عاجل
الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي

خبراء: الجماعات الإرهابية سبب تزايد أعداد الملحدين لتشويه صورة الإسلام

خبراء: الجماعات الإرهابية سبب تزايد أعداد الملحدين لتشويه صورة الإسلام
خبراء: الجماعات الإرهابية سبب تزايد أعداد الملحدين لتشويه صورة الإسلام

كتب - السيد علي

أرجع رجال دين وخبراء اجتماع وعلم نفس تزايد ظاهرة الإلحاد بين الشباب خلال حكم الإخوان وسقوط نظامهم الفاشي، إلى تشويه الجماعات الإرهابية التكفيرية لصورة الإسلام، من خلال تطبيق مفهوم خاطئ للإسلام، وتقديم العنف والقتل وانتهاك حقوق الإنسان على أنها من تعاليم الإسلام.



 

وأشاروا إلى أن ظاهرة الإلحاد من الظواهر المعقدة التي تتداخل فيها العوامل الفكرية والنفسية والاجتماعية، بجانب مواقع التواصل الاجتماعي المتعددة وفرت لهؤلاء الشباب المغرر بهم مساحات كبيرة من الحرية أكثر أمانًا لهم للتعبير عن آرائهم ووجهة نظرهم في رفض الدين.

 

الصاوي: خلط التدين بالإرهاب والتطرف أحدث شروخًا نفسية لدى الشباب

 

 الدكتور محمود الصاوي وكيل كلية الإعلام جامعة الأزهر قال: من الناحية المنهجية والفلسفية لا يمكن تفسير الظواهر الكبرى بنماذج تفسيرية معرفية اختزالية بل لا بد من النماذج المركبة التي تجمع عددًا من المؤثرات والأسباب وإذا طبقنا هذه القاعدة على قضية الإلحاد أسبابه ومسبباته في بلداننا العربية والإسلامية فثمة حزمة أسباب منها:

 

تصدير نموذج قبيح للتدين والمتدينين، يعتمد على الغلظة والفظاظة والتجهم والعنف والتخريب، وتقديمه عبر أفلام ومسلسلات وغيرها على أنه يعكس نموذج المتدين والدين من كل ذلك براء.

 

فطالما يتم تقديم نموذج سيئ للمتدين أو غليظ أو متجهم أو سلبي ينفر الناس من التدين، فثمة تربة خصبة للتفلت من الدين وساحاته الواسعة الغامرة بالمحبة والتوسعة إلى مستنقعات الشك والارتياب والشبهات.

 

وأضاف الصاوي، أن الخلط بين التدين من جهة وبين الإرهاب والتطرف من جهة يكون سببًا في إحداث هذه الشروخ النفسية وحالة الهروب من الدين، مضيفًا نحن ضد الإرهاب، وضد التطرّف يقينًا لكننا ندعو للتدين الوسطي الأزهري المعتدل السمح، الذي يرفع راية اليسر والبشر والسماحة ومراعاة حاجات الناس وتغير الأزمان.

 

وأشار وكيل إعلام الأزهر، إلى أن حالة التبعية للغرب، والنظريات الفلسفية والمعرفية المنشأة للإلحاد ليست مصنوعة في بلداننا بل ضربت في مصانع الغرب الفكرية والثقافية عقيب الصراع الذي نشأ بين المؤسسات الدينية والعلم هناك، والذي لم تعرفه بلداننا الإسلامية، حيث استقر في أذهان الكثيرين وتم التسويق لدى - النخبة والعامة- أن التقدم الحاصل في المجتمعات الغربية ما كان له أن يكون لولا أن الغرب قام بعزل الدين عندهم عن الحياة والإبحار بالحياة بعيدًا عن شواطئ التدين والمؤسسات الدينية.

 

فيلزم أن نفعل الشيء ذاته للوصول إلى التقدم والرفاه ورغد الحياة ولا شك أن هذه القضية لا تثبت أمام الاستدلال العقلي والمنطق المعتمد على مساءلة تاريخ الحضارة.

 

وأوضح الصاوي، أن الخلل النفسي الناتج عن عدم القدرة على المواءمة بين ممارسة التدين في ممارساته العالية وبين مخرجات الحضارة الغربية بشهوانيتها المعاصرة، وما يتيحه الإسلام من إمكانات للتعامل مع حالات الضعف الإنسانية، حيث يختار الكثيرون التضحية بالتدين عبر رفض المنظومة الدينية بكاملها، لتسلم لهم تلبية الشهوات المتاحة بسهولة ويسر في هذا العصر.

 

ولفت وكيل إعلام الأزهر، إلى أن تضخيم نقائص المتدينين وتحميل الدين تبعاتها، سواء تلك المتعلقة بالنقص البشري أو المتعلقة في الفهم المغلوط والمنحرف للدين والخلط بين مظاهر التدين السطحي والقشري وبين جوهر التدين العميق وحقيقته وهداياته وإجاباته الحقيقية عن أسئلة النفس الإنسانية.

 

وتابع، أن التعرض للشبهات دون التهيؤ والاستعداد لها وتحصيل القدر اللازم من المناعة الفكرية، وذلك بالدخول في مناقشات غير متكافئة مع الملاحدة واللادينيين مع الاستهانة بقدرات الخصم على التشكيك والهدم.

 

وأكد أن بعض القصور في النظام الوعظي والدعوي وعجز التيار المتدين عن الاحتضان الروحي العملي للشباب والاكتفاء لدروس علمية جافة أو مواعظ ينقصها التجديد والإبداع، بدلًا من ممارسة التأطير الروحي والتربوي.

 

وأشار، إلى جمود الدروس العقدية والطريقة التي يتم تدريس العقيدة بها في بعض الأحيان أوفى كثيرا من الأحيان واجترارها لموضوعات تقليدية قديمة عفى عليها الزمن، وليس محلًا لتساؤل حالي ولا ترد شبهة متشكك ولا تراعي الشبهات المعاصرة التي تمتلأ بها الساحات الإلكترونية ومواقع السوشيال ميديا.

 

فرويز: الصدمة التي تلقاها الشباب من المتاجرين بالدين بدأت من ثورة يناير وسيطرة الإسلام السياسي على الحكم

 

الدكتور جمال فرويز استشاري الطب النفسي، قال إن تزايد أعداد الملحدين جاء من الصدمة التي تلقوها من المتاجرين بالدين، بدءًا من ثورة يناير وسيطرة الإسلام السياسي على الحكم وظهورهم للعوام أنهم متوحدون مع الله، وأن من معهم فهو مع الله ومن ضدهم فهو ضد الله، ثم فوجئ بأحدهم متزوج براقصة درجة ثالثة، وآخر مارس الكذب، وآخر نصاب.

 

وأضاف فرويز، أن من الأسباب أيضًا الإرهاب الذي حدث باسم الدين في سيناء، كل هذا أدى إلى توتر داخل الأبناء داخليًا، بالإضافة إلى بعض الصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي، التي تدعو إلى الإلحاد وتستقطب الشباب، بجانب بعض الفتاوى الغريبة مثل شرب الخمر ليس حرامًا.

 

وأكد استشاري الطب النفسي أنه تتم معالجة هذه الظاهرة برجوع الثقافة، لأن الثقافة عنصر داعم للدولة وعنصر قوة لها، ومراكز الشاب والتليفزيون والدراما والسينما عليها دور مهم في مواجهة هذه الظاهرة.

 

أستاذ علم الاجتماع: فقد الشباب الثقة في مصداقية الجماعة الإرهابية ورؤيتهم بعدما اكتشفوا نواياهم وأغراضهم

 

أما الدكتورة هند فؤاد، أستاذ علم الاجتماع بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية، فأرجعت تفكير الشباب في الإلحاد بعد فقدانهم الثقة في تجار الدين من جماعة الإخوان الإرهابية والسلفيين، وبعد ثورة 25 يناير فقد الشباب الثقة في مصداقية الجماعة الإرهابية ورؤيتهم بعدما اكتشفوا نواياهم وأغراضهم، وهذا أدى إلى تشتت الشباب في انتمائه، وكل هذا أدى إلى تفكيرهم في الإلحاد.

 

وأوضحت فؤاد، أن معالجة هذه الظاهرة تمر بعدة مراحل بداية من النشأة ثم المدرسة والجامعة، وأن تكون هناك حرية لهم في التعبير عن رأيهم، وأن نعطي لهم الأمل، وتواصل مع الشباب، وأيضًا الأزهر والكنيسة والإعلام عليهم دور مهم في مواجهة هذه الظاهرة.

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز