عاجل
الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي

هشام شوقي يكتب: سانت كاترين «هنا نصلي معا»

هشام شوقي يكتب: سانت كاترين «هنا نصلي معا»
هشام شوقي يكتب: سانت كاترين «هنا نصلي معا»

سانت كاترين واحة العشق الإلهي، وممر الأنبياء، مهبط التوراة، هنا تجلى الرحمن، فدك الجبل، يقول المولى عز وجل في محكم التنزيل:



وَلَمَّا جَاء مُوسَى لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنظُرْ إِلَيْكَ قَالَ لَن تَرَانِي وَلَـكِنِ انظُرْ إلى الْجَبَلِ فإن اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا وَخَرَّ موسَى صَعِقًا فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَاْ أول الْمُؤْمِنِينَ (الأعراف 143)

في سانت كاترين تشعر وكأنك في رحلة روحيه تأخذك عبر الزمان والمكان، «هنا نصلي معا» لله العلي القدير تأخذك الموسيقى الروحية والإنشاد الديني والترانيم في حالة من الوجد الهائم في الملكوت بين أرجاء وادي الراحة الملتحف بأضواء النجوم وتلك الجبال الشاهدة على تجلي الرحمن لكليم الله موسى عليه السلام.

24 شهرا تفصلني عن آخر رحلة لي إلى كاترين، هنا استمتعت بإبداع الترانيم والإنشاد الذي جمع بين ثقافات مختلفة من شتى أرجاء المعمورة، وكأنه مناجاة واحدة حالمة بالمحبة والسلام، لا تزال تحضرني صورة الفنان المبدع انتصار عبد الفتاح، وهو يقود هذا الأوركسترا، والمشاركين يتابعونه وحركة أنامله تحرك الآلات الموسيقية، وتلك الأصوات السماوية تعزف أنغامها على أوتار القلوب الهائمة فتشعر وكأنك تتخلص من آلامك وأحزانك وتنتابك حالة من المحبة والسعادة.

أعشق سانت كاترين، وزيارتها، خاصة ذلك الدير المهيب الرائع هنا رمز المحبة هنا تعانق الأجراس مئذنة المسجد، وتحوي مكتبة الدير تلك الوثائق التي تدلل على الإخاء بين المسلمين والمسحيين.

وللرئيس السادات قصة عشق مع سانت كاترين، فالرجل كان يجد فيها حالة عشق ومحبة، لدرجة أنه كان يذهب إلى الاعتكاف فيها في بعض الأحيان في وادي الراحة، حتى إنه عقب استشهاده دار ناقش بين أفراد الأسرة حول تنفيذ وصية الرجل ودفنه في سانت كاترين، إلى أن تم حسم الأمر ودفن السادات في مكان استشهاده.

وكان من بين أحلامه أن يتحول المكان إلى مقصد للسياحة الروحية يجذب الجميع من شتى بقاع الأرض إلى سانت كاترين، أشارك الزعيم الراحل أنور السادات الآن حلمه، داعيا إلى ضرورة إعادة النظر في ذلك المقصد ووضع تصور لتجهيزه كمزار سياحي، وبحسب ما أكدت لي الصديقة دينا تواضروس، أحد أبرز مستثمري السياحة، أن سانت كاترين لا تحتاج إلى ترويج فهي مقصد للسياحة الروحية معروف عالميا لكن يحتاج لبعض التجهيزات لخدمة الحركة الوافدة.

يجمعني ود ومحبة مع اللواء خالد فودة محافظ جنوب سيناء، وهو شخصية تقدر وتدعم ملف السياحة، وهو واحد من أبرز الداعمين لـ«هنا نصلي معا» ومن وجهة نظري سانت كاترين في حاجة إلى أن تحصل على شكل جديد وخدمات ذات مستوى عالمي، وتحويلها إلى «براند عالمي»، نحتاج أن تتحول منتجات سانت كاترين وأعشابها والمنتجات البدوية إلى ماركات مسجلة يتهافت عليها السائح ويبحث عنها في كبرى الأسواق العالمية.

إن سانت كاترين قصة تستحق أن تروى في مجموعة من المشاهد، تستحق أن يتم تسويقها في المعارض الدولية لكن بعد تحديث مستحق لخدمات المدينة، وإيجاد حياة ليلية بها، فالسائح يأتي لقضاء إجازة تحفل بالنشاط واكتساب الخبرة من التجربة في المقصد السياحي.

للحياة في سانت كاترين طبيعة خاصة فهي خليط من الثقافة البدوية، ونمط الحياة الهادئة، وأيضا ثقافة الترحاب بالوافدين، وهي أحد عناصر جذب السائح إلى مصر، نعم لدينا مقومات طبيعة لجذب السياحة، لكن لم نحصل بعد على النصيب العادل منها أتمنى أن نقف جميعا في صف واحد لنقدم أفكارًا قابلة للتنفيذ تخلق لنا واقع جديد يجمع بين الحداثة والمحافظة على قيمة سانت كاترين كمحمية طبيعية ومقصد للسياحة الروحية.

فالواقع يؤكد أن تحديث خدمات الضيافة، وإيجاد أنشطة ترفيهه، يمكنه أن يضاعف من عدد الليالي السياحة الوافد للمقصد، ويساعد في خلق فرص عمل للشباب، وتسويق المنتجات البدوية.. دعونا نعمل حتى «نصلي هنا معا».

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز