عاجل
الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي

د. منال متولي تكتب: إلى متى يستمر الإهمال في الثروات الطبيعية؟

د. منال متولي تكتب: إلى متى يستمر الإهمال في الثروات الطبيعية؟
د. منال متولي تكتب: إلى متى يستمر الإهمال في الثروات الطبيعية؟

يعد التلوث البيئي خطرًا يهدد العالم، وقد أدى إلى إحداث تغيرات كبيرة في المناخ، مما تسبب في انتشار الأمراض، ومن أهم أسباب هذا التلوث الوقود وانبعاثات السيارات والمركبات المتحركة، ولذلك أصدر الاتحاد الدولي قادرًا لا يسمح لأي طائرة بالطيران في عام 2020 إلا إذا كانت تحتوي على 20% وقود حيوي للعمل على الحد من التلوث، من جانب ونقص الوقود من جانب آخر واتجه العالم لإيجاد بدائل مختلفة لإنتاج الوقود الحيوي.



 وتعد الطحالب واحدة من أكثر المصادر المستدامة والهادفة على المدى الطويل لإنتاج الكتلة الحيوية والزيوت للوقود والغذاء وغيرها وهو ما يجعلها جاذبة للاستثمار كما أنها تشمل الكثير من الفوائد المرتبطة بكيفية ومكان نموها، وتعتمد الدراسات الحالية على استخدام الطحالب من أجل امتصاص انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، ثم بعد ذلك يتم استخدامها في إنتاج الوقود الحيوي، ويمكن استخدام بقايا هذه العملية من المنتجات الحيوية كعلف للأسماك والحيوانات.

ويستهدف المقترح الحالي إنشاء مناطق بطول 200 أو 300 كيلومترا على شواطئ البحرين الأبيض والمتوسط، تستخدم في هذه العملية وتتمثل رؤية الدراسة في إنشاء ما يسمى بالمفاعلات الحيوية بطول ساحلي البحرين وكذلك على شاطئي النيل بل والترع والمصارف باستخدام الطحالب البحرية، كما أنه يمكن استخدام مياه الصرف الصحي المعالج لاستزراع طحالب لاستخراج الزيوت وإنتاج البايو فويل والإيثانول حيث تقوم الطحالب بسحب انبعاثات ثاني أكسيد الكربون من الهواء الجوي، كما تقوم بإنتاج كتلة حيوية يمكن استخدامها في إنتاج أنواع من الوقود الحيوي، بيد أن إحدى المشكلات المتعلقة بهذا الموضوع هي أن المفاعل الحيوي، الذي يعمل بالطحالب يحتاج إلى مساحات شاسعة والكثير من الشمس وبلادنا غنية بها، مما يجعلها تعمل بكفاءة، كما أنه سيتم غمر الطحالب في مياه البحر أو النهر أو الأحواض المليئة بالمواد المغذية وفي أسطوانات ولا تلامس التربة، ولا يتعين أن يكون الموقع قريبًا من البحر حيث تمتص الطحالب ثاني أكسيد الكربون، بالإضافة إلى أشعة الشمس والمياه من أجل إنتاج السكريات باستخدام التمثيل الضوئي، ثم تتحلل إلى زيوت دهنية وبروتينات، وفيما تنمو الطحالب وتتضاعف يتم سحب كميات من السائل من المفاعل باستمرار، ويتم تجفيفها على شكل فطائر من الطحالب المركزة، حيث يمكن تحويلها إلى وقود ديزل حيوي أو إيثانول من خلال المزيد من المعالجة، وتشكل الطحالب مصدرًا هاما آخر للكتلة البيولوجية لإنتاج الوقود البيولوجي.

 تنبع كل هذه الفوائد تقريبًا من حقيقة أن هذه النباتات قد تطورت على مدى مليارات السنين لإنتاج وتخزين الطاقة على شكل نفط، وهي تفعل ذلك بكفاءة أكثر من أي عملية طبيعية أو هندسية معروفة وتخزن الطحالب الطاقة على شكل زيوت وكربوهيدرات، حيث إن إنتاجيتها العالية تمكنها أن تنتج من 2000 إلى 3000 جالون من الوقود الحيوي لكل فدان في السنة علاوة على ذلك يمكن استخدام الكتلة الحيوية الطحلبية كمصدر للطاقة بعد استخراج النفط، كما أنه يمكن تجفيف الكتلة الحيوية المتبقية من الطحالب و"تحبيبها" واستخدامها كوقود يتم حرقه في الغلايات الصناعية ومصادر توليد الطاقة الأخرى.

إن مستقبل مصر يتطلب منا مزيدًا من الوعي والاهتمام بتنفيذ خطة التنمية الشاملة التي أعلنت عنها القيادة السياسية وتضطلع بتنفيذها الوزارات المعنية بهذا الشأن فوزارة البيئة هي أولى تلك الوزارات، التي ينبغي أن تحمل على عاتقها خطة التنمية والتطوير واستغلال الثروات الطبيعية الحالية من أجل مستقبل أفضل لمصر حفظ الله مصر الغالية.

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز