عاجل
الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي

الإرادة تنتصر..إيزيس كلمة السر

الإرادة تنتصر..إيزيس كلمة السر
الإرادة تنتصر..إيزيس كلمة السر

كتبت وتصوير - سماح زيدان

سنوات ست قضاها في عزلة تامة ممزوجة باليأس بعد عمليات "جراحية" كثيرة جعلته لا يخرج مرة أخرى للشارع سوي بملازمة رفيقه الجديد.. الكرسي المتحرك.



 

 

محمد عيد صاحب الوجه الطفولي دائم الابتسام لم يستسلم للواقع كونه من متحدى الإعاقة وسعى كثيرًا حتي أنشأ محلًا للهدايا، فهو لا يريد أن يكون تاجرًا يسعى فقط للكسب بل يستهدف أن يكون "بائع السعادة".

 

 

بدأ محمد حياته كأي طفل يلعب ويمرح مع أقرانه ويذهب لمدرسته، إلا أنه كان يعاني من تقوسات في الساقين لم تمنعه من عيش الحياه بشكل طبيعي إلى أن وصل للمرحلة الإعدادية وقرر والداه بدء رحلة علاجه في مستشفيات التأمين الصحي، لكن أملهما بعلاجه واستقامة ساقيه لم يتحقق، حيث أثرت كثرة العمليات الجراحية على عظامه ولم تعد قدماه تقوى علي حمله.

 

 

ضاحكًا يقول"قضيت أجمل سنين عمري في المستشفى" بنبرة حمدٍ لله وابتسامة راضية.. في هذه الأثناء كان قد وصل لمرحلة استخدام عكازين يساعدانه في الحركة بعدما كانت العمليات أملًا في الشفاء التام".

 

 

قضي "محمد" مرحلتي تعليمه الإعدادية والثانوية بين المستشفيات، ولم يلتحق بالجامعة رغم أن مجموعه كان يؤهله لدخول كلية التربية، لكنه اكتفي بالثانوية الأزهرية التي حصل عليها في عام 2004 وبدأ يبحث عن عمل..فحاول الالتحاق بوظيفة حكومية ضمن نسبة الوظائف المخصصة لمتحدي الإعاقة، لكنه لم يصل لرغبته تلك، حيث يقول أن الموظف من ذوي الاحتياجات الخاصة يعمل بشكل حقيقي في القطاع الحكومي وهو ما كان يريده لكنه لم يستطع سوى الحصول علي وظيفة في القطاع الخاص براتب ثمانين جنيهًا شهريًا زادت لمائتين وخمسين جنيها بعد سبع سنوات قبل أن يتركها، فالحال في القطاع الخاص مختلف، كما أوضح محمد "بتاع القطاع الخاص بيعيّنا عشان تخفيضات الضرائب.. بياخد امتيازات على حسي من الدولة".

 

 

قرر أن يخلق لنفسه فرصة عمل، فلم يكن يعجبه استسلامه للواقع معبرًا "مش راضي عن الوضع اللي بيحصل.. مش  راضي إن انا أبقى عالة على المجتمع.. أروح اقبض مرتب وأمشي".

 بدأ العمل في محل تصليح أحذية وتعلم الحرفة سريعا رغم مصاعبها والجروح التي كانت تصيبه أثناء العمل، وتطور طموحه وبدأ يشارك أحد أقاربه ويعمل في مجال الجلود وصناعاتها، وكان يخرج لمقابلة التجار وتسليم المنتجات المطلوبة حتي ارتفعت أسعار الخامات وبدأ يغلق مشروعه بسبب الخسارة، وفي نفس الوقت أيضًا كان يجري آخر عملياته "الجراحية لكن ساقيه لم تعد قادرة علي حمل جسده، وبدأت مرحلة تتطلب وجود صديق جديد وهو "كرسيه المتحرك". 

 

 

جلس في منزله ست سنوات قضاها أمام جهاز"اللابتوب" يتعرف علي الناس من خلف الشاشة ولا يعرفه أحد.. لم يقدر علي الخروج للشارع ورؤية الناس له علي كرسي متحرك فلم يكن يريد أن يرمقه أحدهم بنظرة تعاطف.

حتي انتصرت إرادته وقرر الخروج وإنشاء مشروع خاص به بمشاركة أخته أمنية، التي تسانده في حلمه ويحكي أنه في بعض الأحيان يذهب لمشاركة أخته في اختيار البضاعة من الموسكي رغم مشقة المشوار لكنه يستمتع باختيار الهدايا ولعب الأطفال التي يعشقها.

وبدأ في التفكير بالترشح، لانتخابات مجلس النواب2014، مستهدفًا المطالبة بحقوق متحدي الإعاقة، وبالفعل قام بطباعة صور الدعاية الانتخابية، ودعمه الكثير من أهل قريته، ولكنه قرر التراجع والتفرغ لمشروعه.. فكانت انطلاقته في "إيزيس".

 

 

يروي حكاية اختياره اسم المحل بمشاركة أخته، بقوله "اخترنا أسامي كتير جدًا، وكل ما ييجي في دماغنا اسم نكتبه وبقى عندنا لستة أسامي، وفي الآخر قررنا اختيار اسم إيزيس لأني أعشق قصة حب إيزيس لأوزوريس وأرى في الحب مصدرًا للبهجة والسعادة، وهو ما استهدفه في مشروعي.. أن أكون مش مجرد بائع في محل هدايا.. أحب أن اكون "بائع السعادة".

 

 

تمتلئ كافة "مشاويره" بالمشقة بسبب الطرق غير الممهدة، حيث يقول"بعاني في الطرق لدرجة اني وقعت من الكرسي على وشي في يوم وانا بطلع مطب وحصلتلي كدمات.. الطرق غير ممهدة وتكاتك وموتوسيكلات في كل مكان.. أنا ساكن في قرية قلما.. قرية ريفية من قري محافظة القليوبية، جميع الطرق بها لا تلائم أن يسير عليها أحد متحدي الإعاقة، في حين أنني عندما ذهبت لأداء مناسك "العمرة" وجدت الطرق هناك ممهدة وواخد حقي في الطريق أحسن من اللي راكب أحسن عربية، بعرف اطلع وانزل من الرصيف من غير ما حد يساعدني.."

 

لمحمد بطلة رائعة في حياته تدعمه وتسانده وتلبي كل مطالبه.. هي أمه حيث يقول: "أمي هي أهم حد في حياتي يومي بيبتدي بيها.. بتصحيني وتساعدني اتوضأ واصلي هي في كل تفاصيل حياتي".

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 

 

 
 
 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز