عاجل
الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي

فاطمة العسيلي تكتب:«روح الحب»

فاطمة العسيلي تكتب:«روح الحب»
فاطمة العسيلي تكتب:«روح الحب»

الحب هو محور الوجود،دونه كان مستحيلا أن يكون هناك بيت وأسرة،وبدون الأسر لا يمكن أن تكون هناك أمم أو شعوب ، فصانع العمار هو الحب،الحب يسري في كل شيء فالكون من الذرة إلى المجرة،أما في عالم الأحياء حشد الله تبارك وتعالي مفاتن عجيبة لإثارة الحب بين الخلائق وبينهم وبين الله فخلق الزهور بألوانها الساحرة وروائحها العطرية الخلابة التي نستخرج منها الروائح المثيرة للحب،والطيور وتغريدها المبدع، ومفاتن الجمال للمرأة لجزب الرجل وإتمام عملية التكاثر وتعمير الكون، فكل ما خلقته يد الله في الكون من جمال هو للحب فعندما نرى فراشة جميلة أو وردة خلابة نقول سبحان الله، فبالحب نعود إلى ذكر الله وحمده على جماله الحي في الكون.



أما بالنسبة للإنسان ومشاعره المتقلبة والمتغيرة غالبا ما يحول الحب بينه وبين الطرف الآخر إلى إمتلاك!

لماذا نحوله إلى عملية تحكم وسيطره وسطو مسلح على المشاعر والحريه!؟

لماذا إذا أحببنا نحاصر من نحب من كل إتجاه،نجعله لا يرى غيرنا،لا يحب غيرنا،لا يخالط غيرنا،بل...نجعل أنفسنا محور حياته كرها وعدوانا!!

أتعلمون لماذا يحدث هذا!؟ومع من؟وكيف؟

يحدث عندما يفتقد حبنا إلى الود والإحسان.

ويحدث لمن إفتقر الثقه والأمان فى واقعه،ولمن كثُر فقدانه لأمور وأشخاص مهمين فى حياته.

فعندما يجد من يحب يحكم قبضته عليه خوفا من فقدانه بأى طريقة من الطرق كالغريق الذي وجد جزع شجرة فتعلق بها بكامل قوته ،وأحيانا يكون عقدة نقص فى المشاعر والإحتواء ،فيلجأ هذا الشخص إلى محاولة تعويض مافقده على مدار عمره من هذا المحبوب المسكين،غافلا انه بشر وعنده أيضا احتياجاته وله حرية واختيار.

المشكلة هنا إن كان هذا الشخص لا يتفهم ذلك وغالبا ما يُفهم خطأ بأنه مجرد تحكم وسيطرة فقط،ولا يكلف هذا المحب نفسه بشرح مابه وما يحتاج لمن يحب لأنه يرى أن في ذلك ضعف واستهانه بنفسه أمام الآخر ،فيخاف أن يتحول حب الآخر له إلى شفقة ،الحب ضعف وقوة في نفس الوقت ،تضحية وتقدير ،إندماج  روحين في جسدين فلا يمكن لروح واحده في جسدين أن ترى ضعفا بها الا ان تكون الأخرى جزءا من هذا الضعف.

أثق تماما أننا إن إستطعنا أن نحب بالمعنى الحرفي للكلمة سيتبدل  هذا المجتمع إلى جنة ولا يقتصر الحب على رجل وإمرأه بل أيضا حب الأخ والصديق والجار والزميل والمجتمع أجمع،فمعنى حب أي عطاء وتضحية وودّ ورحمة وتعاون وإيخاء وحب الخير للآخريين  تخيل أن يكون المجتمع هكذا هل سيكون هناك أنانية ،كره،حقد،غرور،احتكار الحب والخير للنفس فقط،فبالحب تسمو الحياة وترقى، وتتجمل الغايات وتتحد الأهداف،إن استطعنا أن نعود للحب من جديد ستتغير حياتنا وتعود لأجمل مما كانت عليه سابقا.

بالحب تنهض الأمم،بالحب نجد ذاتنا .بالحب  يندثرالمستحيل ويتحول إلى إمكان،بالحب تتحقق الإنسانية والغاية من خلق الإنسان.

فهيا بنا نغلق باب ٱحتكار الحب فلا يجتمع حب وٱحتكار معا لأن الحب عطاء وإحسان أما الإحتكار أنانية وتدني للنفس لمستوى لا يمد بصلة إلى معنى الحب.

هيا بنا نتعلم أن نواجه ونصارح ونستقوي بحبنا على ضعف أنفسنا.

إذا شعرت أن هذا مجرد كلام فهذا معناه أنك لم تحب سابقا.

[email protected]

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز