عاجل
الإثنين 13 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي

"البردة" تزين أول مهرجان ثقافي دولي للفنون الإسلامية بالإمارات

"البردة" تزين أول مهرجان ثقافي دولي للفنون الإسلامية بالإمارات
"البردة" تزين أول مهرجان ثقافي دولي للفنون الإسلامية بالإمارات

مع قرب يوم مولده صلى الله عليه وسلم (الثلاثاء المقبل الموافق 12 ربيع الأول)، لم تجد الشقيقة الإمارات (وزارة الثقافة الإماراتية) أفضل من اسم قصيدة "البردة" لتطلقها على أول مهرجان ثقافي دولي للفنون الإسلامية في نسخته الأولى اليوم الأربعاء، بحضور حشد من كبار المسئولين والفنانين والمثقفين والشخصيات العامة من مختلف دول العالم، وتمثل مصر فيه وزيرة الثقافة الدكتورة إيناس عبد الدايم.



وقد اقتبس مهرجان البردة الدولي للفنون الإسلامية اسمه من قصيدة "البردة" التي كتبها الإمام الصوفي محمد البوصيري في مديح النبي صلى الله عليه وسلم في القرن الثالث عشر، والتي أجمع كثير من الأدباء والشعراء على أنها من أعظم القصائد في مدح خاتم الأنبياء والمرسلين محمد صلى الله عليه وسلم.

وتنعقد الدورة الأولى لمهرجان البردة في معرض "421" بالعاصمة أبو ظبي، بمشاركة نخبة من الفنانين، والخطاطين والمصممين، والشعراء، والمعماريين من أنحاء العالم، ويستعرض المتحدثون أعمالهم الفنية ويتبادلون الآراء والأفكار، بالإضافة إلى المشاركة في سلسلة من الحوارات والندوات، التي تهدف إلى نشر الوعي حول قيم الفنون الإسلامية ومضامينها، كما يتم تكريم الفائزين بجوائز البردة في دورتها الـ15.

ويحتفي المهرجان بإبداعات الحضارة الإسلامية وفنونها باعتبارها جزءًا من الحضارة الإنسانية، من خلال برامج إبداعية متعددة، ومنصات معرفية، وجلسات حوارية، وسلسلة من المعارض الفنية، والعروض الحية، التي تكرس تعزيز نهج الحوار، وترسيخ الثقافات والفنون.

ويناقش الحضور سبل المحافظة على أشكال الفنون والتقاليد الإسلامية والترويج لها حول العالم، من خلال تبادل الآراء والأفكار، والمشاركة في سلسلة من الحوارات والندوات لنشر الوعي حول قيم ومضامين الفنون الإسلامية، وجهود ترميم المواقع الثقافية الإسلامية، والتحديات الفنية واللوجستية لعملية الترميم، ومن هو جمهور الفن الإسلامي، ودور المؤسسات الثقافية والحكومات والفنانين في مراعاة احتياجات مختلف شرائح الجمهور.

كما يبحث المهرجان دور المرأة في الفن الإسلامي، وكيف تساهم في رسم ملامح الفن الإسلامي مستقبلًا، وتنمية مهارات الفن الإسلامي في القرن الحادي والعشرين، وضرورة اكتساب الفنانين المهارات التي تضمن لهم النجاح في ظل التطور التكنولوجي السريع والمؤسسات الثقافية في العصر الرقمي، وكيف سيتطور دورها في مجال الفن الإسلامي.

وتقول وزيرة الثقافة وتنمية المعرفة الإماراتية نورة الكعبي إن مهرجان البردة يحتفي بإبداعات الحضارة الإسلامية وفنونها باعتبارها جزءًا من الحضارة الإنسانية، وينشر روعة الفن الإسلامي وجمالياته بشكل تفصيلي من خلال برامج إبداعية متعددة، ومنصات معرفية، تعبر عن قيم وهوية الإنسان، ويكرس رؤية الإمارات في تعزيز نهج الحوار، وترسيخه بين الثقافات والفنون، مشيرة إلى أن المهرجان أداة مهمة في تعزيز التواصل مع ثقافات العالم وفنونه.

وأضافت الكعبي أن المهرجان يجمع نخبة من الخبراء والمسؤولين وصناع القرار والفنانين، لاستشراف مستقبل الفن الإسلامي من خلال جلسات حوارية، وسلسلة من المعارض الفنية، والعروض الحية، بهدف فتح قنوات تواصل بين الفنانين من جميع أنحاء العالم، وتشجيع البحث والتطوير في مجال الفنون الإسلامية.

كما يتيح المهرجان للمبدعين المهتمين بالفنون الإسلامية تبادل الآراء ووجهات النظر حول سبل تطوير مشاريع فنية مشتركة تحاكي الماضي، وتجسد الحاضر، وتستشرف المستقبل بما يعيد للفن الإسلامي روحه، ويشكل بادرة على طريق إحيائه.

ويسعى المهرجان من خلال ندوة حول "أسواق جديدة للتصميم الإسلامي" إلى استكشاف إمكانات المصممين المتخصصين بالفنون الإسلامية من خلال تعزيز التواصل بينهم وبين المؤسسات الرائدة عالميا في قطاع التصميم، وتسلط محاضرة "دور العمارة الإسلامية في تغيير العالم" الضوء على كيفية توظيف العمارة الإسلامية التكنولوجيا الحديثة لبناء بيئات تلبي طموحات الأجيال القادمة.

ويستهل المهرجان أعماله، مساء اليوم، بجلسة حوارية برئاسة وزيرة الثقافة الإماراتية، ومشاركة وزيرة الثقافة الدكتورة إيناس عبد الدايم، ورئيسة هيئة البحرين للثقافة والآثار الشيخة ميّ بنت محمد آل خليفة، لمناقشة مستقبل الفن الإسلامي، ودور الشراكات بين القطاعين الحكومي والخاص في رسم ملامح مستقبل الفن الإسلامي، وتسليط الضوء على أهم النماذج الناجحة التي يتوجب اعتمادها وتعزيزها.

وتشهد الندوات الحوارية مشاركة العديد من الشخصيات الدولية، من بينهم: غابو أرورا صانع الأفلام في الولايات المتحدة، وأنتونيا كارفر مدير مؤسسة "الفن جميل" في الإمارات، وأنيسة حلو شيف وكاتبة مهتمة بقطاع المأكولات وصحفية ومذيعة ومستشارة ومدوّنة من المملكة المتحدة، ومنى خزندار عضو الهيئة العامة للثقافة في السعودية، والدكتور هنري كيم المدير والرئيس التنفيذي لمتحف الآغا خان في كندا، والدكتورة فينيشا بورتر من قسم الشرق الأوسط في المتحف البريطاني بالمملكة المتحدة، ومارينا تبسم المهندسة الفائزة بجائزة الآغا خان 2016 عن فئة التصميم المعماري من بنجلاديش.

جدير بالذكر أن قصيدة البردة أو قصيدة البُرأة أو الكواكب الدريَّة في مدح خير البرية هي إحدى أشهر القصائد في مدح النبي محمد (صلى الله عليه وسلم)، كتبها الإمام محمد بن سعيد البوصيري في القرن السابع الهجري الموافق القرن الحادي عشر الميلادي، وأجمع معظم الباحثين على أن هذه القصيدة من أفضل وأعجب قصائد المديح النبوي إن لم تكن أفضلها، حتى قيل: إنها أشهر قصيدة مدح في الشعر العربي بين العامة والخاصة، وقد انتشرت هذه القصيدة انتشارًا واسعًا في البلاد الإسلامية، ويحلو للبعض قراءتها كل ليلة جمعة، وأقاموا لها مجالس عرفت بمجالس البردة الشريفة، أو مجالس الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم.
 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز