عاجل
الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي

نشوى سلامة تكتب : نفوس لا تـَهوى أبدًا...

نشوى سلامة تكتب : نفوس لا تـَهوى أبدًا...
نشوى سلامة تكتب : نفوس لا تـَهوى أبدًا...

وفي إرادة قوة التخلي عما نرغب قوة، يتوارى خلفها جبل من القش ونكون شديدي الحذر أن  يصيبنا  هوىً،  يجعل ما تحته يستعر فلا تقوى  لنا اراده  ولا نجد   حتى لنا   لمحةٌ من قوةٍ.



وتظل قلوبنا تحمل أحلاماً مشوشه،  لنهايات  محققه، و نتمنى  الا تأتى   لاننا  قد هوينا  ، ونعيش مؤرقين  بين ما تحدثنا  به قلوبنا  وبين ما نحدثها به  نحن. 

فنقع بين حديثين ، لا نستفيق منهما الا حينما تلوح النهايات بملامحها القاسيه وكلماتها الحاده التى نتقبلها  بمنتهى القوه الظاهره علناً المكسوره ضمناً.

وبقدر ما  هوينا عشقاً فاننا  نرفض أن نهوى ألماً.

مثلنا مثل هؤلاء، من يهرب  منهم بكاؤهم  دوماً مختبئاً وسط ضحكاتهم ، أو ربما فى سطور  كتاباتهم   ، ويُدهشون من حولهم بتلك القوه المزعومه ، التى لو إستداروا  قليلا ً، لأدركوهم  منهارين ،  ولكنهم لن يدركونهم ابداً ،  لانهم يستميتون  ألا يشعرونهم  بحالهم ابداً، هؤلاء نفوسهم تأبى أن تهوى ، تأبى أن تميل ، تعلم ان ميلها سوف يهوى بها فتظل هكذا.

ونظل  نتظاهر  ونتظاهر حتى يصبح الظاهر واقعاً،  نعيشه بالفعل ، لونّاه ونُمعن فى تلوينه ، وربما  نسجنا له خيالا   نتمنى أن نعيش فيه ، ربما عشناه سابقاً ، أضفنا عليه بعض من لمسات ، ومابين ما نحلم وبين ما نعيش  ، نجد أنه  حقٌ،  والحق  هو الأولى أن نرضاه ونعيشه ونألفه ، ولكننا ابداً لا نشتكى   -فقط- لأننا الِفنا الكتمان ، ومن لم يعتاد  الشكوى ، يسير عليه أن يتقن الكتمان.

ولما يتيقن هؤلاء  انهم أفرغوا ما بقلبهم   تماماً، يرحلون تاركين كل شىء خلا كبريائهم ، لا يستطيعون ابداً ان يلقوا به بعيداً كقصاصات وأشياء وبعضٍ من الذكريات.

لا يحملون بداخلهم حزناً أو أثر جُرح ،  بقدر ما يعكس داخلهم أموراً غريبه الاأحوال ، نعم غريبه فى كل شىء وكأنهم حين ألقوا  ورائهم  واستداروا، ألقوا اللين من قلوبهم  فأصبح أجوف، فارغ، صامت، لا صدىً فيه  لدقهٍ ولا حياه،  ولا  يتوقع احد منهم  ابداً مبتداهم ومنتاههم وما  تسير إليه امورهم.

فقد علموا أن لين القلب هو ما يعطبه، ولم تتحمل عقولهم  أن تثقل على قلوبهم  وتعاقبه ،  وأدركوا أن القلب الأجوف خير لهم  من القلب المعطوب.

ومع هذه القوه المزعومه وكل هذا التصميم ، يجدون روحهم تُفلت من بين أصابعهم ، لا يقوون على أن يقبضوا عليها أو يمسكوا بها ، ينظرون الى راحة كَفيهم  مُتعجبون من فعلهم  ،وينهرون أنفسهم بشده،  فكيف لهم بعد ما احتواهم الحال ان يستثنوه  برغبتهم  ..وكيف أمَاتو هذا القلب وأسْكتوه ، كيف قدروا عليه ، أو توهموا أنهم قدروا عليه  ،وكيف للعقل ان أذعن.

وكيف حَيوا وابداً لم ينظُرَو، وكيف لهم  الآن أن يسألوا؟ عَجيبُ حالهم مع  الهوى ، فلهم قلب يهوى، ولكنه لنفسٍ لا ترضى أبداً أن تهوى ، ولا تقوى أن تغفر.

فنصف قلبهم ينبض مُستعر، ونصفهم الآخر بالنيران مُكتوٍ.

ولذلك فإن القدره على التجاوز أو الغفران  يختلف حتما وكلياً عن الرغبه فى ذلك ، وليس بُدٌ أن من يمتلك قوة التخلى أن يمتلك قوة التسامح ،  فالقلوب المعطوبه لا تقوى ولا تقدر.

فليرحم الله قلباً أصابته لعنة البرود قسوة، وما زاده قساوة إلا من  شدة فرط لينه قبلا.

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز