عاجل
السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي

اللواء منير حامد يتذكر أيام النصر: لم نعلم بتوقيت بدء العمليات إلا توقعاً

اللواء منير حامد يتذكر أيام النصر: لم نعلم بتوقيت بدء العمليات إلا توقعاً
اللواء منير حامد يتذكر أيام النصر: لم نعلم بتوقيت بدء العمليات إلا توقعاً

كتب - السيد علي

منير: الفريق سعد الدين الشاذلي كان له فضل وأثر في رفع كفاءة القتال لدى القوات



الروح المعنوية والعزيمة لاسترداد الأرض وتحقيق النصر كانت مؤكدة

اللواء أركان حرب منير حامد أحد أبطال حرب أكتوبر المجيدة 73، تخرج في الكلية الحربية عام 1970، والتحق بالصفوف الأمامية للواء السابع مشاة من الفرقة 19 التي كانت مهمته اقتحام قناة السويس، وتدمير القوات الإسرائيلية في النقط القوية على الشاطئ الشرقي للقناة ثم التقدم شرقًا لإنشاء رؤوس كباري كتائب ثم إنشاء رأس كوبري لواء موحد والتمسك بالأرض والاستعداد وصد هجمات العدو الإسرائيلي التي سيقوم بها بدباباته ومنعه من الاختراق، ثم التقدم لإنشاء كوبري الفرقة.

أكد في حواره لــ"بوابة روزاليوسف" بمناسبة مرور 45 عامًا على انتصارات أكتوبر المجيدة، أن القضاء على الإرهاب وإقامة المشروعات التنموية التي تحدث على أرض سيناء الآن حلم لا يمكن تصوره لولا وجود القيادة الحالية التي تسعى إلى إعادة التعمير وتطوير وتنمية سيناء.

وإلى نص الحوار

في البداية حدثنا عن النشأة وسبب التحاقك بالكلية الحربية؟

نحن جيل كان في سن مناسبة عندما حدثت نكسة 67، كنت في المرحلة الثانوية، وجاء التنسيق لكلية التجارة، وكانت هناك رغبة داخلية من أبناء جيلنا لاستعادة الأرض، وبالتالي تقدمت للكلية الحربية ووجدت وقتها معظم أبناء الفصل الذي كنت ادرس به في مدرسة الخديو إسماعيل الثانوية موجودين في مكتب التنسيق للكليات العسكرية، قوبلت بالكلية الحربية وتركت كلية التجارة، وتخرجت سنة 1970 ووزعت على جبة القتال مباشرة في الجيش الثالث الميداني، وكانت وحدتي على الحد الأمامي للضفة الغربية، وكانت لدينا شعور يومي يشعرك بضرورة الانتقام واستعادة الأرض وهو وجود العلم الإسرائيلي على الضفة الشرقية للقناة ووجود القوات الإسرائيلية على الساتر الترابي للضفة الشرقية.

ما طبيعة دورك في حرب أكتوبر؟

كنت ضابط مدفعية، رئيس استطلاع مجموعة مدفعية اللواء السابع مشاة من الفرقة 19 كان مهمة اللواء على الجانب الأيمن من الجيش الثالث الميداني عناصر استطلاع نعبر مع المجموعات الأولى ثم تسلقنا الساتر الترابي من بعد القتال مع النقاط القوية في خط برليف، وبعدها اتجهنا شرقًا لتحقيق مهمة اللواء وهي رأس كوبري اللواء في الشرق ثم بعد ذلك استمرينا في التقدم وحققنا أهداف رأس كوبري الفرقة ثم رأس كوبري الجيش.

متى علمت بتوقيت الحرب؟

لم نعلم بتوقيت بدء العمليات إلا توقعاً، لأننا كنا في مشروع حرب استمر من نهاية شهر سبتمبر إلى أن بدأت الحرب، وكانت القوات تتدفق من الغرب إلى الضفة الشرقية تنفذ مهام وتعود وبعض الوحدات تنتظر، لكن بالنسبة للمدفعية هناك مرحلة قبل بدء قصف المدفعية مباشرة تسمى فترة تحضيرات النيران وهذا لا يتم إلا في الضرب الفعلي، ولا بد أن تأخذ فترة مسبقة وبالتالي قبل بدء العمليات لا بد أن يتم التجهيز قبلها بساعة على الأقل، فأي ضابط مدفعية يعلم أن هناك قصف مدفعية فعلى لم يكن تصريحًا، فكان هناك إجراءات أكدت أننا سنقوم باقتحام قناة السويس.

أول هذه الإجراءات هي أن القوارب المطاطية التي سيتم اقتحام قناة السويس بها بدأت تنتقل على أكتاف الجنود إلى خط الشاطئ، ثم كانت هناك فتحات في الساتر الترابي المصري كانت مغطاة بشكائر رمل تم إزالتها، فكانت هناك رؤية مؤكدة لاقتحام قناة السويس، ثم بدأت مئات الطائرات تعبر قناة السويس لقصف أهداف العدو شرق القناة في العمق.

كيف كانت مهمة اللواء الذي كنت أحد ضباطه أثناء الحرب؟

اللواء السابع مشاة على الجانب الأيمن من الفرقة 19 في النفق الأول للجيش الثالث الميداني كانت مهمته اقتحام قناة السويس، وتدمير القوات الإسرائيلية في النقط القوية على الشاطئ الشرقي للقناة ثم التقدم شرقًا لإنشاء رؤوس كباري كتائب ثم إنشاء رأس كوبري اللواء ثم إنشاء كوبري الفرقة الموحد والتمسك بالأرض والاستعداد لعمق 5 إلى 6 كيلومترات ثم الاستعداد لصد هجمات العدو الإسرائيلي التي سيقوم بها بدباباته ومنعه من الاختراق، ثم التقدم لإنشاء كوبري الفرقة، وهذا على عمق من 8 إلى 10 كيلومترات والتمسك بالأرض.

كيف كانت استعداداتكم القتالية والنفسية لهذه المعركة؟

الاستعداد النفسي لم يكن وليد اللحظة بل كان وليد فترة إعداد طويلة كان كل فرد يشعر بأن قسوة التدريب وجديته لابد أنها ستؤدي إلى تحقيق النصر، وكانت الروح المعنوية والعزيمة لاسترداد الأرض وتحقيق نصر مؤكد على قوات العدو الإسرائيلي.

أما الاستعداد القتالي فيجب أن نقول إن فترة ما بعد الهزيمة من 67 إلى 73 هي فترة 6 سنوات ، تحمل الرئيس الراحل جمال عبد الناصر مسؤولية إعادة تسليح القوات المسلحة التي فقدة حوالي 70% من معداتها وبالتالي إعادة تدريب وتأهيل قيادات وقوات القوات المسلحة إلى أن وصلت إلى مرحلة احترافية من التدريب، من سنة 67 إلى سنة 70 لأن كان لدينا العزيمة لاسترداد الأرض وما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة توفي الرئيس جمال عبد الناصر وتحمل المسؤولية الرئيس السادات الذي تحمل الفترة من 70 إلى بدء العمليات وتم فيها إعداد القوات بحيث إنها تدرب على مهام العمليات لأن الفترة السابقة كانت رفعت القدرة القتالية والقدرة المهارية والتدريب المتواصل الدؤوب للوصول إلى الاحترافية، ويجب ألا ننسى فضل القوات المسلحة السوفيتية في هذا التوقيت لأنها أمدت مصر بالمعدات والأسلحة كاستعواض لما تم فقدة ثم بالخبرة التدريبية والقتالية في وجود الخبراء السوفييت في هذا التوقيت الذين عملوا بكل إخلاص حتى يرقى مستوى التدريب إلى مستوى احترافي، ثم الفترة التالية كانت القوات المسلحة وصلت إلى مرحلة العمل باحترافية وهذه هي الفترة التي اتخذ فيها الرئيس السادات القرار بعودة الخبراء الروس إلى بلادهم اعتمادًا على ان القوات المسلحة جاهزة بالمعدات والأسلحة والذخائر والقدرة القتالية والكفاءة التدريبية.

كيف تمت دراسة العدو الإسرائيلي لعدم تكرار أخطاء 67

القوات المسلحة كانت تراقب جيدًا مستوى كفاءة قوات العدو ومستوى تدريبها، ومستوى تسليحها لأن قوات العدو الإسرائيلي كانت تتفوق على مصر بمعداتها وتسليحها بالإضافة أنها كانت تتلقى الدعم من الولايات المتحدة الأمريكية في صورة أسلحة أكثر تطورًا من أسلحة القوات المسلحة المصرية، لكن القوات المسلحة كانت حريصة على انها تحصل على كل المعلومات اللازمة عن العدو الإسرائيلي.

وقامت القوات المسلحة بتصوير المواقع الإسرائيلية وعمل مراقبة بعناصر وحدات الاستطلاع، وبالتالي دخلنا الحرب ونحن نعلم العدو الإسرائيلي معرفة جيدة جدًا ونعلم كيفية استخدامه عناصره وقواته سواءً الدفاعية والهجومية، هذا بالإضافة إلى اننا لا ننسى فضل أحد القادة العظماء وهو الفريق سعد الدين الشاذلي الذي كان له فضل وأثر في رفع كفاءة القتال لدى القوات بصفته رئيس أركان حرب القوات المسلحة بإصداره تعليمات وتوجيهات دورية في كل مجالات العلم والمعرفة العسكرية ونشرها على القوات

حدثنا عن أبرز ذكرياتك مع الحرب؟

فترة الإعداد كانت قاسية جدًا، وهذا كان يصل بمرحلة أننا كنا فاقدين الشعور لطلب الراحة وطلب هدنة من التدريب وهذا كان رائعا جدًا لرفع الكفاءة القتالية، أما الفترة الثانية أننا كنا نرى القوات الإسرائيلية تتحرك على الشاطئ الشرقي للقناة وبشكل يجعلنا نرفض الحياة مع وجود هذا المشهد، لكن الفترة المفعمة بالأمل هي عبورنا للقناة وتسلقنا للساتر الترابي دون ان تجد خسائر تذكر، وكانت لحظة الفخر هو الاندفاع والهبوط من الارتفاع إلى ارض سيناء وعدم إمكانية العدو لفتح النيران من المفاجئة هو ما ولد لدينا شعورا بأن النصر قادم بإذن الله، ولكن ما أثر في أنه في يوم المعركة 6 أكتوبر مساء عندما وصلنا إلى رأس كوبري اللواء واتخذنا موقعا دفاعيا حاول العدو اختراق الموقع أكثر من مرة حتى نجح في عدد محدود وأحدث خسائر ضعيفة وجزء منا استشهد ونتذكرهم جدا ولا يمكن أن أنساهم لأنهم ضحوا بأرواحهم من أجل رفعة هذا الوطن

ماذا يمثل لك ذكرى نصر أكتوبر؟

استعادة العزة والكرامة لمصر بفضل قواتها المسلحة ودعم شعبها الذي لن يتكرر شعب مثله على وجه الأرض.

كيف ترى الوضع في سيناء الآن بعد مرور 45 عامًا على تحريرها؟

الأمل قادم، القضاء على الإرهاب، والتنمية، والاهم أنها بإذن الله تستوعب ما يقرب من 5 إلى 6 ملايين نسمة، وهذا يجعل سيناء تأخذ حظًا من الرفاهية والمشروعات القومية.

كيف ترى مشروعات التنمية في سيناء الآن؟

حلم لا يمكن تصوره ولولا وجود هذه القيادة التي تسعى إلى إعادة التعمير وتطوير وتنمية سيناء ما أمكن تحقيق كل هذا المجهود.

رسالة إلى أبناء هذا الجيل؟

أوجه رسالة إلى أبنائي وأحفادي وأقول لهم: نحن جيل تحملنا فوق طاقتنا، من الشعور بالمسؤولية، ولا نرجو أن يحدث ذلك مرة أخرى ان تفقد الأرض، وشرف العيش لتحقيق هدف والعمل الشاق واجب وطني، وعليهم أن يحافظوا على المكتسبات التي حققها آباؤهم وأجدادهم وان يستمروا بنفس الوتيرة حتى تصان ارض مصر الغالية.

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز