عاجل
الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي

شيرين حمدي تكتب: أسأت الاختيار

شيرين حمدي تكتب: أسأت الاختيار
شيرين حمدي تكتب: أسأت الاختيار

دائما ما نسمع بعد أي خلاف أو انفصال بين زوجين جملة (أنا أسأت الاختيار) رغم أنه هو نفس الاختيار الذي كان بإرادة الطرفين منذ البداية.. لكن مع الظروف التي يواجهونها تنكشف الوجوه أو لا يستطيعون التحمل، كل طرف متعنت يرى في نفسه السيطرة وأنه الأصح، ومع أول مشكلة- حتى لو كانت بسيطة- تقوم الدنيا.. ومع مصاعب الحياة تختفي الألفة ويأتي كابوس عدم التحمل.



فالزواج مع استمرارية الضغوط- إن لم يكن به لين وتغاضٍ عن المشاكل من كل طرف، ومحاولة نسيان الخلافات، وأن كل طرف يحاول أن يبحث عن حلول مناسبة- حتما سينتهي.

فالعبرة بقدرة كل طرف على تجنب المشاكل، وإنه ما يعملش من الحبة قبة، لأن اللي عاوز يعيش بيعيش.. وبيعيش بأقل ما يمكن.. وهنا معيار الاختيار هو الحب، وإذا تطرقنا لمعايير الاختيار التي تبنى عليها الزواج فهي ثلاثة.

الأول: هو المال، وطبعا مع ظروف الحياة الاقتصادية التي نمر بها.. أصبح العريس (المتريش) صاحب العقارات أو الأطيان أو الفلوس.. (اللقية) التي تحلم بها كل عروسة.. وكثيرا ما نسمع عبارة (دي اتفتحت لها طاقة القدر)، لكن الحقيقة انها اتفتح لها (منفذ للغدر).. فالعريس أو العروسة (المتريشة) يعلم تمام العلم، مع الوقت، انه اختير لفلوسه، ومع أول خلاف يبحث عن البديل، لأنه لا يوجد ما يمنعه أو يعوقه.. الفلوس والبدائل موجودون.

فلا يوجد حب أساسا، وبالنسبة للزوجة المتوقعة منه الصرف ببذخ.. إذا لم يصرف عليها كما تريد.. تطلب الطلاق.. ويا سلام لو الظروف ضاقت عليه وخسر فلوسه مثلا، فتسمع منها (أنا اتخنقت).. (مش قادرة استحمل العيشة دي)... والمثل يقول: يا واخد القرد.....

الثاني: السلطة، ومع السلطة يظنون (انهم في الأمان) كثير من النساء اللاتي يبحثن عن شريك حياة تأمل وتطمع في صاحب السلطة.. ورؤيتهن إن السلطة هي المعيار الأمثل للاختيار وانهم محميين وأمنيين.. لكن صاحب السلطة سيتدرج في منصبه وفي الآخر المناصب لا تدوم لاحد وآخرته جنبها.. ناهيك عن التسلط وفرض الرأي والجزم بأنه هو صاحب الرأي الصحيح الذي لا يناقش فيه والباقي قطيع... وهنا الزوجة تحس بأنها ذليلة وليس لها أي اعتبار، وفيلم (زوجة رجل مهم) تجسيد فعلي لزوجات المناصب.

الثالث: هو الحب.. معيار يبتلع كل واحد للآخر أخطاءه.. يستحملان ليعيشا.. عندهما استعداد أن يبدآ ويكبرا ويساندا بعض.. وصعب أن يتخليا عن بعض.. وإن حصل انفصال بينهما يعيشان في عزلة ولا يتقبلان شخصا جديدا بحياتهم.. ولا يوجد شخص يستطيع أن يملأ فراغ الآخر...لأنهما تعبا واشتركا وبنيا مع بعض حياة كان أساسها الحب.

اختاروا صح من البداية.. اختاروا ما يناسبكم.. لا بالفلوس ولا السلطة سيرتاح بالكم.. ما يناسبكم سند واحتواء واهتمام وحب واحترام.

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز