عاجل
الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي

هدى زكي تكتب.. الرقص مع الذئاب

هدى زكي تكتب.. الرقص مع الذئاب
هدى زكي تكتب.. الرقص مع الذئاب

 



 كذئب اشتد سعاره لا يبقي ولا يذر ينتظر اللحظة الحاسمة بنفس طويل للفتك بإحدى فرائسه، في حرب ضروس فرضت معطياتها على واقعنا، يقف العالم في حروب الجيل الرابع كفريسة أمام ذئب شرس يتحين اللحظة الفاصلة للانقضاض عليه، فهل نحن على استعداد للرقص مع الذئاب واقتلاع أنيابها؟

 

للإجابة عن السؤال يجب أولًا التوعية الجماهيرية بما يعنيه مصطلح حروب الجيل الرابع، الذي ظهر في عام 1989 على يد فريق من المحللين الأمريكيين، وهو اختصار Fourth-Generation Warfare بالإنجليزية ويعني الحرب اللامتماثلة أو اللامركزية التي تقوم على إفشال الدول وزعزعة استقرارها وخلق واقع جديد باستخدام مواطني الدولة نفسها لتفتيت المؤسسات لصالح العدو، ولا يتم ذلك بين ليلة وضحاها ولكن هي معركة النفس الطويل والتنفيذ البطيء باستخدام العديد من الأساليب على سبيل المثال لا الحصر الجماعات الإرهابية والتقدم التكنولوجي الهائل، واستخدام الحرب النفسية من خلال وسائل الإعلام والسوشيال ميديا لبث الخوف والرهبة في نفوس المواطنين عن طريق إطلاق الشائعات وتزوير الحقائق والصور والأخبار المزيفة.

 

 

 

ساعد تطور تكنولوجيا وسائل الاتصال والقنوات الفضائية ومواقع التواصل الاجتماعي كقوة ناعمة في زيادة تأثير تلك الحروب الهجينة، من خلال الدعاية والترويج لأفكار وشائعات تنطلق كالرصاصة تصيب أهدافها بأقل تكلفة مستخدمة في ذلك تحليل اهتمامات وسلوك واتجاهات رواد تلك المواقع ومشاهدي القنوات، في ظل هذا التدفق المرعب للبيانات والتقارير، للتلاعب بمقدرات الدول والشعوب، وهنا نجد التجربة الأبرز والأقرب للذاكرة هو قيام "فيس بوك"، منذ أيام بتسليم تفاصيل أكثر من 3000 إعلان للكونجرس الأمريكي، في إطار تمويل موسكو لتلك الإعلانات للتأثير على انتخابات الرئاسة الأمريكية، وفي السياق ذاته قيام الصين بحظر أغلب مواقع التواصل الاجتماعي باعتبارها منبرًا للجواسيس.. وللقياس على ذلك فإن أغلبية الدول تسعى للقيام بخطوات احترازية تختلف في شدتها أو مرونتها من أجل الحفاظ على هويتها ومؤسساتها.

 

 

 

ولعل ما واجهته مصر في الشهور الماضية من تفشي للشائعات والأخبار المضللة والزائفة هو أيضًا بمثابة حرب نفسية وإعلامية شرسة يندرج في إطار حروب الجيل الرابع، الذي قامت مختلف أجهزة الدولة بتحذير المواطنين من تداعياته، والرد على مختلف ما أثير من شائعات وتفنيطها، ولكن هل نقف مكتوفي الأيدي أمام مطلقي هذه الشائعات على السوشيال ميديا وغيرها من الأخبار على القنوات المعادية للدولة؟

 

 

 

هناك العديد من الآليات على المستوى الرسمي والشعبي للتصدي لحروب الفضاء الإلكتروني منها العمل بسرعة قصوى لتحليل البيانات والأخبار المتداولة والرد على مروجي الشائعات والأخبار المضللة فورًا وبمصداقية وشفافية تامة، وإنشاء مرصد فعال ومتخصص لرصد تلك الشائعات والتصدي لها في حينه، كما يجب ألا نغفل رفع مستوى تثقيف المواطن وتوعيته بقضايا وطنه الملحة حتى لا يصبح مستقبلًا ومصدرًا للشائعات، ولكن تنمية قدرته على فرز تلك الأخبار بوعي تام من خلال تفعيل دور الهيئة العامة للاستعلامات في الداخل والخارج، وما تقدمه الجامعات المصرية من دورات تثقيفية للطلاب، ولا يخفى على أحد دور الأزهر الشريف ووزارة الأوقاف في توعية المواطنين، بما يحاك ضدهم من مؤامرات وكيفية التصدي لذلك.

 

 

 إن تكاتف أجهزة الدولة كافة والالتزام بمعايير الشرف الإعلامية، والتأكد من صحة المعلومات قبل نشرها بما لا يخل بالأمن القومي لهو السبيل الأنجح لمواجهة تلك الهجمات الإلكترونية الشرسة ودحضها.

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز