عاجل
الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي

نشوى سلامة تكتب: هوى النفس

نشوى سلامة تكتب: هوى النفس
نشوى سلامة تكتب: هوى النفس

تميل النفس مع هواها، وتأبى دون ذلك، وتحار في أمرها، إذ كيف لها سارت إلى هذا ولم تستطع أن تتراجع، ويكن لديها وحدها إجابة السؤال كما كان لها وحدها حق اختيار مسارها، فهل نحن مُسيرون أم اننا مُخيرون؟



ولكن كيف ذلك؟ وإزاي لنا يد في كل شيء بيحصل لنا، ده بيكون سؤال محير، لا يحتار فيه إلا من يدمن إنكار الحقيقة، حتى الشيطان نفسه ميقدرش يلازمنا إلا اذا إحنا سمحنا له وبسطنا له الطريق وبيكون برضانا الكامل.

كل الأمور بتكون قصادنا بنتجه نحوها، لأن ربنا مقدر لنا تبقى في سكتنا، لكن ربنا وهب لنا عقلا وقلبا وضميرا، وفي المواقف يتبدل ترتيب التلاتة دول، فنلاقي حاجة تسبق حاجة، وده حسب رغبتنا المطلقة.

يعني مثلا أنت لو ماشي في شارع ولقيت شجرة مُزهرة فأنت مُسير لحد دلوقت، الجمال يجذب الجميع، ولم يُحرم علينا الله هذا الانجذاب، لكن لما تمد إيدك وتقطف الزهرة فانت اخترت، وساعتها أنت بديت قلبك على عقلك وخليت ضميرك في الصف الأخير.

متقولش الشيطان هو اللي خلاك تاخد حاجة، موش بس موش بتاعتك، لأن ده اغتصاب حق، لكن كمان أنت أفسدت المكان علشان أنت تبسط قلبك، الشيطان طاوعك، لأن هواك موافق هواه، أنت اخترت وهو لم يمنعك، وربنا كمان ما منعكش، بس هو إداك أدوات تستخدمها قبل ما تعمل أي حاجة.

أنت بقى اللي تناسيت أدواتك وافتكرت بعد ما عدى الموقف، واحتمال متفتكرش، وتمعن في الإنكار، وتقول اهو اللي حصل، وربنا عايز كده، ولو مكانش عايز كده كان منعني.

لا موش صح ، اومال ازاى هَٓنُثاب ونتعاقب ، وازاى فيه منا ناس هيبقوا مفضلين بعضهم على بعض ؟ علشان كده مثال الزهرة والشجرة  ده ممكن تطبقه على كل امور حياتك ، وتعرف انت اد ايه لك يد فى كل امورك .
الناس اللى بتقيم نفسها ومواقفها دايما ، ممكن تتدارك بعض من السقطات ، ومترجعش تقع فيها تانى ، واحيانا بيصل التقييم ده الى مرض تعذيب النفس واللى بيفضل ملازمها طول العمر، وللأسف بيأثر عليها وعلى ثقتها بنفسها وبالناس ، لكن ممكن تغير القدر اللى اوقعت نفسها فيه ، بالرشد فى  التفكير وكثير من العزم والقوة، وحكمة الاختيار والاهتداء.
 
موش لازم اطلاقا علشان الانسان يراجع نفسه انه يفشى بما فى داخله للآخرين فى  محاولة لنزع غطاء قد  أثقل الروح، بمعنى ان يزيح عن كاهله  ،  لكن مفترض انه يكتفى بتقييم شكله امام نفسه وحده دون مساعدة حتى يصبح سوياً، ويصبح قادر على الخروج من مأزق اختيار المسار بعد ذلك ، لكن اذا بحث عن ذلك لدى غيره فهو لايزال لايستطيع التفرقة بين كون انه مسير ومخير فى ذات الوقت ، وده رغبه منه ان يعزز موقفه ، وندخل ف البحث عن المبررات ، وبالتالى سيظل يعيش حالة الاستسلام الكامل امام كل الظروف والاقدار.
 
 يكفى كل انسان أن يعيد ترتيب المعطيات الثلاث ، العقل، الضمير ، القلب ، حتى لا يزداد اخفاقا وسقوطا، حتى اذا مالت النفس بقلبها استعاد العقل كيانها واستفاق الضمير فأحكم قبضته على هوى النفس .
 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز