نشوى سلامة تكتب: هوى النفس
تميل النفس مع هواها، وتأبى دون ذلك، وتحار في أمرها، إذ كيف لها سارت إلى هذا ولم تستطع أن تتراجع، ويكن لديها وحدها إجابة السؤال كما كان لها وحدها حق اختيار مسارها، فهل نحن مُسيرون أم اننا مُخيرون؟
ولكن كيف ذلك؟ وإزاي لنا يد في كل شيء بيحصل لنا، ده بيكون سؤال محير، لا يحتار فيه إلا من يدمن إنكار الحقيقة، حتى الشيطان نفسه ميقدرش يلازمنا إلا اذا إحنا سمحنا له وبسطنا له الطريق وبيكون برضانا الكامل.
كل الأمور بتكون قصادنا بنتجه نحوها، لأن ربنا مقدر لنا تبقى في سكتنا، لكن ربنا وهب لنا عقلا وقلبا وضميرا، وفي المواقف يتبدل ترتيب التلاتة دول، فنلاقي حاجة تسبق حاجة، وده حسب رغبتنا المطلقة.
يعني مثلا أنت لو ماشي في شارع ولقيت شجرة مُزهرة فأنت مُسير لحد دلوقت، الجمال يجذب الجميع، ولم يُحرم علينا الله هذا الانجذاب، لكن لما تمد إيدك وتقطف الزهرة فانت اخترت، وساعتها أنت بديت قلبك على عقلك وخليت ضميرك في الصف الأخير.
متقولش الشيطان هو اللي خلاك تاخد حاجة، موش بس موش بتاعتك، لأن ده اغتصاب حق، لكن كمان أنت أفسدت المكان علشان أنت تبسط قلبك، الشيطان طاوعك، لأن هواك موافق هواه، أنت اخترت وهو لم يمنعك، وربنا كمان ما منعكش، بس هو إداك أدوات تستخدمها قبل ما تعمل أي حاجة.
أنت بقى اللي تناسيت أدواتك وافتكرت بعد ما عدى الموقف، واحتمال متفتكرش، وتمعن في الإنكار، وتقول اهو اللي حصل، وربنا عايز كده، ولو مكانش عايز كده كان منعني.