عاجل
السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي

خفاجي: كلمات الرئيس أكبر مصالحة في التاريخ مع البيئة

خفاجي: كلمات الرئيس أكبر مصالحة في التاريخ مع البيئة
خفاجي: كلمات الرئيس أكبر مصالحة في التاريخ مع البيئة

البحيرة- محمد البربرى

-الفقيه الدكتور محمد خفاجي: 20 عامًا بحيرة مريوط تشكو تشوه جمالها



-زيارة الرئيس لبحيرة مريوط أنجدتها من علامات الموت البيولوجي

-كلمات الرئيس عن عودة البحيرة زلزال قوض منظومة العشوائية والسلبية التي سادت فكر الدولة العميقة

-لأول مرة في تاريخ مصر تضع الرئاسة مبدأ التزام المتابعة اليومية عن أوضاع البحيرة

-الدولة العميقة والبحيرات الغريقة ودعوة الرئيس بعودة البحيرة وثيقة لتطهير في البحيرة من العدوان

-حماية البحيرات دعما لقوة الوطن ومصدرًا لرفاهية الشعب

-الحفاظ على المسطحات المائية والبحيرات جزء في منظومة التوازن البيئي

 

 

في أولى أبحاثه عن عام 2019 أعد الفقيه المستشار الدكتور محمد عبد الوهاب خفاجي، نائب رئيس مجلس الدولة دراسة في حماية البحيرات بعنوان: "التعدي على بحيرة مريوط أو تلويثها أو استخدامها فيما يتنافى مع طبيعتها، جريمة لا تسقط بالتقادم بقوة الدستور، وكلمات الرئيس عن عودة البحيرة أكبر مصالحة في تاريخ مصر مع البيئة. دراسة تحليلية في ضوء الحق في البيئة والحفاظ على الثروة السمكية وصحة الإنسان. "نشره على الصفحة الرئيسية لموقع نادى قضاة مجلس الدولة، جاءت الدراسة عقب زيارة السيد الرئيس لمدينة الإسكندرية لافتتاح عدد من المشروعات بمشروع "بشاير الخير 2" بغيط العنب.

 

أولاً: تقلص مساحة بحيرة مريوط نتيجة العدوان عليها عدة سنين :

 

يقول الدكتور محمد خفاجي، إن بحيرة مريوط من أهم البحيرات في مصر ، وأحد أهم مصادر الثروة السمكية بها، لكنها تعرضت على مدار عشرين عاماً مضت لكثير من العدوان تارة من التلوث الناجم عن الصرف الصحي والصناعي والزراعي دون معالجة ، وتارة أخرى بالردم وتجفيف بعض مساحات منها ، فتقلصت مساحتها عما كانت عليه من قبل وهو الأمر الذى أدى إلى نقصان حجمها إلى من ما  يقرب من  60 ألف فدان، حتى أصبحت  مساحتها  لا تزيد على (17) ألف فدان فقط، ومن المعلوم  أن بحيرة مريوط تتكون من عدة أحواض هي: حوض الـ 6 آلاف، وحوض الـ5 آلاف، وحوض الـ3 آلاف، وحوض الألفين، وحوض الألف، وحوض الـ 306، وحوض المتراس.

 

وأضاف الدكتور محمد خفاجي، أنه عندما أعلن الرئيس عبد الفتاح السيسي أن البحيرة ستعود مثل الأول وأحسن، تلقفه جمهور عريض من المواطنين الذين يدركون قيمة وأهمية هذا القول وطالب الرئيس – أثناء زيارته لمدينة الإسكندرية لافتتاح عدد من المشروعات بمشروع "بشاير الخير 2"، بغيط العنب بتاريخ 26/12/2018 - المسؤولين بإزالة التعديات الواقعة على بحيرة "مريوط" بصفة فورية ، وهو ما يمثل عودة الروح لجسد البحيرة الذى شارف على الموت، ومن هنا تبدو أهمية هذا البحث .

 

وأشار الدكتور خفاجي إلى أن هذا البحث يؤكد حقيقة أن الحق هو المنتصر في النهاية، وأن الباطل وإن حقق انتصارات بعض الوقت، فإنها انتصارات واهية، وليست حقيقة واقعية ويخبرنا القرآن حول هذه الحقيقة في آيات كثيرة، تبين لنا أن النصر دوماً في جانب الطرف الذي يدافع عن الحق، وأن الهزيمة في النهاية واقعة في جانب الطرف المدافع عن الباطل.

 

 ثانياً: 20 عامًا بحيرة مريوط تشكو عدوانا وظلما شوه جمالها، وعطل خيرها

 

قال الدكتور محمد خفاجي، إن المحافظة على نقاء بحيرة مريوط واستمرارها هو مصدر خير للوطن سواء كوسيلة لعدم المساس بالنظام والتوازن البيئي بالإسكندرية أو كمصدر لصيد الأسماك أو الحيلولة دون إهدار المتنفس الطبيعي للإسكندرية .

 

 وتابع الدكتور خفاجي قائلا: لقد سعد المجتمع المصري، حينما أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي، خلال فعاليات افتتاح مشروع إسكان غيط العنب بالإسكندرية " بشاير الخير2" بتاريخ 26 ديسمبر 2018: أن بحيرة كينج مريوط، ستعود كما كانت، وأفضل من ذي قبل، معتبرا أنه التزام تجاه البلد والمواطنين، وقال كلمات عظيمة نصها: "بحيرة كينج مريوط هترجع كما كانت وأحسن وهشيل كل المخالفات وهزيل كل اللي عمل حاجة وأقول ذلك لكل متجاوز.. محدش يقبل التعدي على مستقبل أولادنا ، البعض يظن أن الدولة مقصرة بسبب انقطاع المياه والصرف الصحي.. إحنا كمسئولين وكمواطنين علينا التزام تجاه بلدنا وأولادنا.. هذا الكلام موجود في إسكندرية والقاهرة وكل محافظات الدولة.. و بحيرة المنزلة عاوزة 30 مليار جنيه عشان تعود لما كانت عليه وأشار إلى أن التعديات موجودة في كل محافظة ولا يمكن السكوت عنها) وكانت كلمات الرئيس بمثابة عودة الروح إلى جسد البحيرة. إن جولة بشائر الخير بغيط العنب أحدثت أصداءً إيجابية متصاعدة حتى اليوم .

 

وأضاف  الدكتور محمد خفاجي، عشرون عاما مضت وبحيرة مريوط تشكو عدوانا وظلما ، وهى مثلنا كائن حي على وشك الاحتضار، والتاريخ شاهد على أن  بحيرة مريوط وهى مال عام، أفاء الله سبحانه وتعالى بها على الوطن لخير المواطنين بأجيالهم المتعاقبة ، لتكون مصدراً لرزق ألاف الصيادين، ومورداً للدخل القومي، وركناً من أركان جمال البيئة بالإسكندرية ، وكان يكفيها أن تسلك الدولة في ظل أنظمة الحكم السابقة بشأنها طريقاً سلبياً، أي ألا تمكن أحداً  من العدوان عليها سواء بالتعدي عليها الذى يتخذ مظهر التجفيف أو الردم أو إقامة أية منشآت في جسمها أيا كان نوعها ، فإن المتبع بحال البحيرة يجد أن التصرفات التي تمت على جسمها خلال عشرين عاما مضت، شوه جمالها ، وعطل خيرها ، ومنع رزقها، وهى كائن حي، وباتت البحيرة تشكو عدواناً وظلماً، كدر صفاءها، وأمات أحياءها، ولوث مياهها، وبدل جمالها إلي قبح لا يسر الناظرين إليها .

 

 وذكر الدكتور خفاجي أن بحيرة مريوط قد أفاء الله بها على سكان محافظة  الإسكندرية لم يصنها أو يرحمها أحد، بل ظل العدوان عليها مكثفاً سنين عددا، وفي جميع ألوانه وصنوفه ودروبه، حتى غدت البحيرة كائناً يحتضر يطلب إنقاذاً، وهى في رمقها الأخير، وتوسم المواطنون المدافعون عن نقاء البيئة، فضلاً عن الصيادين العاملين فيها، في الدولة خيراً يعصم البحيرة من الهلاك، وهى في سكرات الموت، ومن ثم فإن كلمات الرئيس عن عودتها كما كانت، يعيدها إلي سيرتها الأولى نقية بغير سوء، بعد أن أدرك كائناتها الموات، ومُنيت جنباتها بالنقصان والاضمحلال .

 

ثالثا: كلمات الرئيس السيسي عن عودة البحيرة أكبر مصالحة في تاريخ مصر مع البيئة وأنجدتها من علامات الموت البيولوجي

 

يقول الدكتور محمد خفاجي أعاد الرئيس السيسي إلى الإسكندرية جغرافيتها، لكى تسترد وبالحسم الجازم عافيتها، ويؤكد أنها ستعود لمكانها ومكانتها، وبالأسلوب الموضوعي المنهجي والمتابعة سيحافظ على تاريخها وهويتها، وكلمات الرئيس في هذا الموقف لها مصداقيتها، لأنه أعطى ما أتى من قوة ليهب لنجدتها، وبلسان الحقيقية كما سيكون القول الفصل في كلمتها، وأن للحقيقة عدة أوجه قد توافرت أركان الانطلاقة لتقوم من عثرتها .

 

ويضيف الدكتور خفاجي أما عن بحيرة مريوط التي جاءت زيارة السيد الرئيس لها لكى تلتقط أنفاسها من علامات الموت البيولوجي، وجاء الوقت لنجدتها، وقد أصبحت بعد كلمات الرئيس وتحرك المسؤولين بناء على زيارته من شأنها أن تتحول إلى إضافة لاقتصاديات الوطن، بعد أن كانت فيما مضى مستودع التلوث بكل ألوانه، وما ترتب عليه من انسحاب خصائص البحيرة منها، وتأكل رقعتها، فأدخلتها الرئاسة إلى غرفة العناية المركزة لاستكمال علاجها من مرضها العضال الذى طال، لتعود مرة أخرى لسيرتها وطبيعتها .

 

وأوضح الدكتور خفاجي، لقد ظلت واقعات التعدي على بحيرة مريوط في عيون الإسكندرية جاثمة، سجلتها ووثقتها عدسة الزمن على ما تم على جسد البحيرة من عدوان، وللعدسة مدلولها ومصداقيتها، وعندما تسجل عدسة الزمن فإن مراَتها تترجم لسطور محسوبة في ظروفها وملابساتها وكلماتها، وإذا رصدت معاول الهدم العشوائي فإن لرصدها حقيقة لها مغزاها ودلالتها وفحواها، وإذا عايشت المرأة أحداثها فإنها تعبر بصدق ما آل إليه حالها وما نال من قدراتها. إن العدوان على جسد البحيرة يستنهض عافيتها لتعود الروح مرة أخرى لهذا الكيان البيئي الذى يعيد لهذه المنطقة ومصر مالها من مخزون للثروة المائية والسمكية، ومستودع غلتها لينعم به الشعب، لذا فإن الشعب يدرك عن قرب بقيمة وأهمية ما أعلنه السيد الرئيس عن عودة البحيرة كما كانت بيضاء من غير سوء .

 

 رابعاً: كلمات الرئيس عن عودة البحيرة زلزال قوض منظومة العشوائية والسلبية التي سادت فكر الدولة العميقة ولأول مرة في تاريخ مصر، تضع الرئاسة مبدأ التزام المتابعة اليومية عن أوضاع البحيرة :

 

يقول الدكتور محمد خفاجي، إن كلمات الرئيس أسقطت دولة العشوائيات ومقاولي تحت السلم، وأحدثت زلزالا عنيفاً قوض من منظومة العشوائية والسلبية التي سادت زمنا طويلا في فكر الدولة العميقة، وسطر تاريخاً في حماية عروس البحر المتوسط من خطورة الاحتباس الحراري، وكانت كلماته عن عودة البحيرة أكبر مصالحة في تاريخ مصر مع البيئة.

 

ويضيف الدكتور خفاجي والحق أنه لأول مرة في تاريخ الرئاسة في مصر، تضع الرئاسة التزام البحث اليومي وإبلاغه للرئاسة عن الحالة المتردية لبحيرة مريوط موضع الأهمية، ومن ثم فإن الرئيس قد شرع فلسفة خطاب رئاسي جديد، حينما يصل الأمر إلى التعرض لقضايا كبرى كالحفاظ على البحيرات، ورفعها إلى هذه الدرجة من الخطورة والاهتمام على أجندة أعمال الرئيس، وهى رسالة ليست موجهة للأجهزة المختصة فحسب، وإنما أيضا للمجتمع كله، فلكل شخص الحق في بيئة صحية سليمة حمايتها واجب وطني على نحو ما تضمنته المادة 46 من الدستور، وهى تسرى على كل مواطن غيور على وطنه، وله مصلحة عامة جادة في الحفاظ البحيرة بيضاء من غير سوء .

 

خامساً: الدولة العميقة والبحيرات الغريقة ودعوة الرئيس بعودة البحيرة وثيقة لتطهير في البحيرة من العدوان :

 

يقول الدكتور محمد خفاجي والحق أيضاً أنه رغم مرور الزمن على التعدي على البحيرة، فالحق لا يموت أبداً، وكما قال سقراط " راحة الحكماء في وجود الحق، وراحة السفهاء في وجود الباطل "لذا فإنني أرى أن قوة الحق عندما تواجه أباطيل الباطل، فإن تلك القوة تتحول إلى طاقة هائلة قادرة على سحق الباطل مهما طال الزمان به وبث روح الطمأنينة والصفاء النفسي للشعب، وكما قال السيد الرئيس – بحق – "الحق حق وإن لم يتبعه أحد، والباطل باطل وإن اتبعه الجميع"، وهذه فلسفته نحو احقاق الحق ودحر الباطل، لافتًا إلى غياب المنطق والموضوعية في مصر منذ سنوات ، وهو ما ينطبق تماماً على العدوان الذى تم على جسد بحيرة مريوط خلال أعوام مضت تصارعت فيها قوى الحق والباطل ، وقد آن لحق الدولة في بحيرتها أن تعلو هامته عندما وجدت رئيساً يفسح لها القدرة على الانطلاق لصالح الوطن والشعب  .

 

ويضيف الدكتور خفاجي ولا شك أن دعوة الرئيس بعودة البحيرة لسابق عهدها يعد وثيقة يهتدى بها المصلحون الغيورون على مصالح المجتمع، وتوقظ من التفت منهم عن البحيرة، وغاب عنها، ليضع يد التعمير والتطهير في البحيرة، التي شارفت على الموت والفناء، رغم أنها من نعم الله، مما يستوجب المحافظة علها حتى لا تزول، ولأن منع العباد من الارتزاق ونشر التلوث هو كالحريق يتعين إخماده، والوقت حرج فيه.

 

ساساً: حماية البحيرات دعمًا لقوة الوطن ومصدرًا لرفاهية الشعب :

 

يقول الدكتور محمد خفاجي، إن المشرع تحقيقاً منه لسياسة التنمية الاقتصادية للاقتصاد القومي في مجال الثروة السمكية قرر إنشاء هيئة عامة اقتصادية أطلق عليها الهيئة العامة لتنمية الثروة السمكية وناط بها مهمة تنمية الثروة السمكية والقيام بمشروعات التوسع الأفقي والرأسي في هذا المجال ضمن إطار السياسة العامة والخطة العامة للدولة، وعهد إليها العمل على تنمية الثروة السمكية وتنظيم استغلال مناطق الصيد والمرابي والمزارع السمكية بالمسطحات المائية وخصها وحددها بالإشراف على استغلال المسطحات المائية، وفي سبيل إحكام سلطتها في الإشراف على تلك المناطق فقد تطلب المشرع ضرورة أخذ رأيها بالنسبة للمشروعات العامة التي تقيمها جهات أخرى في حدود اختصاصها، إذا ترتب عليها اقتطاع جزء منها أو كان من شأنها تلويث مياهها. وأن حماية البحيرات دعما لقوة الوطن ومصدرا لرفاهية الشعب.

 

 سابعاً: الحفاظ على المسطحات المائية والبحيرات بحسبانها جزءًا في منظومة التوازن البيئي :

 

يقول الدكتور محمد خفاجي، حرصا من جانب المشرع على الحفاظ على المسطحات المائية والبحيرات بحسبانها جزءًا مهمًا في منظومة التوازن البيئي، فقد ألزم الهيئة العامة لتنمية الثروة السمكية ذاتها، وهي الجهة الأصيلة التي ناط بها مهمة تنمية الثروة السمكية والإشراف على استغلال المسطحات المائية، بأن تكون جميع أعمالها وتصرفاتها تستوجب غاية واحدة هي تنمية الثروة السمكية، فإن استهدفت غاية أخرى أصبحت مخالفة لأحكام القرار الجمهوري الصادر بإنشائها، وذلك عملا بقاعدة تخصيص الأهداف التي تخضع لها الهيئات العامة .

 

ويضيف الدكتور خفاجي، أن المسلم به وفقاً لأحكام التقنين المدني أن اكتساب المال الصفة العامة منوط بتوافر أمرين أولهما: أن يكون المال – عقارا أو منقولا – مملوكا للدولة أو الأشخاص الاعتبارية العامة، وثانيهما: أن يتم تخصيص هذا المال للمنفعة العامة بإحدى الطرق المقررة قانونا، وقد جعل الدستور من الملكية العامة حرمة، وأوجب على كل مواطن وفقا للقانون حمايتها ودعمها بحسبانها سندا لقوة الوطن ومصدرا لرفاهية الشعب .

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز