عاجل
الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي

ضرب الجار.. عيد!

ضرب الجار.. عيد!
ضرب الجار.. عيد!

كتبت - منال صابر

"دا النبي وصى على سابع جار"، مَثَل كثيرا ما يضرب في مجتمعنا، وهو يحث على مراعاة الجار والدفاع عنه وحمايته من كل سوء، وهذا هو الحال عندنا وفي بلدان لها نفس الثقافة والآداب. ولكن الأمر يختلف كثيرا في مدن أخرى.



منذ قرابة 600 عام، بدأ سكان مدينة بوليفيا في أمريكا الجنوبية يحتفلون بأحد أخطر وأغرب عيد يمكن أن نسمع عنه في حياتنا، وهو مهرجان "ماتشو تنكو" أو ما يعرف باسم: عيد ضرب الجيران، حيث يخرج فيه الكثير من البوليفين من بيوتهم في شهر مايو من كل عام في مدينة "بوتوسي" للاحتفال بالعيد العجيب.

 مراسم هذا العيد لا تحمل أي طابع مبهج على الإطلاق، حيث يتسم بالعنف، الذي لا حدود له، فضرب الجيران بكل ما أوتي الإنسان من قوة وعزم هو الهدف الرئيسي له وليس فقط اللكمات المبرحة، ولكن أحيانا ينصبون أيضا معارك دموية، تنتهي أحيانا بالموت، كل هذه الآلام فقط لجلب الحظ.

هذا العيد جاء من أسطورة قديمة وشعبية هناك، تروي أن الإلهة "باتشاماما" كانت قد أمرت سكان هذه المدينة  من 6 قرون ماضية أن يحضروا لها الدماء، وذلك ليضمنوا وفرة جيدة لمحاصيلهم الزراعية، لكن من الواضح أن العنف كان يسير في دماء هؤلاء الناس وفي ثقافتهم وأن كل مايفكرون فيه هو الضرب والقتال، فبدل من أن يذبحوا القرابين مثلا وهي كما في سلوكيات وثقافات أخرى تعد  الطريقة المثلى في التضحية وحب الآلهة، اختاروا أن يريقوا الدماء البشرية، فأقاموا معارك شرسة بين الجيران، وتبادلوا الضرب واللكم حتى الموت في بعض الأحيان.

وهذا العيد الدموي مستمر حتى وقتنا الحالي رغم التطور والتقدم ووجود الهيئات العالمية، فقد فشلت محاولات كل حكومات البلاد المتتالية في التصدى له، ولم يستطيعوا وقف الاحتفال به أو حظره أو تعديل مضامينه الدموية.

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز