عاجل
الجمعة 20 سبتمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
We
البنك الاهلي

هشام شوقي يكتب: «المخرج عاوز حمو بيكا ومجدي شطة»

هشام شوقي يكتب: «المخرج عاوز حمو بيكا ومجدي شطة»
هشام شوقي يكتب: «المخرج عاوز حمو بيكا ومجدي شطة»

أعشق السينما وأتوقف كثيرا أمام تفاصيل المشهد السينمائي، وكثيرًا ما كنت أطرح أسئلة حول نهاية فيلم ما، وكنت أتلقى إجابة من قبيل «المخرج عاوز كده»، ولم تكن تلك العبارة الشهيرة تمثل إجابة مقنعه لي، واليوم وبعد معركة «حمو بيكا» و«مجدي شطا» التي تدور في أروقة فيس البوك ويوتيوب، وخرجت إلى مواقع الصحف اليومية، وصفحاتها الفنية وأحيانا أخرى الصفحات الأولى، وجدت نفس الإجابة تطل برأسها من جديد وتخرج لي لسانها «المخرج عاوز حمو بيكا وشطة» مع فارق التشبيه فالمخرج هنا حالة خاصة تبحث عن الربح والشهرة فقط.



والمخرج هنا يمثله كثيرون هم رواد مواقع التواصل الاجتماعي، وجمهور آخر يبحث عن حالة مزاجية يهرب إليها من هموم الحياة اليومية، والبعض الآخر مغيب بفعل المخدرات الطبيعية والمخلقة، إن الخلاف بين الطرفين جعل كلًا منهم يستعين بأصدقاء لمساندته لمواجهة الآخر حتى، اللافت للانتباه، أن أطرافًا عدة في المجتمع فنية ممثلة في نقابة المهن الموسيقية، ونقابة المهن التمثيلية، وعضو بالبرلمان يتقدم بطلب إحاطة حول ظاهرة «حمو بيكا– مجدي شطة» لوزيرة الثقافة، وهنا تحديدا لا أقلل من محاولات أي طرف في مواجهة ظاهرة تدني الذوق العام، لكن المسألة أعمق بكثير وهي بمثابة جرس إنذار للجميع.

الفنون هي أبرز أدوات القوة الناعمة للدول، وعندما يتدنى الذوق العام لمجتمع فإنه يأخذ الجميع ويذهب إلى القاع، هل فقدنا الشعراء الموهوبين، وعباقرة التلحين، أما أن كلمة فنان أصبحت مستباحة، وغاب النقد الفني، ليأخذ مكانه «بوست الفيس» و«الفيديو» على قناة يوتيوب، أن المسؤولية في تدني الذوق العام تقع على الجميع فنحن جميعا شركاء في نمو ظاهرة إفساد الذوق العام، فعندما تتدنى لغة الحوار داخل الأسرة وفي الشارع يهبط الذوق العام، عندما تخرج علينا بعض الأفلام السينمائية وهي تحمل ألفاظا لا تخدش الحياء العام فقط بل نحتاج بعدها إلى جراحة عامة للمجتمع ككل، عندما يقرر المنتج استثمار نجاح ظواهر إفساد الذوق العام في «تعبئة شريط السينما» لن يجدي معه محاضر الشرطة أو قرارات نقابة مهنية.

إن البضاعة الفاسدة لا تنتشر في أي مجتمع إلا مع غياب الوعي، في الواقع أن استمرار تلك الظاهرة يشكل نموذجا يفكر فيه المراهقين باعتباره نموذج نجاح لشخص بلا مؤهلات، وحاليا أصبح «تريند» على توتير، ويحقق نجاحا ماديا ومعنويا، ما يحدث هو امتداد وترجمة لشخصيات قدمتها السينما مثل «الألماني وعبده موتة»، نحن في حاجة ماسة إلى استنهاض القوة الناعمة في المجتمع لمعركة الارتقاء بالذوق العام ورعاية الموهوبين ودفعهم إلى الأمام، لقد خلت المدارس من الأنشطة الفنية، وأصبح بعض معلموها ممن درس في كليات الفنون للحصول على مؤهل عالٍ فقط.

الأمر لا يتعلق بمجموعة من الهيئات والجهات المعنية التي دائما ما تنتظر إشارة التحرك، لمواجهة ما يحدث، قد يبدو الأمر من وجهة النظر البعض أمرا بسيطا بالمقارنة بالعديد من المشاكل والهموم اليومية للمواطن، لكن الحقيقة أنه أمر خطير وإن بدأ بشكل يسخر منه العديد من أفراد المجتمع، إن فساد الذوق العام إذا استمر وتزايد مع تقدم الوقت سيتحول المجتمع إلى «بضاعة أتلفها الهوى» وشباب يبحث عن «أغاني تعمل دماغ» مع الاعتذار لاستخدام لفظ "أغنية"، لأن ما يمر علينا من مجموعة أصوات بشرية مختلط بأصوات الآلات ليس له علاقة بذلك الفن الرائع «الأغنية».

ابحثوا عن مواهب هذا الوطن حتى لا نفقدهم في «متاهة المهرجانات» وأفلام الشاب الذي يخرج من بطن الأرض ويصعد إلى قمة النجومية متربعا على عرش «المهرجانات» التي أصبحت مطلبا شعبيا مدعوما بقاذفات السوشيال ميديا.

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز