عاجل
الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي

"مرسى السفن الخديوية" بالمنصورة.. هنا استراحة الملكة "نازلي"

"مرسى السفن الخديوية" بالمنصورة.. هنا استراحة الملكة "نازلي"
"مرسى السفن الخديوية" بالمنصورة.. هنا استراحة الملكة "نازلي"

الدقهلية - مي الكناني

  بُنى على طراز المعابد اليونانية ذي الأعمدة الكبيرة، وأنشئ ليكون استراحة أو مرسى للسفن



  يمتاز بمكانته التاريخية ويعد من أهم القصور التاريخية

  المبنى احترق بالكامل.. والمكتبة كانت تحوي كتبًا نادرة

على بعد أمتار قليلة من مبنى ديوان عام محافظة الدقهلية، يقع مرسى الخديو إسماعيل أو مرسى السفن الخديوية، الذي يعد أحد القصور المميزة التي تطل على فرع النيل بمدينة المنصورة.

يرجع تاريخ بناء المرسى لعام 1866، ويمتاز بمكانته التاريخية الكبيرة، حيث يعد أحد رموز العمارة الحديثة، ومن أهم القصور التاريخية بالوجه البحري، وذلك حسبما قال سامح الزهار، الباحث الأثري.

استمد المرسى تراتيله الجمالية من جغرافيته المطلة على نيل المنصورة، إذ يقع في شارع الجمهورية بالقرب من مبنى محافظة الدقهلية، وواجهته المميزة التي بنيت على طراز المعابد اليونانية ذي الأعمدة الكبيرة، وأنشئ ليكون استراحة أو مرسى للسفن القادمة من القاهرة للمنصورة عن طريق النيل، وكان من ملحقات قصر الخديو بمنطقة المختلط، قبل إنشاء منطقة المشاية.

الجمال المعماري للمرسى، جعله استراحة خاصة للملك فاروق والملكة نازلي، وذلك في الفترة قبل 23 يوليو 1952، وعقب الثورة تحول المبنى إلى مكتبة عامة تقدم أنشطة ثقافية لأبناء محافظة الدقهلية، وكان يطلق عليها "المكتب الفاروقية".

يقول الزهار، إن المرسى تحول بعد فترة لمقر لحزب مصر العربي الاشتراكي، الذي وضع لبنته الأولى الرئيس الراحل أنور السادات، إلى أن استولى الحزب الوطني المنحل على أكثر من نصفه، وظل النصف الآخر مكتبة، حتى قيام ثورة يناير.

جمعة الغضب

إبان الثورة، ومع موجة الغضب التي انتابت المحتجين على سياسات الحزب الوطني، أضرم المتظاهرون النيران في المبنى، ما تسبب في احتراقه بالكامل والمكتبة التي كانت تحوي كتبًا نادرة، وظل مهجورًا لسنوات وسط مناشدات بضرورة الاستفادة منه، وتحويله لمتحف خاص بـ 25 يناير، وإدراجه على الخريطة الأثرية والسياحية للمحافظة.

متحف أعلام الدقهلية

وعقب الثورة، أصدر المحافظ الأسبق محسن حفظي القرار رقم 221 لسنة 2011، بتحويل المرسى لمتحف أعلام الدقهلية، لكنه ظل حبرًا على ورق لمدة 7 سنوات، حتى أحياه الدكتور كمال شاروبيم، المحافظ الحالي، وقرر الأسبوع الماضي، بدء إجراءات تحويله لمتحف للمشاهير، مع الاحتفاظ بالنسق المعماري وتراثه وتاريخه.

وكلف شاروبيم اللجنة المسؤولة عن التطوير، بإنهاء الدراسات المعمارية والإنشائية في موعد أقصاه 3 أسابيع، ليبدأ بعدها التنفيذ فورًا.

وبدأت اللجنة إجراءات الرفع والمقايسات اللازمة، ليتم عرضه بعدها على أساتذة كلية الهندسة، وتحديد حالته ووسائل ترميمه، وإجراء الاختبارات اللازمة له حسب المواصفات الفنية التي تناسبه، باعتباره من المنشآت المميزة.

الإسناد لمتخصصين

يرى الآثاري سامح الزهار، أن قرار تحويل القصر لمتحف أمر جيد، ولكن يجب أن يسند لمتخصصين، ولا يترك الأمر للإدارات الهندسية التابعة للمحليات، وذلك لأن العرض المتحفي ونظمه له أصول وقواعد، كما أن اختيار المعروضات يجب أن يتم بشكل مهني وعلى أساس علمي دقيق.

أزمة مرورية

فيما يطالب المهندس مهند فودة، مدرس بكلية الهندسة، ومنسق مبادرة "أنقذوا المنصورة" المعنية بتراث المحافظة، بدراسة حركة مرور الزوار للمتحف، وتوفير مكان لانتظار السيارات بعيدًا عن القصر، حتى لا يتسبب في زيادة الأزمة المرورية التي تعاني منها مدينة المنصورة.

كما يوجه فودة بضرورة استرجاع الكتب النادرة، التي كانت موجودة بدار الكتب والوثائق الملحقة بالقصر قبل احتراقها، والتي أعلنت إحدى الأسر عن إنقاذها واقتنائها بمنزلهم حتى الآن، دون أي تدخل من المسؤولين لاستردادها.

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز