عاجل
الخميس 26 سبتمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
We
البنك الاهلي

المؤلف والممثل السورى اياد ابو الشامات: الدراما المصرية حققت قفزة.. و"تانغو" مبني على التشويق

المؤلف والممثل السورى اياد ابو الشامات: الدراما المصرية حققت قفزة.. و"تانغو" مبني على التشويق
المؤلف والممثل السورى اياد ابو الشامات: الدراما المصرية حققت قفزة.. و"تانغو" مبني على التشويق

حوار - الين ديب

"أعمل حاليا على نص جديد وأتمنى أن يمكّنني الوقت ليكون جاهزا للعرض في 2019"



قال الممثل والمؤلف السوري إياد أبو الشامات إن "تانغو" عمل جماهيري أنيق مبني على التشويق.. والدراما المصرية حققت قفزة نوعية في تاريخها الدرامي..

هكذا وصف الممثل والمؤلف السوري إياد أبو الشامات في حوار مع بوابة روز اليوسف المسلسل الرمضاني "تانغو" الذي قام بتأليفه؛ حيث أكد أن الدراما السورية اليوم تواجهها عقبات كثيرة وغير ظاهرة، مما يجعل من الصعب علاجها والتخلص منها..

وإلى نص الحوار..

ــ ما هي المعضلة الكبيرة التي واجهت الدراما السورية في ظل الحرب على سوريا، والتي قوبِلت باغتراب العديد من الأسماء الفنية الهامة إلى المهجر؟

تمر الدراما السورية منذ عدة سنوات بعدة أزمات.. أولها واكثرها وضوحا للعيان هي أزمة التوزيع كونها لا تملك سوقها الخاص لكن هناك أزمات أعمق ربما تكون خافية عن الأعين قليلا منها استمرار الدراما السورية بالتعاطي مع العملية الإنتاجية بدء من كتابة النص وحتى لحظة العرض بعقلية العام 2000 وما قبل، في حين استطاعت الدراما المصرية منذ العام 2010 إلى اليوم تحقيق قفزة بالمحتوى، والشكل على أيدي مجموعة من خريجي معهد السينما، وهو ما تفتقر إليه الدراما السورية، ولن تستطيع تجاوزه حاليا، وعلينا الاعتراف أن المعوقات الحقيقية للدراما السورية باتت معوقات ذاتية معرفية وثقافية، إذ أصبحت الدراما السورية مستباحة، واي كان يستطيع أن يكتب او يخرج او يمثل دون اي ذخيرة ثقافية او معرفية، والحقيقة أن قلة قليلة جدا من العاملين في هذه المهنة ما زالوا يحاولون الحفاظ على ما يمكن من الهوية الفنية السورية، وللاسف لست متفائلا بأي تغير إيجابي في واقع الدراما السورية حاليا..

ــ ما القاعدة التي تبنى عليها الدراما السورية اليوم؟ وما مدى تفشي الدراما التجارية في رأيك؟

اللاقاعدة...هناك فوضى وارتجال في كل مفاصل العملية الدرامية، ولا استطيع ان افهم كيف يتم اخذ القرار بمشروع ما ويتم استكتاب الكاتب في حال لم يكن النص جاهز مسبقا ثم يتبعه التصوير لتنتهي العملية بكاملها خلال سبعة شهور بدء من لحظة كتابة المشهد الأول وانتهاء بلحظة مونتاج المشهد الآخير...العملية برمتها تخضع للارتجال ولا يمكن الحديث عن اي قاعدة وسط هكذا مناخ سوى الموضات التي تنتقل بالعدوى بعد نجاح عمل ما ليهرول الجميع لصناعة عمل يشابهه..

- "يسلّط الضوء على الخيانة الزوجية بكثرة"، "حابس لأنفاس المشاهد".. "تانغو" المسلسل العربي المشترك الذي عُرضَ في شهر رمضان 2018، من تأليفك ومن إخراج المبدع رامي حنا.. قوبِل بآراء مشابهة لهذه ما بين السلبية والإيجاب.. ما رأيك؟

طبيعي جدا أن يقابل اي عمل بآراء سلبية واخرى إيجابية فنحن جميعا نعمل في ظروف متقاربة ونعاني من مشاكل متشابهة...والتيمة التي لجأنا إليها في تانغو من أكثر التيمات التي جرى استهلاكها في كل انواع الدراما..اذا هي ليست جديدة على الإطلاق.. لذا حاولنا كصناع للعمل بتعويض ذلك عبر تعميق المعالجة بالبحث خلف الأسباب التي تدفع للخيانة وباللعب على الشكل الفني وبناء الشخصيات والحبكة لإنتاج عمل مشوق وانيق ضمن الظرف العام المجافي لأي عمل درامي يحمل قيمة ومحتوى واقعي وحقيقي..

ــ النجاح الذي فرضه "تانغو" هل يستحق الفوز بالسباق الرمضاني لهذا العام كأفضل الأعمال الدرامية؟ وما هي معايير اختيار العمل الجيد في رأيك؟

تانغو عمل جماهيري أنيق مبني على التشويق وعلى سؤال ليس شديد الإشكالية أو العمق فأغلب المجتمعات متفقة على أن الخيانة امر سيء وبالتالي مقولة العمل لن تضيف للجمهور ما لا يعرفه مسبقا ولكن الحديث في تانغو عن كيف وليس ماذا....كيف جرت هذه الخيانة وليس ما معنى الخيانة فهي تيمة قديمة ومستهلكة اما ما حاولنا ان نكون جديدين به فهو طريقة تناول الموضوع اي كيف...كيف تعيد تقديم ما يعرفه الجمهور بتناول مختلف إلى حد ما..

- الدمج بين الماضي والحاضر، تقنية تتفشى في الدراما العربية اليوم؛ هل تعتقد أنها تُقدّم بشكل صحيح؟ وكيف كان الاتفاق على تجسيدها في "تانغو " بينك و بين المخرج رامي حنا ؟؟

لا أستطيع الحكم فأنا لم أشاهد كل الأعمال لكن هذا يرجع إلى عقلية صناع العمل، فعمل مثل "أفراح القبة" كان مبنيا بكامله على استرجاعات زمنية طوال الوقت، وقد تم التعامل معها كتابة واخراجا بأفضل طريقة ممكنة...بينما شاهدنا أعمالا لجأت لنفس طريقة السرد هذه لكنها تشظت وتبعثرت ولم يعد المشاهد قادر على متابعتها.. اذن فالأمر يتعلق بمعرفه وموهبة صناع العمل وليس بطريقة السرد ذاتها.. أما بالنسبة لتانغو فالزمن الماضي فيه هو زمن موازٍ، أي انه ليس فلاش باك تقليدي سببه أن احدى الشخصيات تتذكر.. بل هو خيار راوي العمل أن ينقلنا بالزمن إلى الماضي والراوي هنا هو الكاتب والمخرج..

- هل تتابع الدراما المصرية؟ وما رأيك في مسلسل "اختفاء" الذي عُرضَ في رمضان 2018 بطولة نيللي كريم والذي تم إخراجه بالدمج بين الماضي والحاضر؟

بدأت بمتابعة الدراما المصرية منذ العام 2010 وفي هذه السنوات السابقة انتجت أعمال رائعة في مصر من مثل "موجة حارة" و "ذات" و "سجن النساء" و "أفراح القبة" و "هذا المساء"...الخ...اما بالنسبة لعمل "اختفاء" فلم تتح لي فرصة مشاهدته وربما افعل قريبا..

- هل إتاحة كل الظروف التي تخلق عملا متكاملا تعد سببا في تقدم الدراما المصرية اليوم؟

أسباب تفوق الدراما المصرية في السنوات الخمس الماضية عديدة ومعقدة ومتشابكة، ولا مجال للخوض فيها هنا وبهذه العجالة لكن لا شك أن جيلا من المخرجين والكتاب الاكاديميين خريجي معهد السينما في القاهرة قد بدؤوا برفد الصناعة التلفزيونية منذ العام 2010 إضافة إلى وجود ٨٠ محطة تلفزيونية مصرية تقوم بشراء الإنتاج المحلي مما يعفي صناع تلك الأعمال من المحاباة الرقابية لمحطات تقع خارج البلاد ولديها سياسات مختلفة.. ولكن بنفس الوقت لدي بعض الخشية على مسيرة الدراما المصرية وأرجو أن أكون مخطئا وألا تقع هي أيضا تحت ضغط تفريغ المحتوى التي تكاد تتحول لسياسة إعلامية عامة في المنطقة العربية.

ــ عشرون سنة من الفن تضمنت المسرح والدراما والسينما والدبلجة الصوتية والتأليف.. ما العمل الذي حقق نقلة نوعية في مسيرة إياد أبو الشامات فعليا؟

"غدا نلتقي" في هذا العمل عبرت عن نفسي وافكاري بحرية وعمق للمرة الأولى ككاتب وبالمناسبة هو عملي الأول.. بينما يبقى التمثيل فنا تابعا وخصوصا في التلفزيون.

ــ ألا تفكر في صناعة جزء ثانٍ لـ"غدا نلتقي".. خاصة بعد النجاح والأثر الطيب الذي حققه العرض الأول؟

لا أظن، وأصلا هذا التوجه بالدراما حاليا يواجه صعوبة كما أسلفت سابقا، إذ إن التوجه العام الآن يتجه إلى التسطيح وتفريغ المحتوى والابتعاد عن اي نقاش إشكالي يحمل معنى غير مرغوب به سياسيا.. وفي كل المنطقة طبعا..

ــ هل هناك عمل جديد في رمضان 2019 من تأليفك؟

أعمل حاليا على نص جديد وأتمنى أن يمكّنني الوقت ليكون جاهزا للعرض في 2019 ولكني لست أكيدا من ذلك.

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز