عاجل
الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي

خليل الذوادي يكتب: وحيد الخان.. وحلم دار أوبرا بحرينية

خليل الذوادي يكتب: وحيد الخان.. وحلم دار أوبرا بحرينية
خليل الذوادي يكتب: وحيد الخان.. وحلم دار أوبرا بحرينية

الغناء أحد مكونات الثقافة لدى الشعوب، وشعب يملك الرصيد الثقافي المتنوع، إنما كون وطنه خبر الفنون والآداب بكل تلاوينها وموروثاتها الحضارية، فمملكة البحرين ولله الحمد صاحبة الحضارة الضاربة في عمق التاريخ تجسدت فيها الفنون والآداب بكل تلاوين عصورها المختلفة؛ فقد أوضحت لنا أختام ديلمون المميزة، أدوات الفن والطرب، ووحدها الأختام بكل ما فيها من فن وحرفنة علامة بارزة لإبداع الديلمونيين الذين سكنوا هذه الأرض، وكانت بينهم وبين حضارة جيرانهم الأقربين وحضارة الأبعدين صلات قائمة على المصالح المشتركة بيعًا وشراء وتواصلا حضاريًا اتسمت به تلك البلدان على مدى حقبها الزمنية.



ولكي لا نذهب بعيدًا فقد عُرفت البحرين بفنونها الغنائية في العصر الحديث في الأربعينيات، وبرزت أسماء عندما نذكرهم تتجسد في شخصيتهم إبداعات غنائية تميزوا بها كرواد؛ محمد بن فارس، وضاحي بن وليد ثم تلا ذلك مبدعون عنبر طرار ومحمد زويد، ومحمد علاية، ويوسف فوني وعبد الله بو شيخة، وأحمد خالد هجرس وعلي خالد هجرس.

إلى أن وصلنا في بداية 1967 عندما توجه الفنان أحمد يوسف الجميري والفنان محمد أحمد جمال للدراسة في معهد الموسيقى العربية بالقاهرة، فكان من جيلهما إبراهيم حبيب، ومحمد علي عبد الله ومحمد حسن خلف وجعفر حبيب وأرحمة الذوادي وعبد الصمد أمين ومحمد السندي ويعقوب بو مطيع ومحمد الذوادي الذين سجلوا أغانيهم في استوديوهات القاهرة ومع بداية السبعينيات عندما كان قسم المسرح يتبع وزارة العمل والشؤون الاجتماعية، وكان سعادة السيد جواد سالم العريض وزيرًا اتبعث الفنان مبارك عبد الله النجم إلى القاهرة للدراسة في المعهد العالي للموسيقى الكونسرفاتوار وكان أول الدارسين في هذا المعهد، ثم تحولت منح دراسة الموسيقى إلى وزارة الإعلام عام 1974م أيام الراحل طيب الله ثراه طارق عبد الرحمن المؤيد وزير الإعلام الأسبق، ومعالي الشيخ عيسى بن راشد آل خليفة أيام كان وكيلًا لوزارة الإعلام حفظه الله ورعاه. ثم التحق الطلبة لدراسة الموسيقى بالقاهرة فانضم الفنان وحيد الخان والفنان جمال السيد والفنان محمد باقري، والفنان عصام عيسى الجودر إلى المعهد العالي للموسيقى الكونسرفاتوار، بينما انضمت الفنانة هدى عبد الله والفنان خليفة زيمان إلى معهد الموسيقى العربية.

ومنهم من جمع الموسيقى والغناء ومنهم من تخصص في الموسيقى البحتة، وكل هؤلاء أسهموا في تطوير الأغنية والموسيقى البحرينية معتمدين على ثقافتهم الموسيقية الأكاديمية أو الثقافة والمواهب الذاتية.. وشهدت الجمعيات الفنية والأندية الأهلية مواهب غنائية وملحنين وعازفين أمثال أحمد ياسين، ويوسف مشائي ويوسف هادي وعيسى جاسم وأحمد الفردان، ثم توالت بعدهم أجيال من الفنانين المبدعين؛ خالد الشيخ، ومحمد يوسف الجميري، ومحمد عبد الرحيم، وجمال السيب وإبراهيم راشد الدوسري وإبراهيم بحر وسلمان زيمان وأحمد الحداد وكوكبة من المبدعين من كتاب الأغاني والملحنين والعازفين .وفي يوم السبت 10 نوفمبر 2018م كان المسرح الكبير بدار الأوبرا المصرية على موعد مع أحد مبدعي مملكة البحرين المشهود لهم بالتميز وهو الموسيقار وحيد أحمد الخان ضمن مهرجان ومؤتمر الموسيقى العربية في دورته السابعة والعشرين الذي أُقيم خلال الفترة من 1 إلى 12 نوفمبر 2018م بدار الأوبرا المصرية بالقاهرة والفنان وحيد الخان من مواليد مدينة المحرق في 28 مارس 1958م والحاصل على بكالوريوس في العزف على آلة الأوبو من المعهد العالي للموسيقى الكونسرفاتوار، كما حصل على دبلوم ماجستير في علوم موسيقى الشعوب من الكونسرفاتوار، وأسس في البحرين المعهد الكلاسيكي للموسيقى عام 1986م، كما أسس عدة شركات متخصصة في مجالات الصوت والضوء والفعاليات الثقافية والسياحية.

إن حضور الفنان الموسيقار وحيد الخان ومشاركته في مهرجان ومؤتمر الموسيقى العربية السابع والعشرين بإبداعاته المتميزة إنما يؤكد قدرة الفنان البحريني على التواصل مع المبدعين العرب في كل المحافل وإبراز مكانة مملكة البحرين الإبداعية؛ فقد عبر الفنان وحيد الخان عن ذلك قائلًا: "إن المشاركة في مهرجان الموسيقى العربية بالقاهرة وعلى مسرح دار الأوبرا المصرية له مذاق مختلف فهو يضم كل الفنانين العرب، والجميل في الأمر أنه يحوي صنوفًا شتى من الموسيقى؛ فأنا أُقدم أعمالًا أوركسترالية مع الأوركسترا السيمفوني، وآخر يقدم الطرب الأصيل، وهو ما يخلق تنوعًا رائعًا، وذلك يدفع الفنان إلى تقديم أفضل ما لديه، لأنه يقف أمام جمهور لا يقبل سوى الأفضل، علاوة على ذلك فإن مصر قريبة إلى قلبي.

وفي عام 1991م حصل على جائزة البحرين للبحوث العلمية في المجال الاجتماعي عن دراسته المتميزة "أغاني الغوص في البحرين" وهي دراسة تحليلية لبعض النماذج وقد نشرها مركز التراث الشعبي لدول الخليج العربية. ووحيد الخان في دار الأوبرا المصرية قدم بعض مؤلفاته الموسيقية وقاد فرقة أوركسترا القاهرة السيمفوني بمصر وكانت تحت عناوين "انهض"، "الدانة"، "العودة"، "محبوبتي"، "مدينة المحرق"، "قومي ارقصي لي" (البوشيه)، وأغنية "يا من هواه" و"الوفاء" وقد أبدع الموسيقار وحيد الخان في تلك الأمسية التي امتلأ فيها المسرح الكبير بدار الأوبرا وبحضور عدد من المهتمين المصريين والعرب وأبناء البحرين الذين حضروا خصيصًا لمهرجان الموسيقى العربية وليلة الموسيقار وحيد الخان، وكان التفاعل مُدعاة فخر واعتزاز لنا نحن أبناء مملكة البحرين الذين نتطلع إلى مشاركة وإسهام مبدعينا في مثل هذه المحافل العربية والدولية. ودار الأوبرا المصرية سبق لها أن احتضنت مبدعين بحرينيين سواء في مجال البحوث والدراسات والتحكيم أمثال الفنان محمد أحمد جمال والفنان أحمد يوسف الجميري والفنانة نجمة عبد الله التي غنت كلثوميات بدار الأوبرا بالإضافة للأداء الجماعي للفنون الشعبية البحرينية، كما أنه منذ عامين تم تكريم اللواء الموسيقار الدكتور مبارك عبد الله النجم في دار الأوبرا المصرية ضمن تكريم 16 شخصية عربية أثرت الموسيقى في وطننا العربي.

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز