عاجل
السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي

ممدوح حمادة: أحمد رجب ومصطفى حسين ثنائية نادرة لن تتكرر.. ولا أعترف بكاتب الفنان الواحد

ممدوح حمادة: أحمد رجب ومصطفى حسين ثنائية نادرة لن تتكرر.. ولا أعترف بكاتب الفنان الواحد
ممدوح حمادة: أحمد رجب ومصطفى حسين ثنائية نادرة لن تتكرر.. ولا أعترف بكاتب الفنان الواحد

سوريا - الين ديب

الروائي السوري: لم أتقدم بأي مشروع لأقول إن المؤسسة العامة للسينما في سوريا وقفت بوجهي



فنان متعدد المواهب.. هو الصحفي المقاتل، والأكاديمي المحترف، هو السيناريست المبدع ورسام الكاريكاتير المتميز، الذي يرسم شخوص أبطال رواياته بعناية، ويعيش في شخصياتهم ويسبح في تفاصيلها، فيخرجها في أبهى حُله، ارتحل وطاف بلدان العالم من أجل تحقيق حلمه، فهو مهموم بمشاكل وطنه، وحالم بعالم أفضل.

 

حاورته "بوابة روزاليوسف"، وقلّبت في دفتر أوراقه لتكشف عن تفاصيل جديدة في شخصيته.. فإلى نص الحوار:

 

في مصر كانت هناك ثنائية ناجحة بين "أحمد رجب ومصطفى حسين.. ما رأيك بها؟

ثنائية أحمد رجب ومصطفى حسين من الحالات النادرة في الثقافة العربية لم يسبقها تجربة مماثلة، وأعتقد لم يأتِ بعدها، أعتقد أنها كانت تجربة ناجحة كشكل جديد على الثقافة العربية، وتسنى لها أن تحقق انتشارًا جماهيريًا وشعبيًا واسعًا عبر شخصياتها التي ابتكرتها مثل "كمبورة" وشخصيات "كفر الهنادوة" وغيرهم، باختصار يمكن القول إنها كانت تجربة ناجحة تستحق الاحترام والدراسة.

 

أيهما أفضل من وجهة نظرك كرسام كاريكاتير.. الثنائيات أم الفرد؟

أعتقد من وجهة نظري أن الفن كأدب وتشكيل هو منتج فردي، ولكن يحدث أحيانًا أن تحدث تشاركية ما بين مبدعين اثنين أو أكثر، ولكن ظاهرة الشراكة تبقى ظاهرة غير واسعة الانتشار ونادرة الحدوث، وهذا يدل على طبيعة الإبداع الفردية التي يتم خرقها بالجماعيات حينا بعد حين.

 

الكاتب الساخر "يوسف معاطي" أصبح من أهم كتاب الفنان "عادل إمام" هل وجدت الفنان الذي يمثل قلمك ووجهة نظرك؟

الكاتب المرموق يوسف معاطي، كاتب ساخر كتب للجميع، وأعتقد أنه غير متخصص بفنان معين، ولكن ما بينه وبين الفنان عادل إمام هو شراكة بين قطبين بتخصصين مختلفين في العمل الفني، ولا أرى مصطلح كاتب الفنان الفلاني دقيقًا هنا، أنا شخصيا حين أكتب أتحرر من شخصية الممثل وأسعى لتكون الشخصيات قابلة للأداء من قبل أي ممثل تتوافر فيه الموهبة، وقد نجح في أداء شخصياتي جميع نجوم الكوميديا السورية تقريبا، ومن أجيال مختلفة، وتميز بعضهم في هذا العمل أو ذاك، ولا يمكنني الحديث عن اسم يمثل وجهة نظري، أي فنان يؤدي دوره بشكل مبدع يمكن أن يكون هو.

 

من أفضل كتاب الأدب الساخر في مصر؟

أنا لا أعطي لنفسي الحق بتصنيف درجات الكتاب، وأنا بشكل عام ضد هذه التصنيفات، أنا يمكن أن أقول من أعجبني، وهنا أتوقف عند يوسف إدريس الذي تسنى لشهرته أن توصله إلينا، ولكن هناك بالتأكيد كتاب ساخرون لم يصل إلينا أدبهم، في سوريا اشتهر المازني الذي درست بعض قصصه في المرحلة الإعدادية أيامنا، يعجبني جلال عامر وأحمد رجب طبعًا ولا أستطيع تذكر كل الأسماء الآن.

 

ما أكثر الشخصيات التي تأثرت بها على المستوى الفني والشخصي.. محليًا وعربيًا؟

تأثرت بالكثيرين ولم أتأثر بأحد، لا شك أن كل كاتب قرأته ترك أثرا بهذا الشكل أو ذاك، وبسبب حياتي الطويلة، ويمكن القول حياتي الواعية التي أمضيتها كلها في بيلاروس البلد الناطق بالروسية، فقد تأثرت بهذه الثقافة الغنية جدا بالأدب الساخر بأعلامها غوغول وتشيخوف ثم بولغاكوف وايلف وبتروف، وأسماء كثيرة أخرى، ولكني منذ البداية حاولت التركيز على ألا أكون نسخة عن أحد، وأعتقد أنني تمكنت من تجاوز هذه العقدة.

 

هل فن الكاريكاتير "لغة عالمية"؟

كل ما تتكون رموزه من عناصر سمعية أو بصرية هو لغة عالمية، وبالنسبة للكاريكاتير كنوع تشكيلي فمن المفترض، أنه لغة عالمية، ولكن حين تدخل عليه بعض العناصر ذات الطابع المحلي فإنه يفقد هذه الصفة هذه العناصر يمكن أن تكون على شكل نصوص لا يستطيع قراءتها إلا الناطقون بلغتها، وقد تكون متعلقة بموضوع يعتمد على مفارقة محلية، أما ما يمكن اعتباره لغة عالمية، فهو ما يعتمد على لغة التشكيل حصرا ويطرح هما إنسانيا أو مفارقة مفهومه للجميع.

 

كيف عبرت رسوماتك وكتاباتك عن حال وهموم الوطن العربي؟

معظم رسوماتي، وهي قليلة، كوني لم أتفرغ للعمل في مجال الكاريكاتير تركزت حول الشأن الإنساني، فأنا أعرض هذه الرسوم خارج البلدان العربية، حيث أقيم، بعض هذه الموضوعات بطبيعة الحال يتقاطع مع الهم العربي وأخص الفساد والاستبداد.

 في كتاباتي، خاصة الدرامية منها لم أترك موضوعا لم أطرقه خاصة في الأعمال التي كانت تتشكل من لوحات قصيرة مثل بقعة ضوء ومجموعة أعمال أخرى تشبهها. وفي المجموعات القصصية التي أنشرها تحت عنوان "دفاتر ممدوح حمادة"، أخصص كل دفتر لموضوع محدد.

 ففي مجموعتي دفتر الأباطرة كان الموضوع السخرية من السلطة ممثلة برأسها الذي هو الإمبراطور، وأبطال جميع قصصها هم من الأباطرة، وفي مجموعة دفتر الحرب كان الموضوع الحرب مآسيها وأهوالها، وأعتقد أن من شاهد أعمالي الدرامية، وقرأ كتبي يستطيع ملاحظة ذلك بشكل مباشر.

 

هل تعتقد أن احترام عقلية وثقافة المتلقي سبب مهم للنجاح في مواجهة موجة "الاستسهال"؟

بغض النظر نجحت الأعمال الهابطة أم لا فإنني أعتقد أن على الكاتب احترام عقل المشاهد فيما يكتبه، ويسعى لرفع الذائقة، وأنا أعتقد أن العمل الذي يحترم عقل المشاهد سيكون أعلى مكانة لدى المشاهد حتى لو نجح العمل الهابط، وفي نهاية المطاف سيكون هو العلامة الفارقة.

صرّحت مسبقًا أنه تم الاختصار من نص "ضيعة ضايعة" بحجة ضخامة النص.. هل هذا الأمر أفقدَ العمل عناصر مهمة كان من الممكن أن يطرحها؟

لا أبدًا، الاختصار لم يؤثر لأنني أنا كنت أقوم به، وقد ذكرت هذه المعلومة في ردي على أحد أبطال العمل الذي صرح بأن السيناريو الذي كان يصله إلى التصوير كان يتكون من ثلاث إلى خمس صفحات، وهذا كذب محض بطبيعة الحال، فالنصوص كلها عندي قبل أن اختصر وبعد.

 

هل تعتقد أن "استخدام السياسة في الأعمال الفنية بأسلوب فظ" تؤثر سلبًا على نجاحها دراميًا؟

في أي شكل من أشكال الدراما هناك طرق مبتذلة في الطرح.. وطرق فيها منطقية حتى لو كان ذلك نوعًا كالكوميديا يعتمد كثيرًا على المبالغة حتى لو كان ذلك تهريجا في السيرك، هذا المنطق يصنعه الكاتب، وباقي الشركاء في الدراما فإذا نجحوا في تحقيق هذا الشرط فلن يهم الموضوع، سواء سياسة أو غير سياسة.

 

في الكثير من أعمالك تعتمد على المشاهد الجماعية، كيف استطعت خلق هذا الترتيب دون تشتيت المشاهد؟

بكل بساطة لكل شخصية دور أن وفرنا لها أن تلعبه دون زيادة فنثقلها أو نقصان، فنجحف في حقها فتتحقق المعادلة.

 

في أي عمل لك تقوم برسم الشخصيات بطريقة الكاريكاتير أولا.. هل هذا التخيّل لشكل الشخصيات يساعدك في تكوينها بشكل ناجح؟

نعم أحاول رسمها من أجل التعرف عليها أكثر، علاقة الكاتب بالشخصية في بداية الكتابة تكون خجولة، تمامًا كالعلاقة مع الجار الجديد، ذلك أن الكاتب يتعرف على الشخصية كلمات تطور العمل أكثر، وعندما أرسمها أقوم بالتعرف عليها بشكل أفضل.

 

أنت من الكتاب الذين لا يهتمون لأمر الرقابة في طرح واقعية أفكارهم بالنصوص.. هل تعرضت لأي رفض من الرقابة في مسلسل "ضبو الشناتي"؟

قلت ذلك وأقوله مجددًا الرقابة أغبى مؤسسة تم اختراعها كونها سابقًا، والآن تمارس عملًا دعائيًا للعمل الممنوع، وهي خاسرة في أي معركة تخوضها، صحيح أنه يمكن منع العمل ولكنه سينال شهرة وسيتم الإقبال عليه أكثر وراء الكواليس، وهناك الكثير من الكتاب صنعتهم الرقابة تحديدًا، أنا عندما أكتب أحرر نفسي من الرقابة لعلي أنال شرف المنع، ولكن ذلك لم يحدث، بالنسبة لمسلسل "ضبو الشناتي"، كنت أرسل النص إلى التصوير مباشرة، وأغلب الحلقات لم تمر على الرقابة، ومن أجل الإنصاف، فإن الرقابة السورية، كانت الأكثر مرونة في خلال تجربتي والتابوهات الموجودة لديها هي الأقل بين رقابات المنطقة، التي تسنى لي العمل فيها من هنا فإن نص العمل لم يتعرض لرقابة النص، ولكنه خضع لرقابة التداول فقط، أنا شاهدت العمل من نسخة الماستر الكاملة، ولا أدري إن كان حذف شيء في العرض على التليفزيون الرسمي، ولكنني أعتقد أنه لو حدث ذلك لكنت علمت.

 

دائمًا تستخف بالألم بطريقة كوميدية.. إلى أي مدى ترى أنك نجحت في هذا الأمر؟

هذا النوع من الأعمال يطلق عليها (التراجيكوميديا) أو الكوميديا السوداء، وهي تتناول موضوعات مثيرة للألم على الغالب، وأنا أعتقد أن تأثيرها ناتج عن حجم الصدمة التي تولدها، حيث تنقلك كما هو مألوف من قمة الملهاة إلى قمة المأساة فيحدث معك صدمة، كالشخص الواقف على حافة الهاوية يتأمل منظرًا رائعًا، ثم تلقى دفعة فسقط، هذه المفارقة الصادمة عادة ما تكون ناجحة، ولكن مع ذلك فهناك جزء من الجمهور لا يتقبل هذا، ولكن لقلته فهو غير مؤثر، وأنا أعتقد أن كل ما قدمته من هذا النوع كان له نصيب من النجاح.

 

حاصل على دكتوراه في الصحافة من إحدى جامعات بيلاروسيا.. ما الأمر الذي منعك من مواكبة مهنتك في سوريا؟

عندما أنهيت دراستي كان عدد الصحف محدودًا، وكانت وسائل الإعلام كلها رسمية والتوظيف وقتها كان يعتمد بشكل كبير على موضوع الولاءات بأنواعها، وعلى موضوع المعارف، وبما أنني لا أملك لا هذا ولا ذاك فإنني لم أتمكن من العمل سوى على شكل صحفي غير متفرغ، وكنت أنشر كمراسل في جريدة السياسة الكويتية، ولكن ذلك لم يكن مجديًا اقتصاديًا فاضطررت للهجرة مجددًا كونه لم يكن لدي بيت في سوريا، بينما كان عندي بيت وعمل في بيلاروس، حيث قمت بالتدريس في الجامعة، ولو كانت مشكلة البيت محلولة في سوريا فربما صبرت أكثر وعملت، لاحقًا أسست مجلة إلكترونية اسمها الكورنيش، ولكنني لم افعلها بالشكل المطلوب حتى الآن.

 

تفضّل الكثافة في النمط الكتابي.. هل هذا سبب تفضيلك تشيخوف عن غيره من الأدباء؟

التكثيف في العمل الأدبي، خاصة في القصة القصيرة، يعني ألا تكون هناك مفردة فائضة عن الحاجة، وأنا عادة أخضع النص لاختبار ما قبل النشر فأضعه أمامي، وأحذف منه مقطعًا أو عبارة أشعر أنه لا ضرورة لها فإن وجدت أن اختفاءها لا يؤثر على النص أتخلص منها، الاسترسال والتفصيل الزائد في القصة القصيرة يعتبر علامة ضعف، وبما أنك تطرقت لتشيخوف فهذا الأمر ربما كان من أهم العناصر التي مكنت تشيخوف من النجاح والانتشار عالميًا، وأنا ومعظم من له علاقة بهذا النوع من الأدب نفضل تشيخوف، كونه العمود الأعلى الذي يقوم عليه تاريخ الأدب الساخر.

 

ما الذي يربطك بالكوميديا السوداء.. وهل توصل رسائل من خلالها لجهات معينة؟

السخرية السوداء، هي أحد أشكال النقد الأكثر حدة، ولهذا فإن أغلب كتاباتي تنتمي إليها، وبالطبع فإن كل ما أكتبه يحمل رسائل متعددة إلى كل من له علاقة بالموضوع المطروح، ولكن أهم الرسائل هي تلك الموجهة إلى الجمهور المتلقي.

 

كيف تقارن نجاح "ضبو الشناتي" بنجاح "ضيعة ضايعة"؟

من الصعب عليّ أن أجري مقارنة بين عملين مختلفين، من حيث النوع فـ"ضيعة ضايعة" كوميديا واضحة و"ضبو الشناتي"، وإن كان يحتوي على لمسات كوميدية، إلا أنه عمل اجتماعي، "ضيعة ضايعة"، ينتمي إلى عالم افتراضي و"ضبو الشناتي"، ينتمي إلى الواقع بكل تفاصيله، ومن هنا فإن المقارنة صعبة.

 

هل تعتقد وصولك لعمل سينمائي مهم تقف في وجهه المؤسسة العامة للسينما في سوريا؟

لا أبدًا.. أنا لم أتقدم للمؤسسة بأي مشروع لأقول إنها وقفت بوجهي، ولم أفكر بذلك أصلًا، وقد تم الاتصال بي مرة من قبل المؤسسة، وأخبروني عن رغبتهم بإنتاج قصتي (المحطة الأخيرة) التي نشرتها عام 1999 كفيلم روائي، ولكنني اعتذرت بسبب اتفاقي مع شركة اجنبيه لإنتاج القصة نفسها، التي تبنتها تلك الشركة بناء على النسخة الروسية من القصة.

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز