نهى فكرى لـ"بوابة روزاليوسف": الموسيقي أنقذتني من السلك الدبلوماسي

كتبت – هاجر عثمان

"I landed in the Jazz world by coincidence, and I intentionally continue in it, such a joy..."

 – Noha Fekry

 

بهذه الكلمات تُعرف نهى فكري المغنية والملحنة والشاعرة نفسها على موقعها الرسمي.. فكري هبطت لعالم الجاز قبل 10 سنوات، ونجحت أن تصبح اسمًا معروفًا في المشهد الموسيقي المصري المستقل، انطلقت في الغناء باللغة الأجنبية والعربية، وبرعت في إعادة تقديم أغاني فيروز، ليلى مراد، عبدالحليم، لكن بنكهة حديثة تعتمد على الجاز كأسلوب موسيقي.

عن الصدفة التي جذبتها لعالم الجاز، واستمرارها في ظل تحديات اجتماعية ومادية تواجه الفنان خاصة عندما يكون امرأة، عن الجاز الذي تراه أكبر هدية في حياتها، ومشروعها الموسيقي الجديد "جَنان"، حاورت "بوابة روزاليوسف" نهى فكري على هامش مشاركتها منذ أيام في مهرجان القاهرة الدولي لموسيقي الجاز في دورته العاشرة.

"بيت العيلة "

مهرجان القاهرة لموسيقي الجاز بمثابة "بيت العائلة"، لقد أصبح مكاني المفضل، فرصة نلتقى فيها كمجموعة من المهتمين بموسيقى الجاز سنويًا، نحضر خلالها حفلات أصدقائنا، ونشاركهم بعض العروض، نسمع ألوانًا جديدة يقدمها العازفون الأجانب مختلفة عن تلك التي تعودنا على سماعها، فالمهرجان تجربة مهمة وحدث مُلهم ثقافيًا وفنيًا لأي فنان".

رغم أن علاقة الجمهور المصري بموسيقى الجاز ليست حديثة العهد، بل بدأت منذ نصف قرن ولا تعود لسنوات المهرجان العشر، إلا انه مازال لون موسيقى لا يحظى بجماهيرية كبيرة. بينما ترى نهى أن الجاز أصبحت كلمة جذابة، رغم أن جمهورها محدود إلا أنها تكبر يومًا بعد الآخر، مؤكدة أنها تلاحظ حضور جيل مختلف لحفلاتها من شباب الجامعة وفى سن أصغر أيضا، وتكون سعيدة بوجودهم"

 تضحك قائلة: "أتساءل، هل سينتظرون لنهاية الحفلة على مقاعدهم أم سيغادرون، لا نقدم هنا مهرجانات أو موسيقى بوب أو رقص، إلا أنهم يستمرون، وهو دليل أن السنوات الأخيرة شهدت حراكًا في عالم الجاز، ليس فقط جماهيريًا ولكن أيضا من شباب العازفين الذين بدأوا يتعلمون ويلعبون جاز"

ريف باند

في عام 2008، أصبحت عضوًا في فرقة الريف باند، حيث تحولت من مسارها المهني السابق لعملها في مجال التنمية المشتبك بالسلك الدبلوماسي، بعد دراستها للاقتصاد والعلوم السياسية بالجامعة الأمريكية، شاركت band Riff حفلاته في جميع أنحاء مصر في الأحداث والفاعليات الكبرى، بما في ذلك مهرجان القاهرة الدولي للجاز منذ انطلاقه عام 2009.

تقول: بالصدفة استمعت لموسيقى ريف باند، راسلتهم وعبرت عن رغبتي في مشاركتهم، بالفعل وافقوا، تعلمت كل شيء عن الموسيقى مع ريف الباند، لم أدرس موسيقى من قبل، تعلمت الوقوف على المسرح والغناء، حتى أصبحت عضوًا مؤسسًا للباند، وكانت تجربة ملهمة أكسبتني خبرات كبيرة.

وداعًا سياسة واقتصاد

"من المتوقع أن يعتقد البعض أن القرار كان صعبًا وشهد قصة معاناة ودراما، ولكن بالعكس، لم تكن هناك معاناة، كان قرارًا بديهيًا جدًا، وأظن أنه جاء في الوقت الصحيح، مع تقديري لعملي السابق في مجال التنمية، لكن الموسيقى عالم أغنى كثيرًا ومحفز للغاية، أشعر أننى كلما وضعت يدي على معلومة، بأنها ليست كافية وعلي مزيد من البحث والدراسة ".

تحكي فكرى عن قرارها للانتقال لعالم الموسيقى والجاز: كان قراري مرتبًا جدًا، ودفعت ثمنه، لأنك كفنان تخضع لشروط العمل المستقل بكل مخاطره، لا تأمين، لا عمل في كثير من الأوقات، ولكن تظل الموسيقى مغامرة ثرية، وأكبر هدية في حياتي، لقد جذبني الجاز كعالم ساحر، نمط موسيقي مختلف وغنى جدًا، وقماشة عريضة تتسع لكل الإبداع والتجريب المستمر.

"لم يكن هناك رفض عائلي بالمعنى التقليدي، كان والدي يخشى فقط ألا تكون خططتي واضحة، ولكن كنت أتمتع باستقلال مادي شجعني أكثر لاتخاذ القرار، ومع نجاحي وصدور أول ألبوماتي، كان الدعم والتشجيع العائلي موجودًا بقوة".

زياد رحباني

ظهرت نهى فكرى مع الموسيقار والملحن اللبناني المعروف زياد الرحباني، في ختام مهرجان القاهرة الدولي للجاز، عام 2013، كما شاركت فرقة "يعقوب" الحضارية التشيكية بالمهرجان، ثم تعاونت مع فرقة "افتكاسات" مؤسسها عازف البيانو عمر صلاح.

في 2015، أصدرت ألبومها الأول "حوار" بالتعاون مع عازف البيانو المصري رامي عطا الله، وأطلقوا الألبوم في مصر، وقاموا بجولة في عمان في نفس العام، كما نجحت نهى في تأسيس مشروعها الموسيقى الأول عام 2016 وهو "نهى فكرى كوارتيت" أو "رباعي جاز نهى فكرى"، التي تكونت من عازف الساكسفون مينا نشأت، وعازف البيانو رامي عطا الله، وعازف الإيقاع والجيتار، والتي نجحت في المشاركة بالرباعي في مهرجان عمان للجاز في إبريل 2016.

بالإضافة إلى قيادة مجموعة موسيقى الجاز، أسست نهى مشروعها الثاني وهو "جَنان"، وهي فرقة موسيقى روك العربية، وتتكون الفرقة من نهى فكري (مغنية/ بيانو)، أحمد قمر (كيبورد)، طارق عبدالقوى (جيتار)، سيمو (درامز)، بيتر لورانس (باص جيتار).

تقول: "جنان هي فرقة روك بديلة مصرية، بدأت الفرقة العروض الحية في 2017 بعد إصدار 4 أغاني فردية، هي "العشق حالة" و"لحظة" و"محتاجاك " و"انتم"، من ألحاني وكتابتي كل كلمات الأغاني ماعدا أغنيتن، من تأليف الشاعر ميخائيل نعيمة، والشاعرة منار عمار".

"جنان" تعنى نواة أي شيء صادق وحقيقي من القلب، وهكذا جاءت موضوعات أغاني الألبوم تدور حول الحياة، الجمال، عن قصة حب، عن يوم جميل في حياتنا".

تختتم نهى حديثها عن التحديات التي تواجه الفنان المستقل: "هو أن تكون أنت المدير، عليك أن تبحث وتدرس، وتتعلم كل ما هو جديد، حتى تقدم عمل موسيقى جديد ومختلف، أما صعوبات الإنتاج فهي تواجه أي فنان مستقل، وهو ما يعرقلني حتى الآن لتقديم أغاني مشروع "جنان" في ألبوم".