عاجل
الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي

"بريكزت" ترد اعتبار المرأة الحديدية

"بريكزت" ترد اعتبار المرأة الحديدية
"بريكزت" ترد اعتبار المرأة الحديدية

كتب - حماده حسين

"بريكزت" فلك تدور فيه إنجلترا، تعيش على أمل الخروج من الاتحاد الأوروبي، يبدو هذا الخروج محاولة متأخرة للبحث عن دور مؤثر يناسب تاريخها الإمبراطوري، ذلك أن الدور الحالي لا يليق بإمبراطورية كان الظن طول 1000 سنة أن شمسها لن تغرب أبدا .



الدراما التي تعيشها إنجلترا من 4، 5 سنوات على وطأة تمرير "بريكزت"، والتضحيات التي يتعين عليها أن تدفعها جراء الخروج من الاتحاد الأوروبي، هي رد اعتبار للمرأة الحديدية مارجريت تاتشر، أول سيدة تفوز بمنصب رئيس وزراء في تاريخ أوروبا.

عزلها الحزب، وهي عند قمة المجد بذريعة اعتراضها على ضعف تأثير بلادها في الاتحاد الأوروبي.

 

 

باريس

مارس 91

 

" مارجريت تاتشر" رئيسة وزراء بريطانيا تتقدم  34 رئيسا وملكا، منهم الرئيس الأمريكي "رونالد ريجان"  ونظيره السوفيتي "ميخائيل جورباتشوف"، تجمع استثنائي يحتفل بنهاية حرب التسليح المجنونة بين القطبين الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد السوفيتي ، والمشهورة بـ "الحرب الباردة " ، من هذه اللحظة وطالع سيصبح العالم أحادي القطب، ملك خالص للولايات المتحدة الأمريكية .

"مارجريت تاتشر" تدخل الحفل وهي الأكثر حضورا وبريقا بين الجميع بمن فيهم رئيسا القطبين، هي من كتبت نهاية الحرب الباردة وأحالتها إلى متحف الذكريات البشعة .

 

 

الستار الذي أسدلته "تاتشر" على "الحرب الباردة" ضمن لإنجلترا أول مقعد على يمين إمبراطور العالم، وهذه أفضل نهاية لإمبراطورية الشمس، فالمقام الجديد يحفظ لها شيئا من الكبرياء والندية، ويتجاوز التعويل على جذور تجعل من إنجلترا "الأم"، وأمريكا الابن، وتمرير انسحاق الأم أمام سطوة الابن .

الندية كانت حاضرة في أداء تاتشر مع وزير الخارجية الأمريكي بعد إعلان حرب إزاحة الأرجنتينيين من جزر الفوكلاند، يقول لها وزير الخارجية الأمريكي: تريدين خوض حرب من أجل حفنة لا تذكر من الإنجليز، وجذر تبعد آلاف الأميال عن إنجلترا، وليس لها أهمية سياسية أو اقتصادية؟ ، وتقصف هي جبهته: مثلما فعلتم أنتم حيال جذر هاواي، ثم انه حين هاجمت اليابان قاعدة "بيرل هاربر"، في  1941، هل طلبت أمريكا بإذلال إذنا من توجو أو مفاوضات مع اليابان للرد، هل أدارت ظهرها لمواطنيها في القاعدة، هل قالت إن الجذر تبعد آلاف الأميال عن أمريكا، لا لم تفعل، وانا لن افعل ، سيدي.. إما أن نتقيد جميعا بالمبادئ، أو لا نتقيد بها إطلاقا.

تاتشر كانت عازمة من البداية على أن تنقذ إنجلترا من مصير إيطاليا واليونان .

 

 

لندن

مارس 91

 

كثيرون أولئك الذين طلبوا من تاتشر عدم السفر إلى باريس والبقاء في لندن تلك الليلة، لأن حزبها سيطيح بها صباح الغد، لكنها رفضت وسافرت وهي تقول: لن أتنحى عن الشئون الدولية الهامة، إنهم يعرفون ما أمثله، ولست في حاجة لأن اشرح لأحد، وفي الصباح أطاحوا بها بجريرة موقفها من دور بلادها في الاتحاد الأوروبي ، والذي يمنع انتعاش الاقتصاد الإنجليزي .

في آخر اجتماع لها بحكومتها، صرخت تاتشر في وزرائها واصفة أداءهم على المستويين،  السياسة الداخلية والاتحاد الأوروبي، بالجبن، قالت :

"اسمحوا لي أن أقول شيئا نيابة عن هؤلاء الذين يكافحون للارتقاء للأعلى، أنا أكره هؤلاء الكسالى الذين يأخذون ويأخذون ويأخذون ولا يقدمون أي شيء للمجتمع، أنا أرى الجبن ذاته في قتالنا داخل الاتحاد الأوروبي، لم لا تقدمون 85% من دخلكم – جزية -  للحكومة الفرنسية".

كانت مصدومة من تنازل بلادها أمام فرنسا، فماذا حين يتعلق الأمر بالغول الألماني .

الآن، يبدو تعليقها على العزل مؤلما جدا للذين فعلوها، والذين يتمنون تمرير "بريكزت"، قالت: " كانت خيانة ذات وجه مبتسم، ولعل هذا أسوأ ما حدث "، والي الآن لم يفقد السؤال عن نجاحها وهي آخر من يصلح لعالم السياسة مدهشا، كيف أنقذت بلادها من السقوط في القاع، وحفظت لها أفضل مكانة ممكنة في العالم الجديد وهي صريحة ومباشرة جدا وحادة، لا تعرف المراوغة وليس لها فى ألعاب الحواة والناس اللي بمليون وش.

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز