عاجل
الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي

مصر الحلوة ..جولة في مسجد احمد بن طولون

مصر الحلوة ..جولة في مسجد احمد بن طولون
مصر الحلوة ..جولة في مسجد احمد بن طولون

تصوير- سماح زيدان

مسجد أقامه أحمد بن طولون في مدينة القطائع عاصمة الدولة الطولونية عام 263 هجري .



أنفق أحمد بن طولون 120 ألف دينار في بنائه. 

طولون هو أحد المماليك الأتراك الذين أهداهم عامل بخارى إلى الخليفة المآمون ونشأ ابنه أحمد بن طولون الذي سمي الجامع على اسمه نشأة الأمراء، وتأتي أهمية فترة حكم أحمد بن طولون من أنه تتمثل فيها النقلة التي انتقلتها مصر من ولاية تابعة للخلافة العباسية إلى دولة ذات استقلال ذاتي.

تعتبر مئذنة المسجد هي أقدم مئذنة موجودة في مصر وهو المسجد الوحيد الباقي في مصر الذي لم تتغير معالمه منذ مئات السنين. يعد مسجد ابن طولون المسجد الوحيد بمصر الذي غلب عليه طراز مسجد سامراء بالعراق حيث المئذنة الملوية المدرجة.

ستة أفدنة هى حجم المساحة التي بني عليها المسجد، ليبلغ طوله 138 متراً طولاً وعرضه 118متراً، ويحيط به من ثلاثة جهات - البحرية والغربية والقبلية - ثلاث زيادات عرض كل منها 19متراً يتوسطه قبة محمولة على رقبة مثمنة ترتكز على قاعدة مربعة، ويحيط بالصحن أربعة أروقة أكبرها رواق القبلة ويشتمل على خمسة صفوف، ويشمل كل من الأروقة الثلاثة الأخرى على صفين فقط.
 
ويبلغ عدد أبواب جامع بن طولون 19 باباً، والشبابيك من الجص المفرغ، ويختلف أشكالها تبعاً للعهد الذي أُضيفت فيه، وبين كل منها تجويفة مخوصة، وتنتهي أسوار الزيادات بشرفات مفرغة، ويتوسط جدار القبلة المحراب الكبير الذي لم يبق من معالمه الأصلية سوى تجويفه والأعمدة الرخامية التي تكتنفه، وبجانب المحراب منبر أمر بصنعه السلطان لاجين، وحل محل المنبر الأصلي، وهو مصنوع من الخشب المجمع على هيئة أشكال هندسية.

 

فى عام 1881 أمر الملك فؤاد الأول في سنة 1918م بإعداد مشروع لإصلاحه كاملاً، وإخلاء ما حوله من أبنية، راصداً لذلك أربعين ألف جنيه.
 
وكانت أعمال إصلاح الجامع وترميمه تأتي على فترات، ففي سنة 470ه قام بدر الجمالي، وزير الخليفة المستنصر الفاطمي، ببعض إصلاحات بالجامع، وأمر الخليفة المستنصر بعمل محراب من الجص برواق القبلة، وفي العصر المملوكي قام السلطان حسام الدين لاجين، وفاءً بنذر، بإنشاء القبة المقامة وسط الصحن بدلاً من القبة التي شيدها الخليفة الفاطمي العزيز بالله والتي كان قد أقامها بدلاً من القبة الأصلية التي احترقت سنة 376ه. وأحمد بن طولون أول من أقام حفل إفطار جماعي في شهر رمضان في السنة الرابعة من ولايته. 

يذكر أن جامع أحمد بن طولون هو آخر ماتبقى من مدينة القطائع، عاصمة الدولة الطولونية، ويعد أكبر مساجد العالم حتى اليوم.

وحين تقلب فى كتب التاريخ، وتبحث عن الفنان  الذى قاد هذا التصميم الساحر، فتجده أنه قبطي واسمه سعيد بن كاتب الفرغاني .
 

876   تم وضع حجر الأساس لمسجد ابن طولون على جبل يشكر، يسرد الدكتور عبد الوهاب المسيري فى كتابة "اشكالية التحيز في الفن والعمارة" بدايات التأسيس للمسجد:"بني تصميمه ليشبه مسجد سامراء، وهو ما جعل العلماء الغربيون يشبهونه بالسرج الذى يحتضن الحصان، وتميز المسجد بكثرة الإنفاق على تصميمه، فالفترة الزمنية التى تولى فيها "بن طولون" الحكم كانت فى قمتها، وشهدت بزخا كبيرا، حيث كانت الزخارف تتم بالذهب والفضة والنوافير تملأ بالزئبق".
 
فى عهد الأيوبيين تحول المسجد إلى جامعة تدرس فيه المذاهب الفقهية الأربعة، والحديث والطب، ويعد الجامع الوحيد في مصر، الذي لم تتغير معالِمُه، وكذلك مئذنته هي أقدم المآذن بمصر، والتي صممت على طراز سامراء لتصبح مئذنته هى الوحيدة في العالم الآن، على هذا الشكل بعد هدم القصف الأميركي مثيلتها في سامراء ببغداد.

يعتبر جامع ابن طولون بتاريخه العريق واهميته الشديدة من أهم معالم القاهرة.


 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز