عاجل
الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي

د.هالة سليط: ربط التعليم بتطورات سوق العمل الحل الأول لتطوير التعليم الفني بمصر

د.هالة سليط: ربط التعليم بتطورات سوق العمل الحل الأول لتطوير التعليم الفني بمصر
د.هالة سليط: ربط التعليم بتطورات سوق العمل الحل الأول لتطوير التعليم الفني بمصر

حوار - محمد خضير

العمل على تغيير ثقافة المجتمع لمواجهة تحديات التعليم الفني والارتقاء من شأنه



إحياء منظومة التعليم الحرفي التي تعتمد على التدريب المباشر في ورش العمل المتخصصة

 

تعد الدكتورة هالة سليط رئيسة الأكاديمية العربية البريطانية للتعليم الفنى والتدريب والتنمية البشرية بلندن، هي رائدة مبادرة "التعليم الفنى أمن قومى لمصر" ،وهي إحدي القيادات النسائية المصرية بالنادي النسائي المصري البريطاني والرئيس الشرفي لمؤسسة مصر للتعليم والتنمية، ولها باع كبير وخبرة فى مجال تطوي رالتعليم الفنى فى مصر ،ولها عدة كتابات للمدارس والكليات ،وأقامت العديد من المشاريع التي تم تمويلها بالإضافة إلي عدة دورات تدريبية ،ولها باع طويل فى هذا الشأن.

"بوابة روز اليوسف" تواصلت معها عبر وسائل التواصل الاجتماعى وناقشتها حول اهمية تطوير التعليم الفنى والمهنى وما يمثلة من حاجة ملحة تساهم فى تطوير منظومة التعليم ككل وتنعكس على مكتسبات سوق العمل ورفع مستوى الدخل الاقتصادى لمصر ،وتعرفت منها على سبل الوصول الى منظومة تعليمية متكاملة تحقق تنمية اقتصادية فى ظل تتيح فرص العمل والتنمية المطلوبة ،والعديد من الجوانب الهامة فى هذا الشأن ،فى الحوار التالى:

 

فى البدابة نود نعرف متى اطلقتى مبادرة التعليم الفنى امن قومي؟

- المبادرة اطلقت فى مايو 2015، حيث ظهرت العديد من المشكلات فى المجتمع المصري خاصة بعد ثورة 2011 ، وادركت ان هذه المشاكل سببها الجهل الذى اصاب المجتمع خاصة الجهل الفكري، فالتعليم ليس فى المناهج التعليمية ولا فى المدارس ولا الجامعات فقط، بل التعليم فى المجتمع وسلوكيات أفراده.

 وما الهدف الذي تريدين أن تحققية من خلال هذه المبادرة؟

- هدف المبادرة النظر للتعليم الفنى بمفهوم اشمل على انه منظومة متكاملة ذات رؤية واسلوب حياة ،وبما أن التعليم بشكل عام هو الطريق لإكتساب الخبرات و المهارات العلمية اللازمة للحياة و سوق العمل ،والتعليم الفنى  بالاخص هو الرافد الذى يمد الدولة بخريجين متخصصين  فى المجالات الفنية التى يحتاجها القطاع الصناعى و الزراعى و التجارى والسياحي، وبتطوير التعليم الفنى والتدريب المهنى وربطه باحتياجات سوق العمل والإنتاج يمكن أن يستعيد الإقتصاد المصرى قوته، ومن هذا المنطلق أطلقت العام الماضى مبادرة "التعليم الفنى أمن قومى لمصر"، خاصة ان هناك استراتيجيات موضوعة للأرتقاء بمنظومة التعليم الفنى، وهو هدف نسعى إليه جميعاً ويجب أن يلقى الدعم من كل الجهات والمؤسسات الرسمية ومنظمات المجتمع المدنى والقطاعات ، حتى أن قيادات التعليم الفني ليسوا من خريجي الدبلومات، ولذلك فأن الأزمة تتطلب حلا مجتمعيا قبل وضع الخطط والإستراتيجيات لتطوير هذا القطاع.

وما هي هذه الاستراتيجيات التي يجب أن يدعمها الجميع لتطوير منظومة التعليم الفني بمصر؟

- الإستراتيجية المقترحة للتعليم الفنى والمهنى هى الإستفادة من التجارب الناجحة فى مصر والدول الأوروبية و التعلم منها ،وخاصة "بريطانيا " ،بالاضافة الى إنشاء "مجلس تعاون " بين رجال الأعمال و المتخصصين فى التقييم الفنى للمشاركة فى تطوير المناهج ، وطرق التدريس، وربطها سوق العمل ،وخاصة أن سبب المشكلة التى يعانى منها التعليم هو أن أزمة الفكر ليست قاصرة على المدرسة والجامعة فقط بل المجتمع ككل.

 

 

كيف ترى مفهوم التعليم الفني ومقتضيات تطويره بما يصب في دفع عجلة الاقتصاد المصري؟

- أرى أن توسيع مفهوم التعليم الفنى بحيث لا يشمل فقط على التعليم المهنى الزراعى والتجارى والصناعى ليشمل تخصصات أخرى تلبيه لإحتياجات الإقتصاد المصرى من العماله فى قطاعات حيوية مثل السياحة و الفندقة، خاصة أن التعليم الفني هو قاطرة التنمية، ولكن هذا القطاع يواجه تحديات ضخمة جدا تحول دون الارتقاء به، مع ضرورة تطبيق التجربة المصرية لا الأوروبية ولا اليابانية، لأنه لا يمكن تغيير سلوك تعليمى دون تغيير السلوك المجتمعى متكامل.

ما هي هذه التحديدات أو المشكلات التي تواجة التعليم الفني في مصر من وجهة نظرك وواقع خبرتك؟

- أرى من وجهه نظرى أن أكبر أزمة يواجهها التعليم الفني تتمثل في النظرة الدونية لخريجي الدبلومات الفنية، وبالتالى فإن أولياء الأمور يرفضون إلحاق أبنائهم بمدارس الدبلومات الفنية ،وخاصة أن التعليم المصري يعاني عشوائية في معالجة المشكلات التي يواجهها  ،وللاسف توقفنا ودول العالم تجري في طريق التقدم، ونحن أغلقنا الدائرة على أنفسنا ولم نحتك بثقافات أخرى، ففي الخمسينيات والستينيات كان سبب ريادة الفن المصري هو أننا احتضنا الدول الأخرى، وكان لدينا ثقافة الاحتواء، ولكن حاليًا أغلقنا الدائرة على أنفسنا منذ أوائل السبعينات مع الانفتاح الاقتصادي بعد الحرب وبدأ انهيار التعليم مع تلك المرحلة، ووصلنا إلى حالة من العشوائية في التفكير والتنفيذ أدت إلى مزيد من الانهيار".

ما هو الحل من وجهة نظرك للخروج من أزمات التعليم الفني بشكل سريع ومؤثر؟

يجب على وجة السرعة أن يتم ربط التعليم بتطورات سوق العمل وإحياء مبادرات التعاون فى مجال التعليم الفنى والمهنى من خلال إقامه المدارس والمعاهد المشتركة باليات  تعمل على تغيير ثقافة المجتمع لمواجهه تحديات التعليم الفنى فى مصر والإرتقاء من شأنه ،حتى يستطيع التعليم الفنى أن يساهم فى البيئة الإقتصادية فى مصر وتحسين قدرتنا التنافسية ،وخلق و إحياء منظومة التعليم الحرفى التى تعتمد على التدريب المباشر فى ورش العمل المتخصصة.

كيف يمكن للتعليم الفنى أن يسهم فى بناء اقتصاد البلد؟

 أى دولة تريد ان تنهض تبدأ بالاهتمام بالتعليم ولا تجدين دولة مستواها الاقتصادي والمعيشي مرتفع دون ان تجدين نهوضا فى مستواها التعليمي، فالانسان عماد اى تقدم واى منظومة اقتصادية، لا نستطيع ان ننهض دون النهوض بالعنصر الفعال وهو الانسان، فمطلوب استراتيجية موحدة من الدولة المصرية تشترك فيها جميع قطاعات الدولة تهدف الى إعادة تأهيل وبناء الانسان المصري، والنظر للتعليم على انه وسيلة لبناء مواطن ناجح، وليس غاية فى الحصول على شهادة جامعية لتحقيق الوجاهة الاجتماعية.

ماذا عن دور الجمعية العربية البريطانية للتعليم الفني والتدريب والتنمية البشرية التي ترأسينها بلندن؟

إن الجمعية المصرية البريطانية للتعليم بالمملكة المتحدة، سبق وان عقدت مؤتمرها الدولي الثاني تحت عنوان "التعليم الفني بين الواقع والمأمول" نوفمبر 2017 تحت رعاية وزارة التجارة والصناعة، ووزارة التضامن الاجتماعي، وصندوق تطوير التعليم التابع لمجلس الوزراء ،شارك فية خبراء مصريين وعدد من الخبراء الدوليين في مجال التعليم ،حيث القى المؤتمر الضوء على أهمية التعليم الفني كقاطرة للمستقبل؛ بهدف وضع مقترحات لتطويره بما يتفق مع متطلبات سوق العمل ،وناقش التحديات التي تواجه التعليم الفني، ويتناول التجارب الدولية في مجال التعليم الفني، ودور رجال الأعمال في النهوض بهذا النوع من التعليم انطلاقا من أهمية مشاركة الجميع فى النهوض بالتعليم في مصر بصفة عامة والتعليم الفني بصفة خاصة، ودور مؤسسات المجتمع المدني فى مساعدة الحكومة المصرية لتنفيذ رؤية 2030.

ماذا عن دور الجمعية بشكل عام وأهميتها فى الحياة التعليمية بمصر والخارج؟

الجمعية تهدف الى تقديم خدمات لرفع كفاءة المدرسين المصريين ومساعدة مصر في ‏مجال التعليم ،وهناك مدرسين جاءوا من مصر ويخضعون حاليا لدورة تدريبية في جامعة ''ليستر'' ‏لمدة ثلاثة أشهر في اطار مشروع ''الدورات التدريبية لرفع كفاءة المدرسين المصريين''، ‏ويحظون بدعم الجمعية وبرعاية المركز الثقافي المصري.

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز