شيرين حمدي تكتب : قواعد العشق لا تنتهي

لقد أخطأ شمس التبريزي المتأمل الغامض في حصره لقواعد العشق، فقواعد العشق لا تنتهي.. كرحيق زهر رائحته لا تنضب حتى إن قطعت جذوره، فمن يعشق بصدق لا يكف عن العشق يهب الروح والوجدان ولا أظن أنه يوجد شيء أعظم من أن تهب روحك وأقدس من أن يذاب وجدانك في معية آخر.

في هذا المقال سأحاول أن أسرد بعض قواعد العشق لشمس التبريزي- بتصرف- فانحيازك إلى بعض القواعد التي لا سيما كانت منهجا لنا في الحياة متمثلة في الطريقة التي ترى بها الله هو انعكاس حقيقي للطريقة التي ترى بها نفسك.. فإن كانت نظرتك إلى الله نظرة حب فأنت راض عن نفسك، ولو كانت نظرة خوف فيجب أن تراعي أفعالك وأن ترضى عن نفسك.

وعن القدر فعزف شمس التبريزي كان مختلفا عما كتبت من قبل.. فإنه رأى أن الحياة ليست محددة بقدر محتوم لذلك فإن تركك كل شيء للقدر جهل مطلق، فقدرك هو قدرتك على إضفاء لحن مختلف في حياتك، وأن تبدل الدرجة التي تجيد بها العزف وشعرت وكأنه يريد تدخل الإرادة في القدر.. فهل يجوز؟!

وتوقفت طويلاً عند قاعدة الفكر والحب يتكونان من مواد مختلفة.. فصحيح أن العقل دائما يلعب دور الحاكم الناصح فيحذرك بأن تقدم الكثير من النشوة وأن تتحكم في مشاعرك بينما الحب لا يكترث لذلك الناصح المتزمت المسيطر فيدفعك بأن تقدم على هذه المجازفة فبالرغم من قوه العقل ورزانته فإن أحكامه موجعة لأن القلب يرفضها واعترف انني خالفت تفسير القاعدة تماما فكيف للحب أن ينهدم بسهولة كما تراءي لشمس فهل الكنوز تتوارى بين الأنقاض والقلب الكسير يصبح ركاما؟!

تأكد أن الحب سيغيرك كثيرا لأن لا أحد يسير وراء الحب إلا وينضج.. فمهما عصفت بك الدنيا ومررت بتجارب عميقة بحياتك سترى أنوارا في نهاية النفق، وعليك أن تسأل نفسك هل أنا مستعد لتغيير الحياة التي أحياها، هل أنا مستعد لتغيير نفسي من الداخل؟ حتى لو تبقى في حياتك يوم واحد ففي كل لحظة ومع كل نفس جديد يجب على المرء أن يتجدد، فلا تحاول أن تقاوم التغييرات التي تعترضك بل دع الحياة تعيش فيك فالزمن سيحركك من داخلك للأفضل، ولا تقلق إذا انقلبت حياتك رأسا على عقب فربما كانت مرحلة نضج ووعي وإدراك.

فلا تهتم إلى أين سيقودك طريق العشق.. فلا قيمة للحياة من دون عشق.. اتخذ الخطوة.