خبير عقاري: مصر تحتاج لبناء 40 مدينة سكنية بحلول 2050

كتب - عيسى جاد الكريم

عدد سكان مصر سيصل إلى نحو 170 مليون نسمة بحلول 2050

 

قال الدكتور عبدالناصر طه، رئيس مكتب مصر في الاتحاد الدولي للعقار، إن هناك زيادة في عدد السكان على مستوى العالم، وأن هناك زيادة في عدد سكان المدن بالتحديد، والتي تبلغ نحو 75% من السكان، مما يعني وصول عدد سكان المدن إلى نحو 7.5 مليار نسمة بحلول 2100 وفق الظروف الحالية، موضحًا أن الأمر ينطبق على مصر أيضًا، حيث إنه من المتوقع أن يصل عدد السكان بها -بمعدل النمو الحالي- إلى نحو 160 أو 170 مليون نسمة بحلول عام 2050.

 

وأضاف طه، خلال ورشة عمل «مستقبل المدن النامية للتمتع بالاستدامة في البناء» ضمن ٍفعاليات اليوم الثاني The Big 5 Construct Egyptالمنعقد بمركز مصر للمعارض الدولية، إننا في مصر بحاجة لبناء العديد من المدن الجديدة لتستوعب الأعداد المتزايدة، حيث إننا بحاجة لبناء نحو 40 مدينة سكنية سعة كل منها نحو 2 نسمة لتتواكب مع الزيادة حتى عام 2050، بالإضافة لعمل مخططات للمستقبل القريب والبعيد، مشيدًا باهتمام الدولة بهذا المجال.

 

وأشار إلى أن المدن تعتمد على 3 عوامل رئيسية لوجودها، وهي الطاقة والمياه والغذاء، موضحًا أنه فيما يتعلق بالطاقة فإن الدول تحتاج إما إلى تنمية مواردها من الطاقة أو استحداث وسائل جديدة لتوفيرها، لافتا في الوقت ذاته إلى أن حصص الأفراد من استهلاك الطاقة في مصر أقل من المتوسط وفق معايير الاستهلاك العالمية، حيث إن متوسط استهلاك الفرد من الطاقة على مستوى العالم هو 500 كيلووات سنويًا.

 

وأوضح أن مصر شهدت تضاعفًا في إنتاج الطاقة خلال الفترة الماضية بفضل الاهتمام بهذا المجال، كما أن لديها مجالات واعدة في الطاقة المتجددة يمكن أن تزيد من إنتاجها بصورة كبيرة، مؤكدًا أن تطبيق التكنولوجيا الحديثة من شأنه تحقيق الاستفادة الأمثل لكل الموارد، مما يعود بالنفع عند بناء المدن، إلا أن هذه التكنولوجيا لها عيوب لاعتمادها على عاملين أساسيين وهما التكلفة والمخاطرة.

 

وحول النماذج الناجحة في مجال بناء المدن الجديدة والاستفادة المثلى من الموارد؛ ضرب رئيس مكتب مصر في الاتحاد الدولي للعقار مثالًا بالهند، باعتبارها تتميز بالتطوير الذاتي للتكنولوجيا، خاصة في مجال الطاقة، التي تعد رائدة بها لاعتمادها على تطوير مواردها الرئيسية بنفسها.

 

وتحدث "طه" عن العنصر الثاني في بناء المدن وهو المياه، مؤكدًا أنها تعد من التحديات الصعبة خاصة مع النمو السكاني والعمراني المتزايد، مؤكدًا أن مصر لديها نفس التحدي أيضًا، ولكنها لا تعاني من فقر مائي، إلا أن 80% من مياهها تستخدم في الزراعة والأمر يحتاج إلى إدارة أفضل ليحقق جدوى أكبر في استخدام المياه، خاصة مع تطبيق أحدث وسائل التكنولوجيا في الزراعة، خاصة أن مصر تستورد نحو 65% من استهلاكها من الطعام.

 

وحول أهم الأمثلة للمدن التي طبقت المعايير الحديثة في البناء وأدت لنتائج عظيمة تحدث الخبير العقاري عن مدينة بوتراجايا الماليزية، باعتبارها من النماذج الناجحة لتطوير المدن والمجتمعات العمرانية، حيث قامت ماليزيا بنقل العديد من الشركات العالمية إلى المدينة الجديدة وأنشأت مناطق عمرانية جديدة، حتى أصبحت بوتراجايا أكثر تطورًا من العاصمة كوالالمبور، لافتًا إلى وجود أمثلة أخرى كمدينة أستانا في كازاخستان، التي تم نقلها إلى موقع جديد وأصبحت أكثر تطورًا، ومدينة نيو برازيليا في البرازيل.