عاجل
الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي

نيلسون مانديلا.. قديس السياسة

نيلسون مانديلا.. قديس السياسة
نيلسون مانديلا.. قديس السياسة

كتب - مصطفى سيف

زعيم مناهض للفصل العنصري، سجين علّمه السجن كيف يكون حليمًا مع أعدائه، رئيس خاض غمار السياسة بطهارة القديس، صاحب مسيرة طويلة من الحرية يفخر بها كل أبناء جنوب إفريقيا، نيلسون مانديلا.



نيلسون مانديلا، الذي قضى أغلب سني عمره في النضال، منها سجن 27 سنة، لعّل أبرز ما واجهه هو اتهامه بالخيانة ثم تبرئته منها، وهو الذي يُؤرخ به ميلاد جنوب إفريقيا الحديثة التي احتوت ذوي البشرة السمراء إلى جانب أصحاب البشرة البيضاء، والذي أصبح معه اقتصاد جنوب إفريقيا قويًا بهذا الشكل.

ربما ما يستدعي أنْ نُطلق عليه قديس السياسة هي تجربته الملهمة لكثير من الشعوب في إفريقيا في محاربة التفرقة العنصرية، على الرغم من أنّ دافعه نحو الانتقام هو الأقوى، لكن بناء الدول يتطلب تضحية أكبر.

تجئ اليوم الأمم المتحدة، وهي تحمل على عاتقها "السلام"، وأطلقت على هذه القمة قمة نيلسون مانديلا للسلام، وبعودة إلى التاريخ ففي نفس المكان من عام 1990 وبعد خروجه من السجن رحَّب فيها مانديلا بحشود كبيرة؛ منهيًا 27 عامًا من السجن في ظل حكومة الأقلية البيضاء معلنًا السلام على كل جنوب إفريقيا.

خلال تلك الزيارة مانديلا أعلن فيها "جنوب إفريقيا حرة"، وبعد أن أصبح أول رئيس أسود في البلاد في أول انتخابات متعددة الأعراق بعد أربع سنوات، تحقق ما أراد له في ظل معارضة كبيرة من الأغلبية في بلاده.

عزم مانديلا وسخاء روحه ربما جنّباه كثيرا من الغضب الذي كان قد جناه على نفسه حين قرر عدم الانتقام من الأقلية، إلا أنَّه حنكته في السياسة أيضا جعلت استيعابه للأقلية البيضاء التي فقدت السيطرة السياسية لكنها كانت لا تزال تهيمن على الصناعة في واحدة من أكثر المجتمعات غير المتكافئة اقتصاديًا في العالم.

لم تكن محاربة مانديلا ضد الأقلية البيضاء وهيمنتها على جنوب إفريقيا وسيلة للوصول إلى الهيمنة السوداء، ولكنه كان يحارب الاثنين معًا وظهر ذلك جليًا في رسالة له بعنوان "خطاب من قفص الاتهام" التي قال فيها: "لقد حاربت ضد الهيمنة البيضاء، ولقد حاربت ضد الهيمنة السوداء، لقد كنت أعتز المثالي لمجتمع ديمقراطي حر يعيش فيه جميع الأشخاص الذين يعيشون معًا في وئام ومساواة".

بهذه الكلمات التي وردت في خطابه اعتبر مانديلا أن ما يصبو إليه هي المثالية بعينها، وقد كان مُحقًا في ذلك لأن من يعتبر شيئًا ما مثاليًا بالنسبة له فهو على استعداد الموت من أجله، لذلك يقول: "أتمنى أن أعيش من أجلها وأن أحققها، فإنها مثالية لأنني على استعداد للموت".

لم ينكر مانديلا في بدايات حياته أنَّه كان يتخذ العنف وسيلة لتحقيق ما يريده، ولكنّه بعد ذلك اكتشف أنَّ التخريب لن يجدي نفعًا، وأنَّ اللاعنف أثبت أنّه الحل الأسلم لمنع انجراف جنوب أفريقيا نحو حربٍ أهلية.

خمس أعوام قضاها مانديلا في الحكم، لكنه كان يعرف أن طريق الحرية لم ينتهِ بعد، ويعرف أيضا أنّه سار في طريقٍ طويلٍ، يقول: "لقد مشيت طريقًا طويلًا إلى الحرية، لكنه لم ينتهي، أعلم أن بلادي لم تخلق أرضًا للكراهية ولا أحد وُلد يكره غيره بسبب لونه، الناس تتعلم الكراهية، يمكن تعليمهم الحب أيضا كي يأتي بشكل طبيعي أكثر في قلوب البشر".

"كانت هناك العديد من اللحظات المظلمة عندما تم اختبار إيماني بالإنسانية على نحو مؤلم، لكنني لم أكن لأستطيع أن أعطي نفسي ليأس، بهذه الطريقة تضع الهزيمة والموت"، هذا هو نيلسون مانديلا الذي دائمًا كان التفاؤل وإبقاء رأسه مصوّبة نحو الشمس الدافع الأساسي لإحياء جنوب أفريقيا على أساس احترام الآخرين.

بعض من مقولات نيلسون مانديلا

-لكي يكون المرء حرًا ليس مجرد إبعاد سلاسل، بل أن يعيش بطريقة تحترم وتعزز حرية الآخرين

-أتمنى ألا يموت صوت راوي القصة في إفريقيا

-التعليم هو السلاح الأقوى الذي يمكنك استخدامه لتغيير العالم

 

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز