أستاذ استثمار: الإصلاح الاقتصادي جعل مصر الوجهة الأولى إفريقيًا للاستثمار الأجنبي

كتبت - هبة عوض

صدر تقرير مراقبة اتجاهات الاستثمار، الصادر عن مجلس التجارة والتنمية التابع للأمم المتحدة (الأونكتاد)، والذي أكد تراجع الاستثمار الأجنبي المباشر عالميًا، في النصف الأول من 2018، فيما استمر تصنيف مصر الوجهة الأكثر جاذبية في إفريقيا.

"بوابة روزاليوسف" عبر التقرير التالي، حاولت تسليط الضوء عن أسباب تراجع الاستثمار الأجنبي عالميًا، واحتفاظ مصر بالصدارة إفريقيا من حيث جذب الاستثمارات الأجنبية.

وفى هذا السياق أكد الدكتور أحمد فرغلي، أستاذ التمويل والاستثمار بجامعة القاهرة، أن الاستثمارات الأجنبية المباشرة العالمية تراجعت بنسبة 41%، لتسجل 470 مليار دولار خلال النصف الأول من 2018، وفقًا للتقرير الصادر عن "الأونكتاد".

وأوضح فرغلي، إلى أن السبب الأبرز لهذا الهبوط يعزي إلى الإصلاحات الضريبية الأخيرة في الولايات المتحدة، والتي شجعت الشركات الأمريكية الكبيرة على تحويل أرباحها من شركاتها الخارجية، إلى داخل الولايات المتحدة.

ولفت إلى أن أكبر التراجعات حدثت بالدول المتقدمة مثل الولايات المتحدة وسويسرا وأيرلندا، فيما شهدت المناطق النامية ومن بينها إفريقيا وأمريكا اللاتينية تراجعًا طفيفًا في تدفقات الاستثمار الأجنبي المباشر، كما استحوذت الاقتصادات المتقدمة على ثلثي تدفقات الاستثمارات الأجنبية المباشرة خلال النصف الأول من العام، وجاءت الصين في المركز الأول كأكبر متلق للاستثمار الأجنبية المباشرة في العالم، وتلتها المملكة المتحدة، ثم الولايات المتحدة، وهولندا، واحتلت الاقتصادات النامية خمسة من أول 10 مراكز في قائمة الاقتصادات المستقبلة للاستثمارات الأجنبية المباشرة.

وأكد أستاذ الاستثمار، أن مصر ظلت الوجهة الأكثر جاذبية للاستثمارات الأجنبية المباشرة في إفريقيا خلال نفس الفترة، بعد ارتفاع الاستثمارات الأجنبية المباشرة المتوقعة التي استقبلتها بنسبة 24% مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي، وسجلت جنوب إفريقيا ارتفاعًا كبيرًا في الاستثمارات الأجنبية بلغ 40% مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، في حين تراجعت تدفقات الاستثمارات الأجنبية المباشرة إلى غرب إفريقيا، والتي تتركز على الموارد الطبيعية، بنسبة 17%.

وشدد على أن برنامج الإصلاح الاقتصادي الذي انتهجته مصر، خلال السنوات الماضية، سواء في البنية التشريعية والتسهيلات المقدمة للمستثمرين، وكذا الاهتمام بالبنية التحتية، وتوفر الطاقة بعد الاكتشافات الهائلة للغاز، بل والأهم من ذلك توافر فرص استثمارية عملاقة، ذات عوائد هائلة، كلها من العوامل التي ساهمت في الصدارة المصرية للقارة الإفريقية، كجاذبة للاستثمارات الأجنبية.

وأضاف، أن البيئة الاقتصادية العالمية المتقلبة واتجاهات أسعار السلع المتضاربة من ضمن العوامل المهمة وراء تراجع الاستثمارات الأجنبية المباشرة في قارة إفريقيا، وكذا فإن النمو المتوقع لتدفقات الاستثمارات الأجنبية المباشرة إلى إفريقيا، نتيجة لتحسن التكامل الإقليمي بين دول القارة لم يتحقق بعد، منوهًا إلى احتمالية أن تجدد اتفاقية منطقة التجارة الحرة القارية الإفريقية اهتمام المستثمرين بالاستثمار في القارة حال تفعيلها.

 يذكر أن إجمالي الاستثمارات المباشرة المتدفقة في العام المالي 2018/2017 المتدفقة إلى مصر 7.7 مليار دولار، مقارنة بـ 7.9 مليار دولار في العام المالي 2017/2016.