يعمل على فكرة من أين تأتي بالطاقة؟ وطاقة الرياح في مصر لها مستقبل كبير لأن منطقة البحر الأحمر وجبل الزيت فيها رياح عالية جدًا، ومشروع جبل الزيت هو موديل أول وليس بالنهائي لأنه يضخ في الشبكة 580 ميجا وات، لكن طاقة الرياح لن تُستخدم على المستوى الفردي.

وطاقة الرياح حين تستخدم على المستوى الفردي توفر على الدولة الكهرباء، إلا أنَّنا لدينا معوقات ذهنية وهي الخوف من الشكل، فالمجتمع مثلًا يتحدث عن الطاقة الشمسية من الناحية الشكلية، "لما بتحطهاله على السطوح في مكان ظاهر يقولك شكلها مش لطيف".

هل تستطيع إثيوبيا إنتاج الكهرباء من سد النهضة؟

نحن نسبق إثيوبيا بآلاف السنين، وهناك شركات مصرية في إثيوبيا من أكبر الشركات التي ورّدت معدات كهرباء على مستوى الجهد المتوسط، أنتَ كمصري مركّب معدات في إثيوبيا، لذلك حين قال الرئيس السيسي إن قضية الكهرباء قضية أمن قومي لم يكن يقولها هباءً.

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز