عاجل
الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي

أخطر كتاب في العالم.. كيف صنعت نظريات أبو مصعب السوري تنظيم داعش وذئابه المنفردة

أخطر كتاب في العالم.. كيف صنعت نظريات أبو مصعب السوري تنظيم داعش وذئابه المنفردة
أخطر كتاب في العالم.. كيف صنعت نظريات أبو مصعب السوري تنظيم داعش وذئابه المنفردة

كتب - أحمد شوقى العطار

"دعوة المقاومة" ظهر عام 2004 لتصحيح مسار القاعدة والتنظير لمراحل الحرب الأخيرة بين الإيمان والكفر



صاحبه تربى في سجون الأمريكان وخرج في 2012 وانضم للبغدادي وساهم في تأسيس داعش

كان عضوا بجماعة الإخوان بسوريا ويقول في كتابه "مدربي المصري قال لي: الإرهاب فريضة والاغتيال سنة"

نظريته العسكرية تعلن وفاة التنظيمات الهرمية القديمة وتدعو لإحياء مدرسة المواجهات المفتوحة وجهاد الإرهاب الفردي

يدعم تدريب المقاتلين في منازلهم.. ويحدد أعداء الإسلام وطرق التخلص منهم.. ويحرض على قتل المدنيين كافة

 

"دعوة المقاومة الإسلامية العالمية"، هو عنوان الكتاب الأخطر في العالم الآن، فهذا الكتاب الذي يلقى رواجا كبيرا بين عناصر التنظيمات الإرهابية تحمل صفحاته الدستور الفعلي والمنهج الكامل والاستراتيجية الرئيسية والتكتيكات المرحلية التي يتبعها تنظيم داعش منذ ظهوره بصورته الحالية في عام 2013

ورغم أن الكتاب لم يصدر حديثا، بل صدر للمرة الأولى وانتشر بين عناصر التيار الجهادي في عام 2004 وظهر بكثافة داخل المنتديات الجهادية على الإنترنت في 2010، إلا أن خطورته لم تتضح إلا بعد أن انتشرت ذئاب داعش المنفردة حول العالم حيث أن هذا الكتاب ينفرد بالظهور الأول لتكتيك "إرهاب الذئاب المنفردة" لكن تحت مسمى أخر هو "الجهاد الفردي". ولهذا السبب تحديدا يمكن أن نعتبر أبو مصعب الـسـوري بمثابة الأب الروحي لتنظيم داعش.

 

فيلسوف الإرهاب

أبو مصعب السوري أو فيلسوف الجهاد أو داهية القاعدة كما يسمونه هو خبير عسكري جهادي متخصص في هندسة التفجيرات وفي حرب العصابات وله مساهمات سياسية وفكرية وإعلامية كبيرة داخل التيار الجهادي كما أنه أرخ للتيار الجهادي في الجزء الأول من كتابه "دعوة المقاومة الإسلامية العالمية" ووضع في الجزء الثاني منه نظرية «المراحل» لإقامة دولة إسلامية.

من مواليد حلب، سوريا ١٩٥٨، اسمه الحقيقي «مصطفى عبد القادر حسين». درس الهندسة الميكانيكية بجامعة حلب خلال (1976- 1980). وفور تخرجه انضم إلى جماعة الإخوان المسلمين السورية بزعامة «مروان حديد» وكان في هذه الفترة متأثرا بكتابات القطب الإخواني سيد قطب، ويذكر أبو مصعب في كتابه دعوة المقاومة أن بداية عمله الحركي كان داخل دورة عسكرية لإعداد كوادر الجهاز العسكري لتنظيم الإخوان المسلمين وتجهيزهم للثورة على نظام حافظ الأسد وكان ذلك في معسكر الرشيد التابع للجيش العراقي ببغداد سنة 1980 حيث كان النظام العراقي وقتها ومعه النظام المصري على خلاف سياسي كبير مع النظام السوري فدعموا الجماعات الحركية من أجل الثورة على نظام حافظ الأسد.

ويحكي أبو مصعب أنه تأثر بهذه التجربة جدا، وبكلمات مدربه القيادي الإخواني المصري الذي لم يذكر اسمه لكنه ذكر فقط أنه واحد من الرعيل الأول لجماعة الإخوان المسلمين المصرية وأنه التقى حسن البنا مؤسس الجماعة وبايعه وكان جزءا من التنظيم الخاص داخل الجماعة وصديق سيد قطب، وأن هذا المدرب كانت له عبارة شهيرة أثرت كثيرا في أبو مصعب في بداية حياته، لدرجة جعلته يضمها في كتابه ويجعلها عنوانا لأحد فصوله، حيث قال له المدرب (الإرهاب فريضة والاغتيال سنة)

انضم أبو مصعب للجهاديين في أفغانستان بعد دعوة من الشيخ عبد الله عزام في نهاية الثمانينات، وساهم في تأسيس تنظيم القاعدة وربطته علاقة صداقة قوية ببن لادن، وترك أفغانستان عام 1991 وعاش في بريطانيا، ثم عاد مرة أخرى لأفغانستان في عام 1997 محاولا تحقيق نظرياته حول المقاومة التي وضعها واحدة تلو الأخرى منذ عام 1990 وأسس في أفغانستان معسكر الغرباء في قاعدة قرعة العسكرية الشهيرة في كابل بتعاون مع وزارة دفاع طالبان وبايع أميرها ملا محمد عمر في قندهار عام 2000 وقاد مجموعته وشارك ميدانيا في الحرب إلى جانب قوات الطالبان وظل هناك حتى سقطت إمارة طالبان عام 2001.

اعتقلته القوات الأمريكية عام 2005، في باكستان، ثم رحلوه إلى سوريا ضمن برنامج الترحيل السري لوكالة المخابرات الأمريكية، وبقي في السجن 7 أعوام، وفي مطلع عام 2012 أفرج عنه في ظروف غامضة ويقال إن السلطات السورية أطلقت سراحه انتقاما بعد تأييد الخارجية الأمريكية للثورة السورية في بداياتها.

وبعد هروبه من سوريا انقطعت أخباره تماما وانتشرت أخبار في نهاية عام 2013 تفيد انضمامه لتنظيم الدولة "داعش"، تحت قيادة أبو بكر البغدادي كما انتشرت أيضا أخبار أنه يشغل منصب القائد الميداني لداعش خلفا لأبي عمر الشيشاني.

وهذه الأخبار رغم عدم التأكد من صحتها إلا أن اتخاذ تنظيم داعش مسارات تتسق تماما مع نظريات أبو مصعب السوري حول المقاومة والتي كتبها في كتابه الضخم "دعوة المقاومة الإسلامية العالمية" تؤكد أنه أصبح جزءا من التنظيم بشكل أو بأخر، وأنه المؤسس الفعلي لدستور التنظيم ومنهجه العسكري والاستراتيجي.

 

 

 

المنهج والدستور

كتاب "دعوة المقاومة الإسلامية العالمية" هو كتاب من جزأين، عدد صفحاته 1600 صفحة تقريبا، ظهر بشكله النهائي في عام 2004، ويتضمن الكتاب في جزأه الأول الذي يحمل عنوان "(الجذور- التاريخ– التجارب) فصول تمهيدية في التاريخ والتحليل السياسي الشرعي والفقه الجهادي الحركي"، سرد مفصل لمسار التجارب الجهادية تاريخيا منذ بدايتها وحتى تجربة "القاعدة"، وتحليلات سياسية، ونقدية وفكرية لذلك التاريخ ومساره، وخلاصة للدروس المستفادة من هذه التجارب الجهادية، على المستوي العسكري والسياسي والحركي والأمني.

أما الجزء الثاني يحمل عنوان (الدعوة -المنهج- الطريقة)، وهذا الجزء يحمل نظريات أبو مصعب السوري الجهادية التي وضعها لتطوير التجربة الجهادية وتغيير ألياتها وأهدافها وأساليبها من أجل الوصول للهدف وهو خلافة إسلامية وحرب أخيرة مع "الكفر" تنتهي بانتصار الخلافة وجنودها، وحول هذا الأمر يقول أبو مصعب "ما أقدمه فيما سيتلو من نظريات أضعها كخطوة ضمن خطوات أولى يجب أن تحصل اليوم، قبل فوات الأوان في التيار الجهادي، وميدان الفكر العملي في الصحوة الإسلامية المجيدة. كي نفتح باب التصحيح والتطوير من خلال قرارنا الاستراتيجي العقدي بالثبات على طريق الجهاد، وما أقدمه هو في معظمه أفكار من نوع قضايا (الرأي والحرب والمكيدة). ولاسيما ما يختص منها بقطاع العمل التطبيقي للجهاد في عالم ما بعد سبتمبر كما أتصورها".

ما يهمنا هنا هو الجزء الثاني من الكتاب، لأنه يحمل في صفحاته التي تقترب من الألف صفحة منهجا مكتملا ونظريات حركية نستطيع أن ندرك من خلالها ماذا يفعل داعش وإلى أين يذهب؟

أبو مصعب السوري هو أول من ابتدع فكرة اللامركزية التي تمخضت فيما بعد فولدت لنا تكتيك الذئاب المنفردة بشكله الآن، وتدعم رؤيته تحول التنظيم إلى فكرة عابرة للحدود يعتنقها ويمارس مقتضياتها منذ أعلن ولاءه للتنظيم، وينفذ عمليات منفردة من دون تكليف من التنظيم، في أي مكان في العالم.  ولخص تلك الفكرة بمقولة مشهورة: "إن كل مسلم يجب أن يمثل جيشا من رجل واحد"

ويقول أبو مصعب في مقدمة كتابه الشهير "هو كتاب كتب لدلالة الباحثين عن العمل من أجل أداء الفريضة– الجهاد- والقيام بالواجب في جهاد أعدائنا من الكفار الغزاة وحلفائهم وأوليائهم من المرتدين والمنافقين، وبإمكان من أقنعه هذا الكتاب بدعوتنا أن ينضم إليها. من دون حاجة لأن يلاقينا ونلاقيه. وفي ثنايا الكتاب ما يلزمه لكي يكون عضوا كامل العضوية والفاعلية كما سيرى. فنحن في عالم اليوم وما يسره الله من شبكات الاتصال، وطرق إيصال الخطاب. لم نعد بحاجة حتمية للتواصل واللقاء المباشر. وصار بالإمكان التواصل والتخاطب وتوفير مواد التربية والإعداد من دون كبير عناء. هذا إذا توفر العزم والإرادة".

وفي الباب الرابع من الجزء الثاني من كتابه دعوة المقاومة يفرد أبو مصعب مساحة ليست بقليلة لما أسماه "الجهاد الفردي" كجزء من النظرية العسكرية لدعوة المقاومة الإسلامية العالمية، وتقوم نظرية أبو مصعب العسكرية على ضرورة توقف العمل الجهادي من خلال التنظيمات (القطرية– السرية– الهرمية) بعد تداعيات الهجمة الدولية لمكافحة الإرهاب التي تلت أحداث سبتمبر 2001، والتي دمرت تداعياتها ما تبقى من تلك التنظيمات جماعيا وصفت أكثر أفرادها قتلا وأسرا. والتنظيمات القطرية السرية الهرمية هي تنظيمات تعمل في مجال قطري محدد وفق النظام السري، والبناء الشبكي الهرمي– القاعدة نموذجا- وكان الهدف الأساسي منها هو إسقاط الحكومات والأنظمة القائمة في الدول الموجودة بها وإقامة النظام الإسلامي عبر الجهاد المسلح، وأنه على مدى العقد الأخير من القرن المنصرم استطاعت برامج مكافحة الإرهاب أن تفكك تلك التنظيمات أمنيا، وتهزمها عسكريا، وتعزلها عن جماهيرها وتشوه سمعتها، وتجفف منابعها المالية، وتشرد عناصرها وتدخلهم في دوامة الخوف والجوع ونقص في الأموال وشيئا فشيئا تلاشت تلك التنظيمات، وانحلت وأصبح شراذم الباقيين منها مشردين في الشرق والغرب لا يكادون ينتجون شيئا على حد تعبيره، ويرى أبو مصعب أن هذه المدرسة فشلت فشلا ذريعا في تحقيق الأهداف المطلوبة وفي جميع المناحي، عسكريا وأمنيا ودعويا وتربويا، ويقارن بينها وبين مدرستين عسكريتين أخريين، جربهما التيار الجهادي عدة مرات غير منتظمة خلال مسيرته الحركية الممتدة من الستينات، الأولى هي مدرسة الجبهات المفتوحة والمواجهات المكشوفة، والقصد من الجبهات المفتوحة هي التي تكون فيها قوات التيار الجهادي متواجدة بشكل مكشوف وثابت وتقاتل قوات الأعداء في خطوط قتال مفتوحة، أو تشن حرب عصابات انطلاقا من تلك المناطق الثابتة. وأوضح مثال عليها (الجهاد الأفغاني الأول)– (البوسنة)– (الشيشان)– ثم (الجهاد الأفغاني الثاني في مرحلة طالبان). وقد اعتمدت هذه المواجهات أسلوب المواجهة من خلال قواعد ثابتة، وحرب عصابات شبه نظامية وكانت خلاصة النتيجة من وجهة نظره نجاح عسكري ساحق ونجاح أمني أعاق دور الاستخبارات ونجاح دعوي أدى لحشد الأمة وراء تلك القضايا ونجاح تربوي نسبي في المعسكرات والجبهات وفشل سياسي إلا في أفغانستان حيث أقيمت الدولة الإسلامية.

أما المدرسة الثانية أو الأسلوب الثاني هو جهاد الإرهاب الفردي والخلايا الصغيرة المفككة عن بعضها كليا ويشمل العمليات الفردية التي قام بها أفراد أو مجموعات صغيرة بشكل غير منظم في معظم الأحوال، وأكد أن هذه النوعية في تاريخ التيار الجهادي حققت نجاح عسكري هز كيان العدو وذلك لأن هذه العمليات العفوية من قبل أفراد وخلايا هنا وهناك، على مدى اتساع العالم. من غير رابطة بينهم، أدخلت أجهزة الاستخبارات المحلية والعالمية في حالة إرباك. إذ إن اعتقال ما سقط من تلك الخلايا لا يؤثر في مجال أعمال آخرين لا رابطة بينهم. ويقول أبو مصعب أنه استفاد كثيرا من هذه الملاحظة في تصميم فكرته عن عمل خلايا دعوة المقاومة الإسلامية العالمية الصغيرة. وأنها حققت نجاحا أمنيا لأن العمليات العفوية من قبل أفراد وخلايا هنا وهناك، على مدى اتساع العالم. من غير رابطة بينهم فاستعصى إجهاضها من الناحية الأمنية كما أنها حققت نجاح دعوي حيث حشدت الأمة وأذكت روح الجهاد والمقاومة في الأمة. وحولت أفرادا مغمورين إلى رموز أمة، تهتف باسمهم الجماهير، بينما حققت هذه الطريقة فشلا تربويا لعدم وجود منهج مشترك لهؤلاء المقاومين يجعل لهذه الظاهرة بعدا تربويا بينما فشلت سياسيا لعدم وجود برنامج يحولها إلى ظاهرة وأنها بقيت في حجم ردود الأفعال والانفعالات العاطفية هنا وهناك، ولم تبلغ عدديا أن تكون ظاهرة ويقول أبو مصعب تعليقا على الفشل التربوي والسياسي لهذه المدرسة "غياب المنهج هو خلل يمكن تلافيه كما سنرى".

 

 

ويؤكد أن جهاد الإرهاب الفردي أو الخلوي على طريقة حروب العصابات المدنية. هو الأساس في إنهاك العدو وإيصاله إلى حالة الانهيار والانسحاب، أما جهاد الجبهات المفتوحة فهو الأساس في السيطرة على الأرض لتحريرها وإقامة شرع الله عليها.

واعتبر أبو مصعب أن جهاد الإرهاب الفردي وحروب العصابات التي تقوم بها الخلايا الصغيرة، يمهد للنوع الآخر (جهاد الجبهات المفتوحة)، ويساعده ويرفده. وأنه دون المواجهة الميدانية والسيطرة على الأرض لا تقوم الدولة. وهو الهدف الاستراتيجي لمشروع المقاومة على حد تعبيره.

 

نظرية الإرهاب الفردي

يضع أبو مصعب أسسا عامة لنظرية العمل عن طريق الإرهاب الجهادي الفردي في دعوة المقاومة من الناحية العملية وتكشف هذه الأسس كيف أن تنظيم داعش يطبق نظرية أبو مصعب العسكرية بحذافيرها، ويؤكد في البداية أنه يقصد إطلاق لفظ "الإرهاب" على هذه الطريقة من الجهاد، رغم أن العدو يستخدمها لتشويه التيار الجهادي، ويفسر ذلك بأن هناك نوعين من الإرهاب من وجهة نظره، وهما الإرهاب المذموم وعرفه بأنه إرهاب الباطل وقوى الباطل، والإرهاب المحمود– الذي يقصده- هو إرهاب المحق المظلوم الذي يدفع الظلم عن المظلومين. وذلك بإرهاب ظالمه.

وتقوم النظرية السياسية لدعوة المقاومة بالأساس على ممارسة المجاهد عضو المقاومة بالجهاد الفردي لعمله في أرضه حيث يعيش ويقيم، ومن دون أن يكلفه الجهاد مشقة السفر والهجرة والتحرك إلى حيث يمكنه الجهاد المباشر.

كما يحدد أهداف الدعوة داخل البلدان المستهدفة وتنحصر في الشخصيات السياسية الرئيسية التي تقود الحملة على المسلمين من رؤساء الدول ووزرائها وقادتها العسكريين والأمنيين والأهداف الاقتصادية الاستراتيجية الكبرى كما يؤكد أيضا استهداف المدنيين عامة في حالات الردع والمعاملة بالمثل.

ويحدد أبو مصعب ساحات العمل الأساسية المستهدفة بجهاد الإرهاب الفردي:

1- بلدان الجزيرة العربية والشام ومصر والعراق

2 - بلدان شمال إفريقيا من ليبيا إلى موريتانيا

3- تركيا والباكستان وبلدان وسط آسيا

4 - باقي بلدان العالم الإسلامي

5 - المصالح الأمريكية والحليفة في بلدان العالم الثالث:

6 - في قلب دول أوروبا الحليفة لأمريكا الداخلة معها في الحرب

7- في قلب أمريكا ذاتها.

ويتحدث أبو مصعب فيما بعد عن نظريته في تدريب العناصر المقاومة سواء كانوا فاعلين في مدرسة جهاد المواجهات المفتوحة أو في إرهاب الجهاد الفردي وخلايا العمل الصغيرة، ويرشح بقوة طريقة التدريب السري في البيوت للإرهابيين المنفردين، مؤكدا أن التنظيمات الجهادية السرية استعملت هذه الطريقة في كافة التجارب الجهادية. وأنها الأساس في إعداد كافة التنظيمات والعصابات السرية في العالم. ورغم أنها لا تسمح إلا بالتدريب على الأسلحة الشخصية والخفيفة وبعض دروس استخدام المتفجرات وأسلحة المرحلة الأولى من حروب العصابات. إلا أنها أثبتت فعاليتها جدا على حد تعبيره. حيث إن الأساس في عمل العصابات هو الدافع المعنوي وإرادة القتال وليس زيادة المعرفة بأسلحة لن يستخدمها العنصر المنفرد عمليا.

وفي هذه الطريقة يتعلم المتدربون فك وتركيب السلاح واستعماله وكيفية الرمي عليه نظريا. حيث يقومون بشيء من التطبيقات العملية والرمي المحدود في المناطق الخالية أو الكهوف أو حتى الأقبية المعزولة عن خروج الصوت داخل البيوت ذاتها. وكثيرا ما تكون الطلقات الأولى التي يرميها المتدربون هي في عملية اشتباك حقيقي.

اللافت أن نظيم داعش منذ ظهوره التزم حرفيا بما كتبه أبو مصعب السوري في كتابه دعوة المقاومة الإسلامية العالمية، واستمرار داعش في اتباع نظريات أبو مصعب التي تسعى لعولمة الإرهاب يعني أن العالم بأسره أمام خطر كبير يصعب القضاء عليه في السنوات المقبلة على الأقل وهو خطر العناصر المنفردة التي تتحرك تلقائيا لتنفيذ عمليات إرهابية دون أن تربطها علاقة بالتنظيم الأم، ومن المرجح أن تزداد هذه العمليات في الفترة المقبلة بعد أن خسر التنظيم الأراضي التي سيطر عليها في سوريا والعراق وأصبحت الهجرة إلى أراضيه شبه مستحيلة عمليا.

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز