عاجل
الخميس 18 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي

في حوار نادر للإذاعة: إحسان يكشف تفاصيل نشأته وحياته المهنية

في حوار نادر للإذاعة: إحسان يكشف تفاصيل نشأته وحياته المهنية
في حوار نادر للإذاعة: إحسان يكشف تفاصيل نشأته وحياته المهنية

كتب - عبد الحليم حفينة

في برنامج "فنجان شاي"، الذي قدمته الإذاعية المصرية، سامية صادق، في ستينيات القرن الماضي، كشف الروائي الكبير إحسان عبد القدوس، تفاصيل تكوينه أثناء الطفولة، ويوضح الظروف التي أسهمت في بناء وتراكم ثقافته، ويغوص الحوار في ثنايا عمله الصحفي والروائي، يوضح فيها لجمهوره تفاصيل صناعة العمل الأدبي، وكيف يصنع شخصيات أعماله بين يديه، بجانب استحداثه أسلوب الخواطر في الكتابة.. "بوابة روزاليوسف"، تقدم الحوار الإذاعي في صورة مقروءة، وإلى نص الحوار:



سامية: النهارده حول "فنجان شاي" هنتكلم في موضوعات كتيرة علشان المجالات الكتير اللي سيادتك بتكتب فيها، في البداية ما العوامل التي كونتك ككاتب؟

هناك عوامل تعمدتها أنا، وعوامل وجدت فيها، فقد تربيت في بيئة فنية، كلها كتاب وفنانين، إضافة إلى أن والدي كان يكتب للمسرح ويكتب الشعر، وأتذكر أن عندما تطلع للكتابة، وبعدين والدتي أنشئت مجلة "روز اليوسف"، ودا نقلني أكتر للوسط اللي ممكن يوجعني ويشجعني على الكتابة.

سامية: طيب يا أستاذ إحسان إيه المصادر الرئيسية اللي كونت ثقافتك؟

طبعا دراستي، إنتِ عارفة إني درست لغاية الحقوق، إنما يعني المجهود اللي عملته في القراءة هو دا اللي يعتقد إنه كون ثقافتي، إلى جانب دراستي في الجامعة، طبعا أنا كنت أقرأ وأنا صغير أكتب ما بقرأ دلوقتي يعني.

تقاطعه سامية، ودا بحكم إيه؟

إحسان: بحكم الوقت، كان زمان كان عندي وقت أكتر، لأن أنا من بعد ما أخذت التوجيهية، ومن أول أولى جامعة وأنا بقرأ قراءات خاصة كتيرة قوي، في الفترة دي قرأت الأدب كله، والمذاهب والمبادئ السياسية كلها، وأعتقد دا كان الأساس اللي بعد كدا بديت أبني فوقه آرائي وكتاباتي يعني.

سامية: تذكر أول قصة كتبتها؟

أول قصة كتبتها كنت صغير قوي، يمكن كان عندي ١٠ سنين أو ١١ سنة، وكانت برضه تقليدًا لوالدي، يعني كنت بشوف والدي بيقعد بالليل يكتب فكنت أقلده يعني، وكتبت قصة كاملة، وبالعكس كانت مسرحية وحاولت أمثلها أنا وأولاد الحتة، وطبعا فشلت فشل ذريع جدًا، تقاطعه ضاحكة سامية: وكانت البطلة بنت الجيران، يرد إحسان: كانت بنت عمتي.

سامية: أستاذ إحسان أسلوبك له طابع شعري، ما حاولتش أبدًا تكتب شعر؟

كتبت محاولات، وأنا في ثانوي كنت بكتب أزجال كتير قوي، وفي مرة كتبت قصيدة يمكن من ٩٠ بيت، وخدتها وروحا لوالدي، طلعلي يمكن ٨٨ بيت مكسور، وفضل بيتين هما دول اللي أنا فاهم إنهم موزونين يعني وفرحان بيهم خالص، وبعد مدة طويلة كنت قاعد مع الأستاذ مأمون الشناوي الشاعر كان بيشتغل معانا في "روزاليوسف"، وطلعهم هما كمان مكسورين.. تسأله سامية: مش فاكر منهم حاجة خالص يقول إحسان: لا الحقيقة مش فاكرهم خالص.

 

 

سامية: خلال السنوات التي عملت فيها كنت سياسي وصحفي وروائي وقصاص، إنما أحب أعرف إيه أحب الأعمال إلى قلبك شخصيًا؟

الواقع إن كل اللي بعمله بيمثل شخصيتي، أنا النهارده مقدرش أبقى أديب بس ومكتبش في السياسة، ولا أقدرش أكتب في السياسة ولا أكتبش في الأدب، يعني هما الاتنين بيكملوا بعض، وبحس إن أنا محتاج لهم هما الاتنين، طبعا أنا ابتديت حياتي العملية ككاتب سياسي، وبنيت كل مجهودي وكل مستقبلي على أساس إن أنا كاتب سياسي، وفي فرق بين السياسة والكتابة في الأدب، يعي مثلًا الأديب ممكن إن هو ينساق مع خياله ويشقلب الحقائق وفي الشخصيات زي ما هو عايز، يعني الأديب أكثر حرية من الكاتب السياسي، الكاتب السياسي يعتمد على منطقه، يعني كل كاتب سياسي له مبادئ ثابتة، وبعد كدا بيبني مجهوده على المنطق القائم على المبادئ بتاعته، إنما الكتابة في الأدب مش بس منطق، بتحتاج لانفعال، يعني وأنا بكتب تقريبًا بمثل يعني، مثلًا بوصف شخصية أو بحرك شخصية رجل عجوز، في الواقع وأنا بكتب بكون أنا نفسي الراجل العجوز ده، بشخصيته بإحساسه، يعني حتى لما آجي بكتب مثلًا عن بنت بطلة، تبص تلاقيني وأنا بكتب بحس إني بمثل دور البنت دي عايش جواها يعني، فده بيحتاج لنوع من الانفعال، والواقع انفعال الواحد لما بيحب يخلص فيه بيكون انفعال منهك جدًا، بيبقى زي التمثيل بس هو تمثيل داخلي مش تمثيل على مسرح.

سامية: متهيألي زي ما بنقول، لما بتكتب بيكون بصوت مسموع، علشان كدا بنجد صدى كبير لكتاباتك وبنعيش فيها.. حقيقي يعني؟

إحسان: الواقع هو فيه فرق، لكن أنا ما أقدرش أستغنى عن الكتابة السياسية، ولا عن الأدب، طبعا حصل فرق لأن قبل الثورة كنت بكتب الاتنين برضه، إنما كان الاهتمام موجه للكتابات السياسية أكتر من الكتابات الأدبية، يعني مكنتش معروف قوي ككاتب قصة، إنما كنت معروف قوي ككاتب سياسي، بعد الثورة ابتداءً من 54 و55 ابتدأ الناس يحسوا بالاستقرار السياسي، وأصبحت الأهداف السياسية واضحة، وأصبح في ثقة كبيرة في الزعامة الثورية بتاعتنا، فده أدّى فرصة للناس علشان يهتموا أكتر بالفنون والأدب، علشان يحسوا بيا ككاتب قصة أكتر، فبقى كاتب القصة قبل الكاتب السياسي، إنما لغاية دلوقتي أنا بكتب في السياسة والأدب يعني.

سامية: بمناسبة الكتابة في السياسة، بيذكر ليك القراء كتير من الخبطات الصحفية، طبعًا نحب نذكرها مرة أخرى ومرات، إيه هي أهم الخبطات في تقديرك؟

الحقيقة كلمة أهم دي ما بقدرش أحددها بالظبط، لأن كل عمل بينسب لوقته وبيقاس بوقته.

سامية: قضية الأسلحة الفاسدة مفيش شك إنها كانت خبطة صحفية قوية، إنما الحقيقة بعتبر كتاباتك الحالية عن الاشتراكية والتحليل السياسي البسيط العميق في نفس الوقت، كل مقالة من دول بعتبرها خبطة صحفية؟

إحسان: النهارده إحنا في حاجة إلى تبسيط الاشتراكية وتفسيرها تفسير سلس شعبي يقنع الناس ببساطة، إنما كنا زمان محتاجين للكتابة عن الأسلحة الفاسدة، ولم تكن هذه القضية أخبار بقدر ما كانت حملة سياسية، وكل ده بينسب لوقته يعني، وأنا نفسي بعتبر أهم حدث سياسي في حياتي الشخصية ككاتب، إن أنا التقيت بالجيل بتاعي، لأن أنا أول ما نشأت كنت في وسط جيل قبلي، جيل مؤمن بالأحزاب اللي كانت قائمة، واحد سعدي وواحد وفدي وواحد دستوري، وأنا حاولت نفسي أكون من هذا الجيل، وافتكرت إن الدنيا كلها كدا، وحاولت ألتحق بالوفديين والسعديين وغيرهم، ولقيت نفسي مش مقتنع بأي حد من دول، لغاية ما التقيت نتيجة اشتغالي بالحركة السياسية القائمة، بصيت لقيت جيل زيي بالظبط، حيران وتعبان ومش مؤمن باللي حواليه، وجيل كل أمله، وكل ما يسعى إليه هو الثورة، فأنا يوم ما التقيت بهذا الجيل، فيوم ما لقيت أنه لا حل للمشكلة السياسية أو مشكلتي حتى الشخصية إلا بالثورة، حولت كل كتاباتي في اتجاه جديد، وحولت المجلة اللي كنت بشتغل فيها في اتجاه جديد، يعني دي نقطة البداية في كل تاريخي ككاتب سياسي.

سامية: يعني سيادتك بتوافقني إن الخبطة السياسية مش شرط إنها تكون خبر مثير؟

يرد إحسان بمرح: أنا شخصيًا مش مخبر "صحفي" خالص، أنا مخبر وحش.

 

 

سامية: طيب إيه الخبر أو الموضوع اللي نشرته وبعدين ندمت على نشره؟

مفيش، يعني هو الواحد بينسب أخطاءه لظروفها، يعني مثلًا لما آجي أعيد نشر كتاب كتبته من 10 سنين مثلًا، بلاقي فيه أخطاء كتيرة، بلاقي مثلًا مش هو الأسلوب اللي بكتب فيه النهارده، إنما ما بحاولش أغير، لأن كل الأخطاء دي بتمثلني في مرحلة معينة، فأنا ليه أخطاء طبعًا، كل واحد له أخطاء، ليا أخطاء في الرأي، وأخطاء في الكتابة، وليا أخطاء كتيرة، إنما هذه الأخطاء هي مقومات لشخصيتي، ما أقدرش أتنازل عنها وحتى ما أقدرش أندم عليها، وطبعا ما بحاولش أكررها، إنما بقول اللي خلاني أخطئ الخطأ ده هو كذا وكذا، ودي كانت ظروف حوليّا دفعتني لخطأ، مادام طبعا مهواش خبر مقصود.

سامية: بتفضل التعليق الخبري السريع على الأحداث السياسية والاجتماعية والفنية؟

هي مش حكاية تفضيل، إنما اللي بيحصل إن أنا جيت مرة في مرحلة من المراحل القارئ العادي، وأنا أحب أقولك إن أنا في كل كتاباتي بتوجه للقارئ العادي، مبتوجهش للمتخصصين أبدًا، لأن أنا بعتبر المتخصص مش محتاجلي، بقدر ما محتاجلي القارئ العادي اللي معندوش إمكانيات علشان يقرأ كتب كبيرة أو علشان خاطر يفهم مواضيع كبيرة، فأنا جيت في وقت من الأوقات لقيت القارئ العادي نتيجة تغيّر المجتمع معندوش وقت يقرأ مقالات طويلة، أصبح الواحد يبص للمقال كده، فيلاقيها أربعة أعمدة فيقوم يقلب الصفحة، بعكس زمان أيام طه حسين والعقاد، كان الكاتب من ضمن كلمات المدح فيه يقولك دا نفسه طويل، يعني يكتب مثلًا 10 أعمدة، والقارئ يشوفهم ينبسط، دا ليه، لأن الناس كان عندها وقت، الإحساس ده خلاني أتعمد تقديم آرائي في إطار جديد مركز ومختصر، لذلك كنت أكتب الخواطر السياسية والخواطر الاقتصادية والخواطر الاجتماعية، لذلك أصبحت أسلوبا في كل الصحف والمجلات تقريبًا، ليه، لأن الناس كانت محتاجلها.

سامية: ليه مكنتش بتحط النقاط تحت الحروف في هذه الخواطر، ما بتذكرش أسماء مثلًا؟

إحسان: الواقع أنا الشخص ما يهمنيش، إفرضي حصل خطأ من شخص مثلًا أو فيه حاجة بانتقدها، الشخص نفسه ما يهمنيش، ولا أوجه له نقدي، إنما أنا يهمني الموضوع والكيان والمبدأ، هو ده اللي يهمني.

سامية: بما إنك تجولت بكتاباتك في عالم المرأة، فإيه أكتر حاجة مش بتحبها فيها، وإيه أكتر حاجة بتجذبك إليها؟

أنا ما بفرقش كتير بين المرأة والرجل، بعكس الناس ما بتتصور، يعني أنا بعتبر تكوين شخصية المرأة زي تكوين شخصية الرجل بالظبط، يعني في ناس كتير بيندهشوا، يقولك إنت منين بتعرف الست بتعمل كدا، يعني الواقع أنا زي ما بكتب عن ست زي ما بكتب عن ولد، الفرق الوحيد هو التصرف، فأنا اللي بيعجبني في المرأة زي اللي بيعجبني في الرجل، الفرق الوحيد هو تكوين شخصيتها، إللي هو إيه، الذكاء المبادئ، دي الحاجات اللي بتكون عندي شخصية المرأة وبتحببني فيها، يعني ما بحبش المرأة الغبية أو الرجل الغبي، وانبسط من الرجل الذكي والمرأة الذكية، يعني ذكاء طيب مش ذكاء خبيث، يعني ذكاء مبني على مبادئ سليمة.

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز