عاجل
السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي

"وريث الأنبياء" (تحقيق- فيديو-صور)

"وريث الأنبياء" (تحقيق- فيديو-صور)
"وريث الأنبياء" (تحقيق- فيديو-صور)

تحقيق - عبد الحليم حفينة
تصوير - محمد الوكيل
تحقيق - عماد عبد المقصود

عندما تكون براءة الأختراع تهمة وفضيحة



 

 

 

 

إذا ما أقام العلمُ رايةَ أمةٍ

 فليس لها حتى القيامة ناكسٌ

تنامُ بأمنٍ أمةٌ ملءَ جفنها

لها العلم إن لم يسهر السيف حارسُ

 

بهذه الأبيات من الشعر رسخ الشاعر العراقي جميل صدقي الزهاوي لقيمة العلم ودوره في بناء مجد الأمة، وليس من شكٍ أن العلم هو روح العصر، فلا سبيل إلى رقي الأمم إلا والعلم قاطرتها.

دائمًا ما يأتي السؤال كنقرةٍ شجاعة لباب الحقيقة، فتتجلى قيمة البحث العلمي هنا للكشف عن إجابة تقود العالم نحو بعض الحقيقة تلك، ويبقي البعض الآخر رهن ما يتوصل إليه العلم من إجابات جديدة تفتح الآفاق نحو مستقبلٍ أكثر حرية ورحابةً وازدهارًا للإنسانية بأكملها.

ولأن البحث العلمي هو أحد أهم أركان بناء الأمة، في هذا التحقيق الاستقصائي تتبعنا عددًا من براءات الاختراع الصادرة عن أكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا التابعة لوزارة التعليم العالي والبحث العلمي، والمنشورة في الجريدة الرسمية لمكتب براءات الاختراع، وبكتاب معرض القاهرة الدولي للابتكار، والمنشورة أيضا على الموقع الرسمي للأكاديمية.. هذه البراءات وصفها علماء ومتخصصون وقانونيون بأنها تخالف بديهيات العلم، بالإضافة إلى مخالفتها لنص القانون رقم 82 لسنة 2002 والخاص بالملكية الفكرية.

 

 

بداية الخيط

البداية كانت بمشاهدة فيديو لمواطن مصري عبر حسابه الشخصي على موقع "فيس بوك" أقر فيه بحصوله على براءات اختراع من أكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا، زعم من خلالها "أن الأرض هي المركز الذي يدور حوله كل من الشمس والقمر وليس العكس كما هو ثابت "، المفاجأة أن النص الأخير لم يكن كلام المخترع "ثروت عبد الحفيظ" فقط عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وإنما كان هو ذات الوصف الذي وجدناه في براءة الاختراع رقم 27003 المنشورة على موقع الأكاديمية، وبالتقصي عثرنا عليه أيضا في كتاب معرض القاهرة الدولي الرابع للابتكار لعام 2017.

كانت براءات الاختراع مدهشة ومثيرة بمحتواها الذي يعود بنا للقرون الوسطى، إلى الحد الذي دفعنا معه للتوجه إلى محافظة المنيا وتحديدًا قرية معصرة ملّوي بمركز ملّوي؛ حيث يقطن السيد ثروت عبد الحفيظ، المخترع المصري الذي يتحدى بمبتكراته ونظرياته العلمية نيوتن وغيره من العلماء، بثلاث براءات اختراع حازها من أكاديمية البحث العلمي، وكأنها صك أهليته كعالم، وحجته على الإنسانية في إثبات مزاعمه العلمية تلك.

 

(كتاب سر الأسرار)

في منزل ريفي بسيط استقبلنا السيد ثروت عبد الحفيظ، كانت الرحلة من القاهرة إلى المنيا طويلة، ثم من المنيا إلى معصرة ملّوي مرهقة، لكن الشغف بلقاء هذا الرجل المثير للإهتمام أذاب كل متاعب الطريق، في بداية الحديث بدا الرجل ودودًا ومضيافًا كعادة أهل الصعيد، ثم بدأ بسرد فتوحاته العلمية في مجال الفلك والفيزياء، مستعرضًا براءاته الثلاث الحاصل عليها من أكاديمية البحث العلمي بأرقام (27002، 27003، 27004)، وهو الآن في الطريق إلى الحصول على الرابعة ليسحق بها نظرية الجاذبية لإسحق نيوتن، بإثبات أن الأشياء لا تسقط لأسفل نتيجة للجاذبية الأرضية وإنما لوقوعها فيما أسماه بالمجال التساقطي، وعدم سقوطها لوقوعها في المجال الكوني- على حد قوله.

بسؤال محركات البحث عن السيد ثروت عبد الحفيظ وبزيارة صفحته على موقع "فيس بوك" اكتشفنا أن ثروت عبد الحفيظ حظي بأكثر من تكريم، إضافة إلى حضوره عددًا من المؤتمرات العلمية باعتباره عالمًا مرموقًا في مجال الفلك والفيزياء معًا، وكان المؤتمر الأكثر إثارة، ذلك الذي دشن في قريته بمحافظة المنيا، بحضور ما يسمى مجلس علماء ومبدعي مصر والعرب المذكور آنفا، تواصل معدو التحقيق مع السيد سعد المصري، لسؤاله.

 

 

وفي بداية أغسطس الماضي التقينا رئيس مجلس علماء ومبدعي مصر والعرب المذكور بإحدى البنايات بمنطقة المنيب؛ حيث مقر المجلس بشقة صغيرة، لم يخل حديثه من كلام عن مشروعاته في مجال الطب الفرعوني، إضافة إلى نشاط المجلس، في البداية سألناه عن نشاط المجلس، أجابنا بأنه شركة تابعة لوزارة الصناعة، وأن مشروعه يهدف لتسويق الابتكارات، وتكريم المبتكرين ومنحهم ما يسمى "الشهادة البحثية العليا"، بالإضافة إلى تسويق مبتكراتهم على مواقع التواصل الاجتماعي، وعن المكاسب التي تعود عليه نظير ما يقدمه، أفادنا المصري بأنه يحصل على مقابل مادي نظير "البروباجندا" التي يقوم بها لصالح هؤلاء- على حد وصفه.

وعند الحديث عن ثروت عبد الحفيظ واختراعاته، قال المصري إن ثروت واجه نقدًا شديدًا من اللجنة التي شكلها، لكن بالعودة إلى مقاطع الفيديو الموجودة على مواقع التواصل الاجتماعي، وجدنا حفلًا أشبه بعرس زفافٍ شعبي وليس مؤتمرا علميا ، كرَّم فيه سعد المصري المخترع ثروت عبد الحفيظ، ووصفه بأنه عالم جليل هدم نظريات علمية العالم كله معترف بها لنيوتن وأينشتين!

 

(الدكتور محمود صقر رئيس أكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا)

 

أصابع الاتهام

وينظم القانون رقم 82 لسنة 2002 الخاص بالملكية الفكرية مسألة الحصول على براءة اختراع، الذي تشترط المادة رقم 2 منه توافر "الجدة والابتكار وقابلية التطبيق الصناعي"، أما المادة رقم 16 من ذات القانون فتشترط إرسال البراءات إلى الجامعات والمراكز البحثية المتخصصة لتحديد مدي صلاحيتها.

وبرغم تأكيد رئيس أكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا أن مكتب البراءات لا يحمي نظريات علمية، ولم تكتف أكاديمية البحث العلمي بتصريحات رئيسها لـ"بوابة روزاليوسف" بل أصدرت بيانًا تؤكد فيه صحة الإجراءات التي اتبعتها في إصدار البراءات الخاصة بالسيد ثروت عبد الحفيظ، وأنها أرسلتها للمراكز البحثية لإبداء الرأي العلمي، الأمر الذي حدا بنا التوجه إلى المراكز المعنية لسؤالها عن البراءات التي تقصيناها، كانت وجهتنا الأولى معهد البحوث الفلكية والجيوفيزيقية، وهناك التقينا الدكتور أشرف تادرس رئيس قسم الفلك بالمعهد، ثم استعرض البراءات من واقع كتاب معرض القاهرة للابتكار لعام 2017 والجريدة الرسمية لمكتب براءات الاختراع، وسألناه مباشرة: هل عرضت عليك هذه البراءة قبل صدورها؟ 

وكانت المفاجأة في إجابته وإجابات بقية المسئولين

 

 

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز