عاجل
الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي

اشتعال الحرب التجارية.. هل تنتصر دبلوماسية الصين على أمريكا؟

اشتعال الحرب التجارية.. هل تنتصر دبلوماسية الصين على أمريكا؟
اشتعال الحرب التجارية.. هل تنتصر دبلوماسية الصين على أمريكا؟

كتب - مصطفى سيف

دخلت الجولة الأخيرة من الرسوم الأمريكية على 200 مليار دولار منها (273 مليار دولار) من المنتجات الصينية حيز التنفيذ بعد منتصف الليل بتوقيت واشنطن يوم الاثنين (منتصف النهار في بكين) على قائمة من المنتجات تتراوح بين اللحوم المجمدة ومكونات التليفزيون.



وردت الصين بتعريفات على السلع الأمريكية بقيمة 60 مليار دولار، وهي خطوة قال الرئيس دونالد ترامب إنها ستؤدي لفرض رسوم جديدة على واردات صينية أخرى بقيمة 267 مليار دولار.

هذه حرب أخرى لا تُستخدم فيها الأسلحة، ومما زاد من حدة الحرب التجارية بين أكبر اقتصادين في العالم، خاصة إذا استمر ترامب في تنفيذ تهديد التصعيد، فستغطي الرسوم الجمركية الأمريكية جميع السلع التي استوردتها الصين من الصين في العام الماضي، بحسب "بلومبرج" الأمريكية.

وتقول "بلومبرج" على لسان اقتصاديين إنَّ هذا الصراع سيؤدي إلى حرب استنزاف قد تقوِّض الاقتصاد العالمي وتعزز سلاسل التوريد للشركات متعددة الجنسيات.

بعد سريان مفعول الرسوم، نشر مجلس الدولة الصيني ورقة بيضاء مؤلفة من 36000 حرف حول الخلاف التجاري الذي ينتقد الولايات المتحدة للتخلي عن المعايير الأساسية للاحترام المتبادل والمشاورات المتساوية التي توجه العلاقات الدولية.

"إنها (الولايات المتحدة) قد بشرت بالأحادية، والحمائية والهيمنة الاقتصادية، حيث وجهت اتهامات كاذبة ضد العديد من الدول والمناطق، ولا سيما الصين، لترهيب دول أخرى من خلال إجراءات اقتصادية مثل فرض التعريفات، ومحاولة فرض مصالحها على الصين من خلال الحدود القصوى الضغط"، بحسب ما قال الكتاب الأبيض.

السبت الماضي؛ ألغت الصين محادثات التجارة المزمعة مع مسؤولين أمريكيين، خاصة بعد أنْ ساهمت العقوبات التي فرضتها وزارة الخارجية الأمريكية ضد وكالة الدفاع الصينية ومديرها يوم الخميس الماضي في اتخاذ القرار، وفقًا لأشخاص مطلعين على الوضع.

وتقول ليندسي والترز، نائبة السكرتير الصحفي للبيت الأبيض، في بيان أرسل بالبريد الإلكتروني: "الرئيس ترامب يتمتع بعلاقة ممتازة مع الرئيس الصيني، وكانت فرقنا في اتصالات متكررة منذ تولي الرئيس ترامب السلطة".

وتضيف "والترز": "نحن ما زلنا منفتحين على المناقشات المستمرة مع الصين، لكن الصين يجب أن تشارك بشكل فعال في الممارسات التجارية غير العادلة".

وطرحت بلومبرج تساؤلًا يقول: هل سيتابع الرئيس دونالد ترامب التعريفة الإضافية التي تغطي هذه الكمية من البضائع الصينية في الوقت الحالي، حيث إنه يهدد بالقيام بذلك إذا ما ردت الصين على إطلاق 200 مليار دولار أمريكي؟

تجاوب بلومبرج فتقول: "هذا من شأنه أن يغطي فعليًا جميع المنتجات التي تستوردها الولايات المتحدة من الصين، ويُصعِّد من جديد صراعًا يمكن أن يقوض التوسع العالمي ويزيد من سلاسل التوريد للعديد من الشركات متعددة الجنسيات".

بينما مايك بومبيو، وزير الخارجية الأمريكي، اعتبر أنَّ ترامب لم يبدأ حربًا تجاريًا مع الصين، ولكن ما يفعله الرئيس الأمريكي هو انضمام إلى حرب تجارية قائمة بالفعل.

بومبيو، أكَّد أنَّ الصين هي التي بدأت الحرب التجارية هذه، مشددًا على أنَّ واشنطن مصممة على الفوز بهذه الحرب.

بلومبرج قالت، إنَّ المنتجات الأمريكية التي استهدفتها الصين للانتقام بمرور الوقت؛ تغيّرت وتحولت من السيارات والسلع الزراعية للسلع الصناعية.

وحددت الشبكة الأمريكية المعنية بشؤون الاقتصاد مراحل بدايات هذه الحرب؛ حيث قالت إنَّه في الجولة الأولى تحولّت الصين من توريد فول الصويا للسيارات الأمريكية، في الجولة الثانية اتسع التركيز وتحول أكثر إلى السلع الرأسمالية والواردات الأخرى، مما رفع تكلفة الشركات الصناعية.

تضيف: "ويرجع ذلك جزئيًا إلى أن العديد من السلع التي يتم تداولها بأحجام كبيرة مع الولايات المتحدة كانت مشمولة بالفعل في الجولة الأولى، لذلك أصبح من الصعب العثور على الأشياء التي تفرض عليها تعريفات جديدة".

وبالنظر إلى الأرقام تقول بلومبرج أنَّ عدد الواردات الأمريكية بلغ 659٪ مع زيادة الرسوم بنسبة 25٪، في الوقت الذي يوجد فيه 5207 سلعة فردية تخطط الصين لفرض ضريبة بنسبة 5٪ أو 10٪ منها".

وتشير بلومبرج إلى أنَّه "لا تزال هناك عشرات المليارات من الدولارات الأمريكية من السلع التي لم تتعرض لضرائب إضافية على الواردات حتى الآن- وكثير منها في مناطق لا تستطيع فيها الصين التنافس مع الدول الغربية، مثل الطائرات، ورقائق الكمبيوتر، والمستحضرات الصيدلانية".

أمَّا عن الطاقة؛ فقالت الشبكة الأمريكية إنَّ هناك بالفعل علامات على حدوث ذلك في أسواق الطاقة، وستشمل الجولة الثانية من الرسوم فرض رسوم على الغاز الطبيعي المسال في الولايات المتحدة، وربما تسبب ذلك في تغيير سفينة واحدة مسارها من الصين إلى كوريا الجنوبية لتجنب العقوبة.

وأشارت بلومبرج إلى أنَّ الشركات في الولايات المتحدة تشكو من أن الإطار الزمني بين الإعلان عن التعريفات الجمركية وتطبيقها على آلاف المنتجات قصير جدًا بحيث لا يمكن ترتيب البدائل.

وسوف تعمل الحرب التجارية الممتدة على تغذية التضخم في الولايات المتحدة، خاصة مع إضافة التعريفات إلى فئات مثل الأثاث والملابس والتكنولوجيا، وفقًا لمحللين في وكالة بلومبرج.

ويقول هون كواش، نائب رئيس التجارة الدولية لرابطة رواد صناعة التجزئة وهي مجموعة تجارية مقرها في أرلنجتون بفيرجينيا الأمريكية: "تجار التجزئة يواجهون بالفعل موجة عارمة من الرسوم الجمركية. هذه الشريحة الأخيرة هي تسونامي".

وقال وزير التجارة ويلبر روس في مقابلة مع قناة سي إن بي سي يوم 18 سبتمبر الجاري، إن الأمر متروك للصينيين حول ما إذا كان الطرفان سيجتمعان أم لا، وأن الهدف النهائي هو عدم فرض تعريفات جمركية، ولكن على الصين "حل القضايا الأساسية".

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز