عاجل
الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي

أحمد زكي عابدين رجل من زمن الحرب.. أول ضابط عبر القناة سابحا وبيده العلم

أحمد زكي عابدين رجل من زمن الحرب.. أول ضابط عبر القناة سابحا وبيده العلم
أحمد زكي عابدين رجل من زمن الحرب.. أول ضابط عبر القناة سابحا وبيده العلم

بنى سويف - مصطفي عرفة

الجنود اندفعوا نحو قناة السويس بمجرد رؤيتهم الطائرات



عابدين: حصلت على ترقية استثنائية لأعطي الأوامر

كتائب الفدائيين نفذت عمليات أسطورية في سيناء وفي عمق إسرائيل

العميد أحمد حمدي هو صاحب مقولة "لازم يدفعوا الثمن" التي خلدها إحسان عبد القدوس في "الرصاصة لا تزال في جيبي"

السادات اختار 6 أكتوبر لينكد على إسرائيل في يوم العيد

الأسطورة أحمد زكي عابدين، وزير التنمية المحلية، محافظ بني سويف وكفر الشيخ السابق، فتح منجم ذكرياته حول حرب أكتوبر، مؤكدا أن لملحمة أكتوبر أسرارا لم يعلن عنها بعد، وأن ما تم نشره ومعرفته عن تلك المعجزة لا يتعدى 5% مؤكدا انه سيتكلم عن نصر أكتوبر في إطار ما يسمح به الأمن القومي.

قال عابدين: إن ما تم نشره عن أسرار حرب أكتوبر أو ما يعرفه هو على الأقل لا يتعدى 5%، لافتا إلى أنه عندما كان يعمل ملحقا عسكريا لمصر في واشنطن كانت الأكاديميات ومراكز البحوث كانت وما زالت تدرس معجزة الحرب ومراكز الأبحاث أطلقت على ملحمة أكتوبر لقب "المعجزة" وكانت الدراسات تنصب حول عملية الخداع الاستراتيجية التي قادها السادات بذكاء ومهارة لا مثيل لها، وكيف استخدم كل شيء لإخفاء نية مصر الدخول في حرب، بل واستخدم أقرب المقربين له وللإسرائيليين للعب بأمريكا وإسرائيل وجميع أجهزة مخابرات العالم التي كانت تتابع الموقف العالمي وعام الضباب واللا سلم واللا حرب، لدرجة أنه وقبل الحرب بـ48 ساعة- بما يعني أن العد التنازلي للعمليات العسكرية قد بدأ- أوفد وزير الخارجية الأسبق المرحوم محمد حسن الزيات لمقابلة كسينجر والكلام معه حول إمكانية السلام مع إسرائيل أو على الأقل يبقى الوضع على ما هو عليه، وبناء عليه تلاشت فكرة أن تكون مصر تفكر من الأساس في التفكير في الحرب، ناهيك عن فتح أبواب الإجازات للمجندين والإعلان عن رحلات الحج والعمرة وغيرها وغيرها.

أما ثاني المعجزات فتتمثل في موعد ويوم الحرب، وكان مقررا أن نبدأ الهجوم في السادسة مساء، وكنا نتدرب على الحرب الليلية وقبل الحرب بأيام قليلة تم إخطارنا بتغيير موعد التدريب إلى الساعة الثانية، وكان الموعد عبقريا لأن الشمس كانت في ظهورنا وكذلك الرياح، وكانت بالتالي العناصر الجوية في غير صالح العدو، وكذلك 6 أكتوبر كان يوافق عيد الغفران، فأراد السادات أن ينكد على إسرائيل في يوم العيد، وظلت الذكرى حزينة لهم على مر الزمن، والآن العسكري لا يصلي في عيد الغفران إلا وسلاحه معه، وهذا ينافي الشريعة اليهودية التي تقول "في الصلاة ارمِ كل شيء وراك وكن مع الرب إلهك"، فضلا على تطوير الهجوم والإعلان أن مصر لن تطور الهجوم، وهو ما اعتبره البعض إعلان نية مصر لعدوها عما تنوي فعله، لكنها كانت إحدى الخدع الكبرى في الحرب.. وأضاف: من المواقف التي لا أنساها وأذهلت العالم أن الضباط والأفراد اندفعوا نحو القناة بمجرد رؤيتهم الطائرات تعبر القناة وتبدأ في القصف.

سيادة الوزير: كثر الكلام عن حرب الاستنزاف وهناك من شكك فيها فهل نقف معك على الحقيقة؟

حرب الاستنزاف كانت معركة حقيقية بين مصر وإسرائيل، انتصرت فيها مصر بكل المقاييس عسكريا ومعنويا وماديا، فبعد النكسة سريعا أعاد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر بناء الجيش عسكريا ومعنويا، حيث كانت المعنويات منخفضة جدا وكنا نسمع التريقة علينا في الشارع وفي المواصلات، ولم تكن لنا أي وظيفة ولا عمل سوى التدريب والتدريب فقط، خاصة بعد تولي أمر الجيش قادة عظام، ووصلنا في التدريب إلى مراحل متقدمة دون أي تطبيق عملي، فبدأ الملل يتسرب إلى نفوسنا خاصة أننا نسمع اللا سلم واللا حرب "يعني ايه" وكنا نشاهد طيران العدو يمرح في سماء مصر وجنوده يتمتعون ويسبحون داخل مياه القناة، ونفذوا أكثر من عملية خسيسة، منها على سبيل المثال ضرب مدرسة بحر البقر الابتدائية، واعتبرها المؤرخون العسكريون الأكثر خسة في التاريخ وكان العميد الراحل أحمد حمدي البطل يردد دائما "لازم يدفعوا الثمن" وهي المقولة التي خلدها الكاتب إحسان عبد القدوس في روايته "الرصاصة لا تزال في جيبي" وجاءت على لسان بطل الفيلم "محمود ياسين" فبدأنا تنفيذ عمليات عسكرية في عمق إسرائيل تعجز الكتب والأقلام عن ذكرها، واللواء أحمد حمدي عبد الحميد الذي تم إطلاق اسمه على نفق الشهيد أحمد حمدي، وكان عميدا حينها، كان قائد اللواء التاسع الذي كنت أحد أفراده قام بتشكيل مجموعات الفدائيين كنت أحد أعضائها، مؤكدا أن كتائب الفدائيين نفذت عمليات أسطورية في سيناء وفي عمق إسرائيل. وتابع: حصلت على فرقتي مظلات وصاعقة وبعد اجتيازي الفرقتين تم اختياري قائدا لإحدى المجموعات فتمت ترقيتي لرتبة نقيب استثنائيا حتى أستطيع إصدار التعليمات والأوامر، وتكونت المجموعة من 10 ضباط و350 جنديا ممن تتوافر فيهم مهارات اللياقة والقتال والذكاء، وتعاهدنا جميعا على الشهادة وعندما أبلغت العميد أحمد حمدي بذلك ضحك وحمد الله وقال لي تعرف يا عابدين كل المجموعات تعاهدت على الشهادة دون استثناء. وبدأنا التدريب على الأعمال الفدائية ضد العدو في شرق قناة السويس وفوجئنا أن الجانب الإسرائيلي يضع نقاطا قوية وحصينة كل 6 كيلومترات، ورغم ذلك استطعنا التسلل منها ونفذنا 53 عملية شرق القناة ما بين أسر لجنود وتدمير نقاط حصينة وعمليات استطلاع واشتباك ونسف دبابات وطرق وتلغيمها، رغم أن المطلوب منا كان أقل من ذلك، ولكن الحماس والعزيمة والإيمان جعلنا نتسابق على تنفيذ العمليات، وكان قواد المجموعات القتالية وإلى الآن لا أعرف عددها لأننا كنا ندخل 5 قواد لمكتب القائد وعند خروجنا يدخل 5 آخرون وهكذا، وكان القائد يعرض المهمة وخطة الهجوم وكنا نتسابق في رفع أيدينا أينا يفوز بشرف المهمة القتالية ما تسبب لإسرائيل في حالة جنونية لم تشف منها إلى الآن.

سيادة الوزير كلنا نعرف أنك كنت أول ضابط مصري يعبر القناة جهرا وبيدك علم مصر.. فهل تحكي لنا تلك الذكريات الجميلة؟

أنا حكيت القصة دي أكثر من مرة، فعندما كنت برتبة ملازم أول وكان قائد الجيش الثاني وقتها اللواء عبد المنعم خليل، وكان يعرفني وهو من اطلق عليّ بطل الـ53 عملية بعد أن قرأ ملفي، نظر إليّ وقال أنت نفذت 53 عملية عبور شرق القناة أثناء التدريب؟ ده أنت بطل الـ53، وفي إحدى المرات سأل الضباط سؤالا وكان مثالا للضبط والربط والروح العسكرية والشرف وعيني قائد سرية، وفي يوم قال: من منكم يريد عبور قناة السويس ورفع علم مصر على الضفة الأخرى؟ فرفع الجميع أيديهم لكنه اختارني لسابق معرفته بتنفيذي عمليات عبور ولسابق علمه بأنني كنت قائد سرية الفدائيين وكان لي الشرف في الاختيار والتنفيذ، وهو ما أفخر به طوال حياتي وحتى اليوم، وتابع: أثناء تنفيذ العبور تم تأميني بالمدفعية وعبرت القناة سابحا ثم وضعت العلم المصري على الضفة الأخرى.

يذكر أن اللواء أحمد زكي عابدين تخرج في الكلية الفنية العسكرية وعمل ضابطا مهندسا بالقوات المسلحة وتولى منصب الملحق العسكري في السفارة المصرية بواشنطن بين 1993 و1995 وتولى قيادة سلاح المهندسين العسكريين من 1995 إلى 1997، وعين رئيسا للهيئة الهندسية للقوات المسلحة بين 1997 و2000. وتولى رئاسة الجهاز المركزي للتعمير، ورئيسا للهيئة العامة لتعاونيات البناء والإسكان. وتقلد منصب محافظ بني سويف عام 2006 وفي عام 2008 نقل محافظًا لكفر الشيخ وتولى عابدين منصب وزير التنمية المحلية.

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز