عاجل
الجمعة 20 سبتمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
We
البنك الاهلي

نجاة المرابي تكتب : المغرب...أرض الأمان والاطمئنان

نجاة المرابي تكتب : المغرب...أرض الأمان والاطمئنان
نجاة المرابي تكتب : المغرب...أرض الأمان والاطمئنان

موضوعي اليوم لن يكتبه قلمي ولن تسطّر حروفه يدي، بل سيتحدث عبره قلبي وستتكلم فيه أحاسيسي كمغربية تتنفس حب وطنها وتستلهم من ترابه الزكي وتاريخه المجيد أجمل الأشياء الممكن تصوُّرها في هذه الحياة.



وعندما نتحدث عن المغرب فإننا نتحدث عن وطن محظوظ وهبه الله قائدا يعتبر العمل الذؤوب دربه وخدمة شعبه على مدار ساعات اليوم اهتمامه الأول. 

وتكفي نظرة عابرة إلى سجل تاريخ العقدين الماضيين لنستشف جميعا أين وصلت المملكة المغربية في درب النماء والتقدم بفضل طموح وعدل جلالة الملك محمد السادس نصره.

وكأن الملك الرّاحل الحسن الثاني كان يتوقع  التغييرات الإيجابية التي كانت تنتظر المغرب على يد خلفه الصالح جلالة الملك محمد السادس حيث كان يقول دائما “الرجل أسلوب”، وعن ولي عهده (الملك محمد السادس فيما بعد) فقد كان رحمه الله يقول: “أنا أنا.. وهو هو”.

وقد حرص محمد السادس بُـعيد تولِّـيه العرش على تِـرديد هذه العبارة بطريقة عملية بعيدا عن النغبير الشفوي حيث انطلق ومنذ الأسابيع الأولى على توليه عرش أسلافه الميامين في رحلة موفقة نحو آفاق التقدم فوق دعامة قوية من التغييرات التي لم تترك مجالا إلا ونحت به نحو شعار واحد هو "الديموقراطية الحداثية" التي تأكّـدت ملامحها الرائعة بطريقة سلسة.

وقد عرف المغرب تحت قيادة الملك جلالة محمد السادس تطوراً ملموساً مكنه من الحصول على عدد لا يحصى من المكتسبات على جميع الأصعدة مما جعله يحتل مكانة مرموقة بين الدول الشقيقة والصديقة وحتى بين الدول الأجنبية.

وبفضل نسائم التغيير التي بثها الملك العادل في مختلف ربوع المغرب، استطاعت البلاد أن تشق الطريق باستمرار وبخطوات قوية في درب الإصلاحات السياسية والاقتصادية والاجتماعية جعلت من المغرب استثناءً فريداً على مستوى شمال إفريقيا، وخاصة بعد الأحداث الدامية التي أودت بقيادات عدة بلدان عربية وهددت كيانها ووحدتها وسيادتها على أراضيها.

وهكذا جسّدت ريادة جلالة الملك محمد السادس نموذجاً مشرقا للدول الراغبة في التطور  كما شكلت دعامة مكنت المغرب من تحقيق منجزات ملموسة في مختلف الميادين السياسية والاقتصادية والاجتماعية وذلك بعد أن وضع جلالة الملك برنامجاً شاملا ودقيقا كان هدفه الأكبر هو التحديث السياسي والعصرنة المؤسساتية والتشريعية وضمان كرامة وحقوق المواطن المغربي في كل مناطق البلاد وضحد فكرة وجود مناطق معزولة ومناطق متقدمة لأن جلالة الملك محمد السادس جعل الوصول ببلاده وبشعبه إلى مصاف الدول الديمقراطية والمتقدمة هدفا واضحا وتحديا كبيرا.

وفعلا لم يتأخر المغرب في جنْي ثمار حكمة عاهله سائرا بكل ثقة وبخطوات ثابتة نحو تحقيق مستقبل زاهر ومتقدم.

وفي خضم العمل المتواصل لملك البلاد من أجل تثبيت دعائم دولة الحق والقانون كان هناك رابط وجداني قوي بين الراعي والرعية وبين الملك وشعبه سببا في غبطة عدة شعوب للشعب المغربي. ولم تزد الأيام هذا الرابط القوي إلا متانة وقوة جعلت كل الشعوب تقف وقفة إعجاب أمام مشاهد تتكرر كلما مر موكب الملك بين صفوف شعبه المتدافعة للحظوة بلمس اليد المباركة لعاهل التحديات. وكانت دموع التأثر تسيل كلما تابع الجميع مشاهد تحرك الملك بعيدا عن طقوس البروتوكول متوجها نحو شعبه تحت المطر وتحت قيض الشمس ليصافح بيديه الكريمتين أكبر عدد من أبناء وبنات شعبه.

وكان الانفتاح والحريات السياسية والاجتماعية في عهد العاهل الكريم حافزا رئيسيا للاستثمار الأجنبي، حيث خيّمت أجواء الثقة في نفوس المستثمرين بفضل حالة الأمن والاستقرار التي جعلتها الحكمة المحمدية نعمة يرفل فيها الشعب المغربي محسودا من طرف شعوب كثيرة افتقدت هذه النعمة وحُرمت من الشعور بالاطمئنان على نفسها وعلى فلذات كبدها داخل وطنها.

ولاستقطاب هذه الاستثمارات، التي تركّـزت في الميدان العقاري والسياحي والخدماتي، والحصول على صِـفة شريك متميز مع الاتحاد الأوروبي، ذهب الملك محمد السادس بعيدا في تهئية البنية التحتية للاستثمار  من خلال فتح المجال الجوي لحركة الطيران المناسب لكل الميزانيات وتطوير المطارات مع زيادة ملموسة في الطّرق السيارة. وبارك الشعب المغربي هذه الخطوات التي غيرت العقليات وجعلت المواطن المغربي أكثر تفاؤلا وشعورا بالاعتزاز بالانتماء للمغرب.

وعلى الصعيد السياسي فقد شهدت المملكة المغربية في عهد محمد السادس إصلاحات هيكلية عميقة مسّت بنيات النظام وهياكله السياسية، وتبلورت في علاقة مغايرة بين الملك وشعبه، قوامها القرب من الناس والإصغاء إلى مشاكلهم ونبضهم وملامسة مشاكلهم اليومية ومشاركتهم همومهم واهتماماتهم بتواضع لم يسبق له مثيل.

ولم يترك جلالة الملك ميدان الفلاحة الذي ظل على مر الزمن مفخرة للمغرب والمغاربة، بل أطلق جلالته مخطط المغرب الأخضر محفزا كبار وصغار الفلاحين على العمل الذؤوب لتحويل المغرب إلى جنة خضراء تعيش فصل الربيع طيلة أشهُر السنة. وفعلا نجح المغرب في تحقيق نتائج إيجابية بتنفيذ استراتيجيات قطاعية لتنمية الفلاحة والصناعة والصيد البحري والصناعة التقليدية والسياحة والطاقات المتجددة.

وأما على الصعيد الاجتماعي، فإن "المبادرة الوطنية للتنمية البشرية" التي أطلقها الملك في منتصف العقد الماضي ظلت بمثابة النموذج الحي للشراكة الثلاثية الناجعة بين الحكومة والقطاع الخاص والمجتمع المدني. وهي المبادرة التي أدمجها الملك في صميم السياسات الحكومية، فتحولت بذلك إلى مدرسة للتكوين والتنافس بين مختلف جهات المملكة على التدبير الأمثل والمعالجة الميدانية لمختلف عراقل النمو والتطور.

وقبل اختتام مقالي، فإني أشعر برغبة كبيرة وعميقة في رفع هامتي اعتزازا بتشبثي بأهذاب العرش العلوي المجيد واعتزازا بملكنا المفدّى الذي أشرقت شموس سياسته بعودة بلادنا لرحاب العائلة الإفريقية الكبرى حيث استقبلت كل دول قارتنا الطيبة عودة المغرب إلى بيته الإفريقي لفرحة لا توصف بفضل المكانة الرائدة التي يتمتع بها عاهلنا المنصور بالله بين القادة الأفارقة الذين يعتبرون كل سياساته السديدة نماذج مشرقة للنجاح وبعد النظر.

وفي كل السياسات الناجعة لجلالة الملك ظل التدبير الحكيم للقضية الوطنية الأولى وهي سيادة المغرب على أراضيه الجنوبية مثالا للسداد الملكي وبعد النظر خاصة وأن سجلات التاريخ ومنذ عدة قرون تشهد بمبايعة أبناء هذه الأقاليم المغربية للملوك العلويين وتشهد على مغربية كل شبر من تلك المناطق المغربية بشهادة التاريخ.

فهنيئا للمغرب بملكه وهنيئا لنا بنعمة قيادته الرشيدة لنا تحت شعارنا الخالد:"الله الوطن الملك"

دبلوماسية بجامعة الدول العربية

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز