من الوراثة للدراسة... الصيد علم مهجور تحول إلى حرفة يتوارثها الأحفاد

تقرير - سماح زيدان

محاطًا بالمراكب الخاصة به، وبإخوته وأبناء عمومته، من كل اتجاه، وعدد كبير من شباب العائلة ملتفين حوله، أغلبهم لم يكملوا تعليمهم الابتدائي، وانتهى بهم المصير للعمل بحرفة ورثوها أبا عن جد، كصيادين صغار، دون أدنى معرفة أو دراسة حول ما يعملون به، يجلس الحاج محمد جابر، متحدثًا عن المشاكل التي تواجههم في حرفة الصيد قائلًا: "أنا مروحتش مدارس ولا غيره، طلعت لقيت جدي صياد وأبويا صياد، اشتغلت زيهم ، وكلنا كده وأخدينها عافية، من غير علم ولا غيره، لكن العلم نور، يا ريت الصيد يتدرس، عشان نتقدم ونبقى زي الدول الأوروبية."، هكذا قال الحاج محمد جابر، أحد صيادي مدينة برج رشيد، التابعة لمحافظة البحيرة، معبرًا عن أمنيته لتفعيل دراسة الصيد، ضمن أقسام المدارس الزراعية، حتى يخرج جيل، يتعامل مع الصيد بشكل علمي، قائلًا: "العلم نور، محدش يكره العلم، أنا بدأت اصطاد بالسنارة وبقالي ٦٠ سنة شغال في حرفة الصيد، وارثها أبا عن جد".

ويكمل: نفسنا في نورس على البوغاز في فرع رشيد لأن بندخل بالمراكب وفي الناحيتين رصيف وفي الظلام ممكن تحدث كارثة.

والتقط منه أطراف، الحديث الحاج طه السيد قائلًا: "أنا رحت إسكندرية وأنا عندي ١٦ سنة، وبقالي أكتر من ٥٠ سنة شغال في الصيد، وأولادي وأحفادي معايا حاليًا.. بدأت عملي في الصيد بشكل بدائي و بالطراحة والغزل القطن لحد ما بقينا نستخدم الغزل النايلون.."

ويستكمل الحديث:" زمان كنا بتشتغل والخير كتير، وكنا مبسوطين ونغني أغاني للصيادين ونعلمها لأولادنا، لكن دلوقت مع قلة الوعي، الناس بتصطاد سمك الزريعة من عند البوغاز صيد جائر، وبيقضوا على الخير، ودلوقت المراكب بتطلع متلاقيش سمك كتير وتستهلك جاز وهو غالي علينا. بقينا نضطر نربط المراكب على الشط عشان بتصرف علينا كتير بدون مكسب".