عاجل
السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي

السودان يا أخت بلادي 1.. "وادي النيل" محطة إذاعية توحد بين الشعوب

السودان يا أخت بلادي 1.. "وادي النيل" محطة إذاعية توحد بين الشعوب
السودان يا أخت بلادي 1.. "وادي النيل" محطة إذاعية توحد بين الشعوب

-الإذاعي إمام عمر: كانت اسمها ركن السودان حتى عام 1984 وبدأ عمرو دياب مشواره الغنائي من خلالها



-المدير العام للإذاعة سعيد سالم: يوجد مدير مناوب للمحطة سوداني الجنسية ونتعاون سويا في وضع الخطة البرامجية كل 6 شهور

 

منذ عهد الملكية، وتحديدا عام 1949 تقرر افتتاح إذاعة ركن السودان لتصبح واحدة من أقدم الإذاعات التي أنشئت خصيصا لتعمل على توطيد العلاقات بين شعبين كانا ولا يزالان شعبا واحدا، تجمعهما علاقة حب، وأرض، وجيرة امتدت عبر سنوات، وظلت تلك الإذاعة التي كانت أول صوت عربي ينطلق من القاهرة بعد تمصير الإذاعة المصرية تبث لمدة نصف ساعة أسبوعيا عبر البرنامج العام، بهدف خدمة قضايا الشعب السوداني، وإرسال صوته إلى العالم، بالإضافة إلى كونها وسيلة اتصال بين أبناء وادي النيل، لكن سرعان ما تطور الهدف، وأصبحت نصف ساعة غير كافية على الإطلاق لإيصاله، فتم تخصيص موجة إذاعية خاصة للإذاعة عام 1954، تبث من خلالها برامجها لمدة أربع ساعات يوميا، وأنشئ مكتب تابع لها في الخرطوم، ليمد الإذاعة بالأخبار، والتسجيلات، وظلت حتى عام 1984، حيث تقرر تحويلها إلى إذاعة (وادي النيل) لتكون واحدة من المحطات الإذاعية التابعة لشبكة صوت العرب، والمستمر بثها حتى الآن.

 

 

ذكريات كثيرة يمكن أن تروى عن بدايات إذاعة ركن السودان، وما استطاعت تحقيقه من وحدة حقيقية، ساهمت في تدعيم الروابط السياسية، والفكرية، والاجتماعية، بل ونقل التاريخ، والفن، والأدب، والتراث السوداني، لكل الدنيا، في الوقت الذي لم تكن تمتلك السودان منبرا للقيام بذلك، وهو ما دفعني لاختيار الإذاعي القدير إمام عمر لأن يقص لي تلك الذكريات، حيث كانت بدايته في إذاعة ركن السودان، قبل أن ينتقل إلى إذاعة الشرق الأوسط، وينال شهرته هناك، وعن ذلك يقول في تصريحات خاصة لبوابة روزاليوسف: ركن السودان تجربة جميلة علمني من خلالها أستاذ الإذاعيين إيهاب الأزهري احترام الميكروفون، ودربني كثيرا على مخارج الألفاظ وطريقة الحديث، وكانت له مقولة شهيرة عن الميكرفون ما زلت أرددها على مسامع تلاميذي حتى الآن وهي (تعامل مع قطعة الحديد هذه كأنها واحدة صاحبتك) وهي النصيحة التي أعمل بها حتى الآن، وفي ركن السودان قدمت أول برنامج فني في حياتي مع الإعلامية ثريا جودت، وكنا نذيع من خلاله أغاني سودانية رائعة، كما أن ظهور عمرو دياب في الإذاعة لأول مرة في حياته كان من خلال تلك الإذاعة، والحقيقة أن الإذاعة التي كان بثها لا يزيد على ساعتين يوميا في البداية كانت تساهم بشكل كبير في التقارب مع الشعب السوداني، وتم إرسال بعثة إذاعية جمعت وقتها ما يقرب من 250 تسجيلًا إذاعيًا وأغاني لكبار الفنانين السودانيين ومقطوعات موسيقية وندوات أدبية ولقاءات ثقافية وتسجيلات للقرآن الكريم بصوت أشهر المقرئين هناك.

الإذاعة كانت محط اهتمام الفنانين من كل العالم العربي أيضا، حيث يقول إمام عمر: أذكر أنني حضرت تسجيل الحوار الأخير لفريد الأطرش قبل سفره إلى بيروت لإجراء عملية جراحية لم يعد بعدها إلى مصر حتى وفاته، وقد أذيع هذا الحوار على إذاعة ركن السودان، حكى فيه فريد عن حلمه بتقديم لحن سوداني باستخدام السلم الخماسي الذي يقدم في الأغاني السودانية، كما تحدث عن مشروع فيلم لم يكتمل بينه وبين شادية يوحد بين مصر والسودان عن طريق قصة حب، وكانت مثل تلك الأخبار تستقبل بحفاوة وتلعب دورا سياسيا في تقارب الشعوب.

وعن رأيه فيما آلت إليه الإذاعة حاليًا يقول: ركن السودان أصبحت وادي النيل الآن، لكن تأثيرها السياسي اختفى تماما كما اختفى تأثير إذاعة صوت العرب، التي تم بثها خصيصا للتقريب بين الشعوب العربية، والحقيقة أن إهمال إذاعة وادي النيل تسبب في فجوة كان من الممكن تلاشيها

في الأول من يناير الماضي، احتفلت إذاعة وادي النيل بعيدها الـ34، وهو نفس التاريخ الذي تحتفل فيه دولة السودان الشقيقة بعيد الاستقلال، ظروف سياسية مختلفة مرت على البلدين خلال تلك الأعوام، لم يكن للإذاعة فيها دورًا يذكر، وهو ما حاولنا معرفة أسبابه من سعيد سالم المدير العام لإذاعة وادي النيل، حيث يقول: الإذاعة تبث حاليًا على تردد 217 على الموجة المتوسطة، و11766، 11768، على قمر النايل ساعات، وتعمل بنظام 50% من الجانبين المصري والسوداني، وتحمل نفس الهدف الذي أنشئت من أجله سابقتها (ركن السودان) حيث يبث من خلالها برامج سودانية، وأخرى مصرية، ونفس الحال بالنسبة للأغنيات، والمسلسلات التي تتنوع بين المصري، والسوداني، وفقا للخطة البرامجية التي يتم وضعها كل 6 شهور، وعن ذلك يقول، يوجد مدير مناوب للمحطة، وهو سوداني الجنسية، واسمه الطيب قسم السيد، ويأتي إلى مصر كل 6 أشهر، أو أسافر أنا له، لوضع الخطة البرامجية للدورة البرامجية المقبلة، والتي يراعى فيها التنوع، مشيرا إلى أن البرامج السودانية ترسل له يوميا من السودان، ليتمكن من بثها.

وعن حلمه للإذاعة يقول: أسعى إلى تفعيل أرشفة التراث الفكري والثقافي والفني بمكتبة إذاعة وادي النيل، وإنشاء موجة "إف إم"، لبث برامج إذاعة وادي النيل، بجانب موجتها الرئيسية، وذلك حتى يصل إرسالها إلى كافة أرجاء الوطن العربي، بالإضافة إلى تقوية بثها بالولايات السودانية.

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز