عاجل
الثلاثاء 16 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي

حتى لا يخُتطف المستقبل.. هل في العالم آذان صاغية للسان صدق؟

حتى لا يخُتطف المستقبل.. هل في العالم آذان صاغية للسان صدق؟
حتى لا يخُتطف المستقبل.. هل في العالم آذان صاغية للسان صدق؟

نيويورك - أيمن عبدالمجيد

في كلمه عميقة المعاني، موجزة الكلمات، شاملة القضايا والتحديات، مشخصة للأمراض التي يعاني منها النظام الدولي، والتحديات التي تواجه القارة الإفريقية، وجه الرئيس عبدالفتاح السيسي، رسائل لا تخطئها عين مدقق للعالم، داعياً قادته لمواجهة النفس.. "حتى لا يخُتطف المستقبل".



عبارة بليغة، قالها الرئيس عبدالفتاح السيسي، كان الرئيس يستخدم صيغة الجمع، "إننا اليوم"،  "اجتماعنا"، "فلنتحرك معاً"، "مواجهة أنفسنا"، ليحمل كل قائد بالعالم مسؤوليته، وكل دولة بحسب حجمها دورها، فلمسؤولية مشتركة، والتحديات أكبر من أن تواجهها دولة أو قارة بمفردها، وثمن التخاذل سيدفعه الجميع، والإرهاب المتفشي عالمياً، وآثار الهجرة غير الشرعية خير دليل.

من ذا الذي يمكنه أن "يختطف المستقبل" من وجهة نظر مصر؟!.. الفقر والمرض والأوبئة، ومحاولات التنظيمات الإرهابية اختطاف العقول.

لا شك أنه تشخيص عميق، لدولة ضاربة بجذورها في عمق التاريخ، ناقوس خطر تدقه مصر، صاحبة الحضارة، بلسان صدق رئاسي، من منبر الأمم المتحدة، مواجهة للنظام العالمي، بسوءاته، تشخيص للمرض، دون اكتفاء بذكر العرض.

لكن كيف، سيادة الرئيس، يكون العلاج؟.. العلاج في تطوير النظام الدولي ليكون أكثر عدالة، دعم العالم المتقدم لجهود التنمية في العالم النامي، مواجهة الفقر بالتنمية المستدامة، مواجهة الإرهاب، بصدق.

إنها اتساق الرؤية، وثبات الموقف، والقدرة على مواجهة النفس والعالم، ففي كلمة الرئيس العام الماضي أمام الجمعية العامة  للأمم المتحدة قال: "بصراحة شديدة، لا مجال لأي حديث جدي عن مصداقية نظام دولي يكيل بمكيالين، ويحارب الإرهاب في الوقت الذي يتسامح فيه مع داعميه، فالصدق يستوجب مواجهة داعمي الإرهاب ومموليه".

وقال أيضاً في سؤال استنكاري: "فأي مصداقية يمكن أن تكون لمنظمة الأمم المتحدة وأجندة 2030 وأهداف التنمية المستدامة، عندما يكون النظام الاقتصادي العالمي مسؤولاً عن تكريس التفاوت، بعيداً عن قيم العدالة والمساواة؟".

يومها طرح الرئيس العلاج، منحياً الحلول القشرية جانباً، طارحاً الحلول الجذرية: "إن القضاء على جذور ومسببات الأزمة الدولية ومصادر التهديد للاستقرار العالمي، يمر بالضرورة عبر تفعيل المسئولية المشتركة، متفاوتة الأعباء، بين أعضاء المجتمع الدولي، لتضييق الفجوة الاقتصادية، والاجتماعية بين الدول المتقدمة والنامية".

إنها المصارحة المصرية، بالمرض، والحل الجذري، فما يعانيه العالم ما هو إلا عرض لمرض، وما العلاج إلا بالمصارحة، والصدق، فهل العالم صادق في تحمل مسؤولياته، ومواجهة بعض الدول المارقة المتربحة من النزاعات أو تلك الداعمة للإرهاب؟!

الأطفال هم المستقبل، لذا كان الحديث عن التعليم والصحة، والشباب هم المستقبل، لذا كان الحديث عن اختطاف الإرهاب للعقول، وعن البطاله، مصر بلسان صدق، تبحث عن آذان صاغية، قبل أن يُختطف المستقبل.

ومن هنا جاءت رسائل الرئيس السيسي واضحة:

أولى هذه الرسائل: مصر تدعم الجهود الرامية لتعزيز دور الأمم المتحدة للارتقاء بفاعلية وكفاءة ومصداقية المنظمة من أجل تعزيز قدرتها على تحقيق وصيانة السلم والأمن الدوليين، والحفاظ على قيم التسامح والاحترام المتبادل وتفهم وقبول الآخر.

الرسالة الثانية: العالم في أمس الحاجة لأطر فعالة لمعالجة الأسباب الجذرية للنزاعات وتعزيز الحكم الرشيد واحترام حقوق الإنسان بمختلف أبعادها، فالأصل في تقديم حلول جذرية.

الرسالة الثالثة: أن الحلول الجذرية، لن تأتي من الشعارات، بل من خلال مواجهة حقيقية صادقة ومخلصة، للقضاء على الفقر والأوبئة، وتفجير طاقات الشباب وتمكين المرأة، بهدف الارتقاء بالإنسان وتحقيق تطلعاته في التنمية المستدامة.

الرسالة الرابعة: تأكيد لما أعلنته مصر مراراً، وتكراراً، من ضرورة التضامن والتعاون الصادق من أجل دحر الإرهاب ومحاربة نزعات التطرف والعنصرية والتمييز والطائفية وتكفير الآخر.

وهذه الرسالة تحديداً، ذات مضمون ومغزى، حيث دعا الرئيس للتعاون "الصادق"، وهذا يذكرنا برسالة حاسمة له في خطاب العام الماضي أمام الجمعية العامة التي قال فيها: "بصراحة شديدة، لا مجال لأي حديث جدي عن مصداقية نظام دولي يكيل بمكيالين، ويحارب الإرهاب في الوقت الذي يتسامح فيه مع داعميه"، فالصدق يستوجب مواجهة داعمي الإرهاب ومموليه.

الرسالة الخامسة: أن القارة الإفريقية ذات حضارة وتاريخ، ومنها خرجت القيادات التاريخية العالمية، التي تجسدت في مسيرتها أمال الشعوب، نحو الاستقلال والكرامة وانهاء كل اشكال التمييز، وإرساء مبادئ العدل والمساواة بين الشعوب.

وفي مقدمة تلك القيادات، الزعيم نيلسون مانديلا، والزعيم المصري العربي الإفريقي جمال عبدالناصر، ونكروما وسيكوتوري ونيريرى".

نيلسون ضحى بكل غال ونفيس، لذا تذكره شعبه وقارته والعالم أجمع، فالمبادئ التي انطلقت من إفريقا التي ما زالت تعاني حتى اليوم، قدمت للعالم أجمع، وما زالت القارة إذا ما تكاتف المجتمع الدولي لدعما بصدق، قادرة على تقديم الخير للجميع.

الرسالة السادسة: بلا شك هناك خلل في آليات التعاون الدولي أفرزت هذا الواقع الذي نتطلع في إفريقيا لتغييره، بالإرادة والمثابرة والشجاعة في اتخاذ القرارات الصعبة.

هذا الواقع لن يتغير إلا إذا حصل جميع أطفالنا على تعليم يؤهلهم للمستقبل، وفي إنهاء معاناة شبابنا من البطالة ومن استهداف دعاة الإرهاب والتطرف لعقولهم لتغييبهم عن هذا المستقبل، وفي ندرة المياه والغذاء والتصحر، وفي ضعف الرعاية الصحية للجميع، مما يمكن المرض والأوبئة من اختطاف المستقبل.

الرسالة السابعة: تحتاج الدول لقرارات صعبة للإصلاح، وعلى الشعوب التحمل الواعي، وعلى العالم دعم جهود الإصلاح، مصر سارت على الطريق وستواصل، لكنها لا تقف صامتة، تدق ناقوس الخطر لعل العالم يفيق، لعل صرخة مصر تجد بالعالم آذان عدل صاغية، لما يصدح به لسان صدق،  قادم من حضارة سبعة آلاف عام.

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز