احمد عمر بالحمر يكتب: الصحاري الساحرة

على مد البصر الواسع، كالموج الشاهق، رائعة ليس كمثلها شيء، عشقتها من أول نظرة، عشقت بردها وحرها حلوها ومرها، هي جميلة كيفما كانت لا تستطيع إشاحة ناظرك عنها.

قطعة فنية تجمعت فيها كل أنواع الفنون ترى فيها الرسم والنحت والتصوير والخط، لا يخلو عمل فني من سحرها الأخاذ، يتوافد إليها جميع الزائرين، تستمع إليهم بصدرها الرحب وتحتوي قصصهم وشكواهم، تمتص كل ذلك تنقي عقولهم وقلوبهم من الدنس وما زالت على عهدها لم ولن تتغير.

رغم عبثهم بخطوطها الهندسية الدقيقة وبعثرتهم لحباتها الذهبية في كل مكان، تعود في الصباح الباكر مع إطلالة أشعة الشمس على أرجائها صفحة صفراء نقية، تعود كما كانت محت كل أثر محت كل الأدلة، ما حصل بالأمس فقد حصل انتهى طار مع الريح بعيدًا.

تتجدد كل يوم لا أستطيع أن أعطيها حقها لأنني لا أعرف من أين أبدا! فجميع تفاصيلها مميزه تكمل بعضها البعض، خطوطها، لونها، تضاريسها، غموضها، ووضوحها، كل شيء فيها رائع.

لا يسعني أن أصل إلى شواطئها حتى أسبح في رمالها دون هدف أسبح وأهيم فيها، أترك كل شيء ورائي وأمشي، تغوص أقدامي على سطحها، تغوص قدم وتصعد الأخرى تلتقط أنفاسها لتكمل مسيرها وقد نثرت حباتها الصفراء في كل مكان، أشق طريقي بين خطوط عرضها وطولها لأرتاح مؤخرا على قمة كثبانها انظر في الأفق دون قيود، لا أرغب بالعودة لكن خوفي من الضياع بعد غياب شمسها وغياب النور واختفاء كل التفاصيل الرائعة تلك.