عاجل
الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي

د. أحمد فاروق عبدالقادر يكتب عن: الفرص الاستثمارية للرياضة المصرية

د. أحمد فاروق عبدالقادر يكتب عن: الفرص الاستثمارية للرياضة المصرية
د. أحمد فاروق عبدالقادر يكتب عن: الفرص الاستثمارية للرياضة المصرية

صرحت وزيرة الاستثمار والتعاون الدولي بأن الخريطة الاستثمارية الجديدة لمصر تتيح أكثر من (600) فرصة استثمارية في مصر، ودعت البنوك والصناديق الاستثمارية إلى التوسع في استثماراتها. وقالت هناك العديد من الفرص الاستثمارية الكبرى مثل مشروع تنمية محور قناة السويس والعاصمة الإدارية الجديدة" واللافت للنظر في هذا التصريح أن مجالات الاستثمار في مصر لم تتضمن المجال الرياضي، على الرغم من أنه أحد المجالات المهمة والمتوقع لها مكانة متميزة وسط مجالات الاستثمار العام، على الرغم من انتشار مفاهيم الاستثمار في المجال الرياضي، ومن المعروف تاريخياً أن الاستثمار العربي في الأندية الأوروبية بدأ بشراء المصري محمد الفايد نادي فولهام الإنجليزي في عام 1997 في صفقة قيمتها 30 مليون جنيه إسترليني إلى أن باعه في عام 2013 إلى رجل الأعمال الأمريكي شهيد خان مقابل 47.5 مليون جنية إسترليني، وشهد عام 2008 الانطلاقة الحقيقية للاستثمار في الأندية الأوروبية بقيام الإماراتي الشيخ منصور آل نهيان بشراء 90% من أسهم نادي مانشستر سيتي ثم شراء الإماراتي سليمان الفهيم نادي بورتسموث الإنجليزي في مايو عام 2009 قبل أن يبيع 90% من أسهمه إلى رجل الأعمال السعودي علي الفراج ، كما اشترت مجموعة رويال دبي التي يمتلكها الشيخ بطي آل مكتوم في 2011 نادي "خيتافي" الإسباني في صفقة قيمتها حوالي 90 مليون يورو، وفي عام 2011 اشترى القطري عبدالله آل ثاني نادي مالاجا الإسباني وفي نفس العام استحوذت "مؤسسة قطر للاستثمارات الرياضية" على نادي باريس سان جيرمان الفرنسي بقيمة إجمالية 100 مليون يورو، وفي عام 2013 اشترى السعودي عبدالله بن مساعد 50% من أسهم نادي شيفيلد الإنجليزي في صفقة قاربت علي 50 مليون ريال سعودي في خزينة النادي الإنجليزي.



 

وهناك فرص استثمارية ضخمة للرياضة المصرية يجب أن تتيقن لها الدولة لدخول الرياضة رسميا في مصاف المجالات الاستثمارية الأولي في مصر وتتضح أوجه الاستثمار في الرياضة المصرية فيما يلي:

 

أولاً: خصخصة الأندية الرياضية المصرية: شهدت السنوات الأخيرة توجهاً متزايداً من المستثمرين العرب وخاصة الخليجيين نحو الاستثمار في الأندية الرياضية الأوربية بعيداً عن الرياضة العربية لإدراك الجدوى الاقتصادية والأرباح الهائلة التي تحققها هذه الأندية، ولعل التجربة السعودية الحالية بتخصيص الأندية الرياضية التي تشارك في بطولة الدوري السعودي لأندية الدرجة الممتازة لكرة القدم، التي تقرر تخصيصها إلى شركات بالتزامن مع بيعها بالتنسيق مع وزارة التجارة والاستثمار ووزارة الاقتصاد والتخطيط، والتي توقعت أن يكون العائد منها نحو (6) مليارات دولار، وفي مصر يمر المجال الرياضي المصري حالياً بتجربة جديدة في بيع الأندية المصرية الخاصة تمثلت في قيام السعودي تركي آل شيخ بشراء نادي الأسيوطي المصري مقابل مقابل 5 ملايين دولار، بالإضافة إلى (500) ألف دولار قيمة تأجير منتجع الأسيوطي سنويا" وهي أحد الفرص الجديدة للرياضة المصرية، لذلك لابد من دعم هذه الفرصة وقيام الأندية الخاصة المصرية بتسويق نفسها لإمكانية بيعها في صفقات كبيره التي من الممكن أن تدعم المستوى الفتي والتنافسي وبالتالي زيادة قيمة الدوريات المصرية وارتفاع قيمة استثماراتها، وهذا ما يتفق أيضاً وتوجهات الاتحاد الدولي لكرة القدم في تحويل كرة القدم إلى شركات محترفة تعمق مفهوم الاستثمار في كرة القدم.

 

ثانياً: إنشاء القنوات الرياضية الخاصة وبيع حقوق البث التليفزيوني لدوري كرة القدم الممتاز: تصل تكلفة إنشاء قناة تلفزيونية إلي حوالي مائة ألف دولار سنوياً، بينما تصل عوائد قناة بمواصفات بسيطة إلى خمسمائة ألف دولار وإلى (8) ملايين دولار للقنوات الاحترافية أو أكثر سنوياً، وتجربة القنوات الرياضية الخاصة في مصر مثل أون تي في وقناة بيراميدز الرياضية تجارب ناجحة تدل على أهمية إنشاء القنوات الرياضية التليفزيونية، وعلي الرغم من تراجع قيمة حقوق البث التلفزيوني لبعض الدوريات العالمية ودخول الدوري السعودي في الدوريات العشر الأولى من حيث عوائد البث التليفزيوني فلازال الدوري الإنجليزي يحتل المرتبية الأولى بقيمة (2.2) مليار دولار سنوياً، وتلاه الدوري الألماني بقيمة (1.4) مليار دولار، واحتل الدوري الإيطالي المركز الثالث بقيمة (1.3) مليار دولار، وفي مفاجأة من العيار الثقيل جاء الدوري الإسباني في المرتبة الرابعة بقيمة مليار دولار وتلاهم الدوري الفرنسي بقيمة (739) مليون دولار والدوري التركي بقيمة (489) مليون دولار والبرازيلي بقيمة (176) مليون دولار ثم السعودي بقيمة (167) مليون دولار وتلاه الدوري الأمريكي الأحدث في العالم بقيمة (90) مليون دولار وأخيراً الدوري الهولندي بقيمة (88) مليون دولار سنوياً.

في حين جاءت مبيعات حقوق البث التليفزيوني لأندية الدوري المصري لكرة القدم حيث حصل النادي الأهلي على (400) مليون جنيه لحقوق بث مبارياته في الدوري والكأس لمدة أربع سنوات وسبق وحصلت شركة صلة السعودية على حقوق رعاية الأهلي لمدة 4 سنوات مقابل نصف مليار، ليصل إجمالي ما حققه الأهلي إلى 900 مليون جنيه.

وحصل نادي الزمالك على (400) مليون جنيه في بيع حقوق رعاية الزمالك والبث الفضائي معاً. وأرقام لا تذكر في بيع حقوق البث التليفزيوني لباقي أندية الدوري الممتاز المصري ويحتاج الدوري المصري إلي وضع لائحة تحدد حقوق البث التليفزيوني ونسب توزيعها بين الأندية ونسبة الاتحاد ونسبة الدولة، واستغلال ارتباط المشجع المصري والعمل علي زيادة نسبة الحضور الإلكتروني على شبكات التواصل الاجتماعي، وهو ما يجذب الشركات العالمية للرعاية التي تبحث دوماً عن الوصول للمستهلكين.

 

ثالثاً: إنشاء حلبة سباقات السيارات والدراجات والزوارق فائقة السرعة: في تصريح لمالك شركة مونتريال البحرينية الذي أكد أن سباق جائزة البحرين الكبرى فورمولا1 للسيارات السريعة يضع البحرين بشكل بارز على خريطة الرياضة العالمية، ويساهم بشكل أكبر في إنعاش الاقتصاد البحريني، هذا السباق يتابعه الملايين عبر العالم وصل إلى ما يقارب (500) مليون مشاهد في (187) دولة حول العالم، مما يسهم في الترويج الكبير للمملكة وقدرتها على استضافة الفعاليات والأحداث العالمية، وأكد أن الأرباح والعوائد المالية لحلبة البحرين الدولية تجاوز نحو (100) مليون دولار في العام الواحد. وفي مصر كانت هناك محاولات كثيرة لإشهار اتحاد لرياضة السيارات فشلت بسبب تضارب المصالح بين المهتمين باللعبة ونشرها من جانب وبين أصحاب المصالح من جانب آخر ونأمل معه في حل هذه المشكلات وإشهار كيان يهتم بالاستثمارات في اللعبة، خاصة أن مصر تضم رئيس اتحاد شمال إفريقيا وعضو مجلس إدارة الاتحاد العربي ونائب رئيس دول البحر المتوسط لرياضة السيارات، علي أن يهدف لاستكمال المحاولات في إنشاء حلبة دولية لرياضة السيارات علي غرار الحلبات العالمية مثل مضمار شارلوت لسباقات السيارات، بمدينة شارلوت، بولاية كارولينا الشمالية الولايات المتحدة الأمريكية، أو حلبة دي لا سارث بمدينة لو مان فرنسا، لتستضيف أحد حلقات فورمولا1 التي تستهدف ما يقارب مليار وسبعمائة مليون جنية سنوياً بجانب ما يوفره من جذب سياحي كبير ونسبة مشاهده تليفزيونية كبيره وعدد متابعات إلكترونية تتخطي حاجز المليار مشاهدة. كما تمثل حلبات الدراجات النارية أحد الاستثمارات المالية الكبيرة في عالم الرياضة واستضافة أحد حلقات الجائزة الكبرى للدراجات النارية أصبح هدف بعض الدول التي تسعي لزيادة استثماراتها المالية في الرياضة ولعل وجود أكثر من مائة حلبة لسباقات الدراجات النارية حول العالم دليل قوي علي أهمية هذه الرياضة، وتعتبر جدوى إقامة هذا المشروع من الناحية الاقتصادية من ناحية أخرى ومجمل مردودها على بشكل عام كمشروع وطني يهدف لاستضافة بطولة العالم للدراجات النارية التي تحظي بمشاهدة ما بين (300) و(350) مليون مشاهد وهي رابع أكبر بطولة في العالم بعد كأس العالم والأولمبياد والفورمولا1، وهذه النوعية من المشروعات الرياضية، ومن الفوائد السياحية للحلبة التي من المؤكد تزايد عدد السائحين للمشاهدة، كما سوف تساهم في نشاط حركة الطيران للشركة المصرية مصر للطيران. وفي مصر كان سباق رالي الفراعنة للدراجات النارية من أشهر وأنجح السباقات علي مستوي العالم إلي أن أختفي في عام 2015، وأصبحت استضافة سباقات الزوارق السريعة أحد الفرص الموجودة للاستثمار في الرياضة وتحقق هذه السباقات التي تستضيفها إمارة دبي سنوياً عائداً مالياً كبيراً من خلال المتابعين المباشرين أو من خلال شاشات التليفزيون، وتحقق استضافة بطولات الزوارق السريعة ما يقرب من مليون ليلة سياحية سنوية، وعوائدها من البث التلفزيوني تخطي حاجز النصف مليار دولار، وكانت هناك محاولات لإقامة مسابقات في الزوارق السريعة بالساحل الشمالي حقق نجاح جزئي محدود ونتمنى زيادة وتيرته ودعمه ليكون أحد السباقات العالمية.

 

رابعاً: بناء القري الأولمبية والاستادات والمنتجعات وإنشاء مركز المعسكرات الرياضية الدولية: المدينة الأوليمبية سيتم تنفيذها على مساحة (2000) فدان بالعاصمة الإدارية الجديدة، وتتكلف المرحلة الأولي منها ما يقرب من المليار جنية، تعد أحد الفرص الكبيرة في استضافة الدورة الأولمبية.

كما أن سعي النادي الأهلي العريق لأنشاء استاد رياضي بتكلفة لن تقل عن (8) مليارات جنيه وسيشمل مشروع الاستاد ملعباً وأكاديمية النادي الأهلي وميدان رماية ومنطقة ترفيهية وثقافية، وسيتضمن مسارح ودور سينما بالإضافة إلى وجود جناح لكبار الزوار ومحلات للرعاة، وستصل سعة الملعب لـ (60) ألف متفرج، في الوقت الذي أكد مسئولو الأهلي أن مشروع الاستاد سيكون المشروع الرياضي الأكبر في تاريخ مصر. ونأمل أن يكون هذا هو اتجاه الحكومة المصرية لاستكمال حلم بناء (12) استادا مجهزا لا يقل عن (50) ألف متفرج ليكونوا نقطة الانطلاق نحو استضافة كأس العالم لكرة القدم. كما أن المنشآت الرياضية المصرية الحالية تعتبر فرصة من فرص استضافة المعسكرات الرياضية علي مستوي العالم وطوال العام بسبب البيئة المناخية المعتدلة في مصر طول العام، ومن الجدير بالذكر أن اقتصاديات استضافة المعسكرات الدولية تصل إلي المليار دولار سنوياً في الدول التي اهتمت بهذا الجانب مثل النمسا، التي استضافت العام الماضي فقط (5) أندية سعودية هي الهلال والأهلي والاتحاد والقادسية والوحدة، وسويسرا، التي استضافت معسكر النصر السعودي، وسلوفينيا التي اختارتها إدارة نادي الشباب لإقامة معسكرها، وتعتبر مدينة إسباير المدينة الرياضية الضخمة التي تقع في مدينة الدوحة والتي تستهدف أن تكون علي قمة المنتجعات الرياضية في عام 2020 وتتألف من أحدث ما توصل إليه العلم والتقنية من مختبرات علوم رياضية، وصالات لياقة، ومركز طبي وعلاج فسيولوجي، وملاعب كرة قدم داخلية، ومضمار لألعاب القوى بمساحة 200 متر، وحوض سباحة وغطس بمواصفات أولمبية، وصالة جمباز، وقاعتين للألعاب الرياضية المتعددة، وصالات لكرة الطاولة، وملعب لكرة القدم الخماسية، وصالة للمبارزة، وساحتي إسكواش وفندق عالمي .

 

خامساً: استضافة الأحداث الرياضية: تنبأ منظمو مونديال كأس العالم لكرة القدم الذي أقيم في روسيا بأن يصل الأثر الاقتصادي الإجمالي للبطولة إلى (30.8) مليار دولار بحلول عام 2023 ويعزو ذلك إلى الإنفاق على التشييد والاستثمارات العامة، وأكدت رابطة منظمي الجولات السياحية في روسيا أن البلاد زارها نحو (400) ألف سائح أجنبي لحضور مباريات كأس العالم.

وقالت الرابطة، إن التدفق السياحي لروسيا سيواصل نموه خلال العام المقبل بزيادة قدرها (20%). كما وصلت العوائد الاقتصادية من تنظيم الفعاليات الرياضية في أبوظبي خلال عام 2017 ما يقارب (545.5) مليون دولار كعائد اقتصادي و(173) مليون دولار من وسائل الإعلام، كما أن إجمالي الإنفاق السنوي فيما يتعلق بالرياضة في دبي وصل إلي (670) مليون دولار، وتنبأت حكومة دبي بأن إجمالي الأثر الاقتصادي للرياضة في دبي يصل إلي المليار دولار سنوياً.

فضلاً عن العوائد الناتجة عن استضافة كأس العالم لكرة القدم ففي العام الحالي استضافت روسيا مباريات كأس العالم وقررت موسكو زيادة الميزانية المخصصة لنهائيات كأس العالم لتصل إلى أكثر من (20) مليار دولار، وحققت ما يقرب من (23.89) مليار دولار عائدات مباشرة و(100) مليار استثمارات وتعد هذه الخطوة من الخطوات الهامة التي تشجع الزائرين وتزيد من أعداد السياح في البلاد ومن جهة ثانية، تفيد العديد من البيانات بأن استضافة كأس العالم تخلقت أكثر من (100) ألف فرصة عمل وتنشط القطاع السياحي بشكل كبير.

كما بلغت تكلفة دورة الألعاب الأوليمبية الصيفية 2016 في مدينة ريو دي جانيرو البرازيلية 4.6 مليار دولار، وحققت ما يقرب من (10) مليارات دولار عائداً.

 

أستاذ الإدارة الرياضية - كلية التربية الرياضية للبنين جامعة حلوان

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز