عاجل
الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي

"بوتو".. سرقت مرتين ولا تزال مليئة بالأسرار!

"بوتو".. سرقت مرتين ولا تزال مليئة بالأسرار!
"بوتو".. سرقت مرتين ولا تزال مليئة بالأسرار!

تقرير- محمود فكري

دائما يثبت الفراعنة يومًا بعد يوم أنهم أكثر تقدمًا وحضارة من كل العصور التي تليهم حتى اليوم، فبالرغم من وجود تطور التكنولوجيا الحديثة لكن لمسات الفراعنة وتاريخهم العريق الموجود حتى الآن في المدن الأثرية التي يتم اكتشافها بشكل مستمر فاقت كل هذا التطورات، كما أن أسرار حياة الفراعنة الموجود في العديد من المدن والتلال الأثرية الضخمة ذات القيمة الأثرية العالية التي تجد فيها بصمة الفراعنة خير دليل على ذلك، وعلى رأسها «بوتو تل الفراعين» أحد أهم المدن الفرعونية القديمة، والتي كانت المكان المفضل لدى جميع الملوك والحكام والأمراء والمحاربين في عهد الفراعنة.



بوابة "روزاليوسف" رصدت مدينة "بوتو تل الفراعين" الواقعة بمدينة دسوق بمحافظة كفر الشيخ، والمعبد الأثري الموجود بها، وتاريخ وأسماء الملوك المتوجين منها لحكم مصر في القرون الأولى قبل الميلاد، والخطوات التي اتخذتها الدولة للحفاظ على الاكتشافات الأثرية الموجود بها، وجاءت كالآتي:

 

 

ففي الألف الرابع قبل الميلاد كان يوجد في مصر عاصمتان الأولى هي مدينة «بوتو تل الفراعين» عاصمة مصر الشمال، والثانية مدينة "نخن" بأسوان التي كانت عاصمة مصر الجنوب، وظل الصراع قائما بين حكام العاصمتين على ضم بعضهما للأخرى وحكم مصر بالكامل شمالا وجنوبا، حتى انتصر حكام مدينة "بوتو تل الفراعين" وأصبحت عاصمة مصر الوحيدة.

كما أن مدينة "بوتو" الواقعة حاليا على الطريق التي يربط مدينة دسوق بمدينة كفر الشيخ، كانت هي الوحيدة عاصمة مصر الشمال، ما قبل التوحيد الأكبر أو ما يعرف بالتوحيد النهائي التي تم على يد الملك مينا في الألف الرابع قبل الميلاد، ولذلك فإنها تعتبر من أهم وأقدم المدن الأثرية بوسط الدلتا بصفة خاصة، وجمهورية مصر العربية بصفة عامة، لأنها تحتوي على أفخر أنواع الآثار الفرعونية في العصور ما قبل الميلاد إلى الآن.

وتتميز "بوتو تل الفراعين" في عصورها القديمة أنها مدينة أثرية متكاملة العناصر والأركان الفرعونية، بالإضافة إلى أنها كانت مقرًا للملوك والمحاربين والعظماء من الفراعنة، وكانت أيضا هي المدينة الفرعونية الوحيدة التي كان يتوج منها الملوك لحكم البلاد.

 

 

وبالفعل تم تتويج عدد من الملوك الذين حكموا مصر من "بوتو" وعلى رأسهم الملك حتشبسوت، والملك تحتمس الثاني، والملك رمسيس، والملك سيتي، وغيرهم من الحكام، فكان جميع الملوك ينتسبون إلى مدينة "بوتو" لارتباطهم بالإله حورس، لأنه يرجع لأسطورة "‏إيزيس أوزوريس" التي تدل على الخليقة، وبداية الصراع بين الخير والشر وتولي السلطة والحكم، وغيرها من حياة وعقائد الفراعنة.

بدأ استكشاف مدينة "بوتو تل الفراعين" منذ الثمانينيات في القرن الماضي، ويسبق ذلك محاولات من عالم الآثار الكبير، «بتري» في عام 1886، وبعدها أكمل مساعد هذا العالم ويدعى «كيري» الاكتشافات في عام 1904، ثم بعد ذلك توالت عملية الاستكشافات لمدينة «بوتو» على يد جمعية الاستكشافات البريطانية، ومن هنا اتجهت الأنظار والأضواء إلى عاصمة «بوتو تل الفراعين» المقابلة لمدينة «نخن» بأسوان التي كانت عاصمة مصر الجنوب.

وتحتوي «بوتو» على ثلاثة تلال أو مرتفعات أثرية وهي: المرتفع الشمالي، والمرتفع الجنوبي الموجود به منطقة المخزن، والمنطقة المقدسة وهي منطقة المعبد، بالإضافة أيضا إلى وجود منطقة مقابر الفراعنة، وتنقسم إلى قسمين الأول مقابر النبلاء وهم الملوك وعلية القوم، والتي تم اكتشافها على يد البعثة الألمانية، والثاني مقابر البسطاء من أصحاب الحرف المختلفة وغيرهم من عامة الشعب، والتي تم اكتشافها هي الأخرى على يد البعثة المشتركة بين المجلس الأعلى للآثار، وجامعة طنطا.

وقال المهندس حسام غنيم، مدير منطقة بوتو، أن «بوتو» يوجد بها متحف أثري يعود لعصر الدولة الوسطى وهي التي بين الدولة القديمة والدولة الحديثة، ويوجد بهذا المعبد تماثيل الملوك، والمعبودات التي كان يعبدها الفراعنة، بالإضافة إلى أنه يحتوي على وجود الإعلانات واللوحات التي توضح أسماء ملوك وحكام مصر، فضلا على جميع مشروعات الدولة المصرية في تلك العصور، ناهيك عن أن «بوتو تل الفراعين» كانت مدينة مقدسة يتوافد إليها الحجاج من كافة أنحاء مصر خصوصا في الأعياد والمناسبات الخاصة بهم لوجود المعبد بها، لأنه يضم تمثال المعبودات وعلى رأسهم الإله حورس، لدرجة أن إحدى مراكب الشمس التي كانت موجودة بجوار الأهرامات كانت مخصصة لزيارة «بوتو» في موسم الحج.

 

 

وأضاف مدير المنطقة في تصريحات خاصة لـ"بوابة روزاليوسف" أن من أهم القطع الأثرية التي تم اكتشافها بمدينة «بوتو» لوحة من الجرانيت الأسود تعود لعصر الملك تحتمس الثالث والتي يظهر عليها راكع يسكب الماء المقدس ويقدم القرابين إلى الإلهة «سخمت» إلهة المكان، بالإضافة إلى تمثال للإله حورس الصقر، وتمثال للملك رمسيس الثاني، فضلا على تمثال للملك نايف عاورد نفرتيس الأول، كما تم أيضا اكتشاف العديد من اللوحات الأخرى الموجود عليها كتابة فرعونية تؤكد وجود العديد من المعابد بمدينة "بوتو" لكن لم يتم اكتشاف هذه المعابد حتى الآن.

وأوضح مدير المنطقة، أن "بوتو" الأثرية تبلغ مساحتها الإجمالية حوالي 176 فدانا، حيث قامت وزارة الآثار بإنشاء سور حول هذه المدينة بالكامل بتكلفة 12 مليون جنيه، وذلك من أجل الحفاظ على الآثار الموجودة بداخلها، بعدما تعرضت آثار مدينة «بوتو» إلى السرقة مرتين، الأولى كانت في عام 2000، والثانية كانت في عام 2011 في ثورة الخامس والعشرين من يناير، نظرًا للانفلات الأمني التي كان موجودا في هذا الوقت.

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز