عاجل
الأحد 22 سبتمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
We
البنك الاهلي

عبد الدايم: نبذل أقصى جهد للحفاظ على التراث الثقافي

عبد الدايم: نبذل أقصى جهد للحفاظ على التراث الثقافي
عبد الدايم: نبذل أقصى جهد للحفاظ على التراث الثقافي

كتب - محمد خضير

- وزيرة الثقافة تفتتح المؤتمر الدولي "التنمية الثقافية المستدامة وبناء الإنسان"



- وزيرة الثقافة: نعمل على تحقيق العدالة الثقافية

أطلق المجلس الأعلى للثقافة بأمانة الدكتور سعيد المصري، صباح اليوم الأحد، المؤتمر الدولي الذي حمل عنوان "التنمية الثقافية المستدامة وبناء الإنسان"، الذي يشارك بفعالياته ما يصل إلى مئة من الأكاديميين والباحثين، الذين يمثلون غالبية دول الوطن العربي، وذلك تحت رعاية الدكتورة إيناس عبد الدايم وزيرة الثقافة التي جاءت كلمتها خلال فعاليات افتتاح المؤتمر على النحو التالي:

"أعبر لكم جميعا عن خالص التهنئة بالعام الجديد، وأقدم أسمى آيات التحية والتقدير والاعتزاز بالمشاركة الكبيرة لنخبة من الباحثين والمفكرين والمثقفين المصريين والعرب والأفارقة في المؤتمر الدولي الأول للتنمية الثقافية المستدامة وبناء والإنسان، هذا الحدث الثقافي والعلمي الكبير يمثل عنوانا رئيسيا لاهتمام وزارة الثقافة المصرية بتعزيز العلاقة بين الثقافة والتنمية المستدامة من منطلق برنامج الحكومة ووفقا للإطار العام لرؤية مصر 2030.

وقالت الوزيرة إن انعقاد هذا المؤتمر داخل المجلس الأعلى للثقافة جاء في وقت نسعى فيه جميعا إلى العمل الدؤوب لتحقيق الهدف الاستراتيجي الذي دعا إليه السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي نحو بناء الإنسان باعتباره الغاية الأسمى لصناعة التقدم والرقي الحضاري."
ثم تابعت قائلة: "وما سبق ذكره يعني بناء مواطن قادر على الحياة الجيدة ومؤمنا بوطنه ومتمسكا بهويته الحضارية من خلال: قيم اجتماعية إيجابية، ومكافحة التطرف الفكري، والتمكين من الوصول إلى اكتساب المعرفة، والتفاعل مع معطيات العالم المعاصر، وإدراك المواطن لتاريخه وتراثه الحضاري المصري، واكتساب القدرة على الاختيار الحر، وتأمين حق المواطنين جميعا في ممارسة وإنتاج الثقافة، ولتأكيد معنى المشاركة في الحوار الثقافي حول هذه الغاية كان من المهم عقد هذا المؤتمر، باعتباره منصة فكرية لتبادل الرأي حول طبيعة وحدود الدور الذي يمكن أن تلعبه الثقافة في بناء الإنسان، وحول ما يمكن أن يعزز العلاقة بين العمل الثقافي والتنمية، ذلك أن الثقافة يمكن أن تكون داعمة للتنمية بقدر كون الثقافة محصلة لكل الجهود التنموية الناجحة.

وقالت أنتهز هذه الفرصة كي أشير إلى أننا نمضي قدما– داخل وزارة الثقافة كفريق عمل متكامل– نحو بذل أقصى جهد في سبيل بناء الإنسان كجوهر لمشروع ثقافي متكامل. حيث تتكاتف كل الجهود وتوظف كل الطاقات والإمكانيات بين كافة القطاعات والهيئات في سبيل بناء منظومة مشتركة من القيم الإيجابية التي تعكس غايتنا في التقدم والتضامن الاجتماعي، وهناك عمل ثقافي دؤوب في مكافحة التطرف الفكري بكل صوره، ونبذل أقصى جهد ممكن في سبيل الحفاظ على التراث الثقافي المشترك وتعزيزه، ونعمل على تحقيق العدالة الثقافية بين كافة المواطنين بما يتجاوز حدود النوع واللون والعرق والعمر والغنى والفقر والمكان والقدرات الذهنية والجسدية."

عقب هذا أشارت الدكتورة إيناس عبد الدايم إلى أن بناء الإنسان الجديد يدفعنا إلى العمل الدؤوب نحو الانفتاح على الثقافات الأخرى، وبذل أقصى جهد في اكتشاف ثروتنا البشرية من الموهوبين والنابغين والمبدعين ورعايتهم وإعطائهم الأمل في الحياة لكي يقوموا بدورهم الرائد في تعزيز الريادة الثقافية.

ثم واصلت كلمتها قائلة: "لكي تشكل الثقافة قيمة مضافة في الاقتصاد والتنمية المستدامة فإننا لا ندخر جهدا في سبيل تنمية وتدعيم الصناعات الثقافية للنهوض بحركة النشر والموسيقى والسينما والمسرح والفنون التشكيلية والصناعات التراثية، والى جانب ذلك نعمل على تطوير وتحديث مؤسساتنا الثقافية لكي تواكب العصر وتكون قادرة على تحقيق غايتنا في بناء الإنسان وتحقيق التنمية الثقافية المستدامة، ومع كل ذلك فإن المناقشات والحوارات الفكرية الجادة حول التنمية الثقافية وبناء الإنسان أصبحت مطلبا مهما في تعزيز العلاقة بين المثقفين والمؤسسات الثقافية، كما أن تلك الحوارات أصبحت تتجاوز حدودنا القومية.

وأوضحت أنه لا شك أن وجود عدد كبير من الأشقاء العرب والأفارقة في هذا المؤتمر يمكن أن يوفر فرصة حقيقية لتبادل الخبرات والفكر والتجارب الناجحة في بناء السياسات الثقافية ودعم منظومة اتخاذ القرار في العمل الثقافي، ومن شأن ذلك أن يساهم في بناء فهم مشترك لواقعنا الثقافي العربي والإفريقي بكافة أبعاده وتحدياته وإمكانياته، وأن يساهم أيضا في اكتشاف سبل جديدة لتحقيق حياة جيدة وكريمة لشعوبنا".

ثم اختتمت كلمتها قائلة: "السيدات والسادة الحضور مرحبا بكم جميعا في دار الأوبرا المصرية وفي المجلس الأعلى للثقافة وأتمنى لكم جميعا التوفيق والسداد في مؤتمركم هذا. ونتطلع أن يثمر هذا النقاش والحوار الفكري أوراقا بحثية جادة ومتميزة، ومقترحات وتوصيات خلاقة قابلة للتطبيق في إطار الدور الجديد للمجلس الأعلى للثقافة في العمل على تطوير ومتابعة السياسات الثقافية. وتمنياتي لكل الأشقاء العرب والأفارقة ضيوف مصر الكرام بإقامة طيبة في القاهرة، وشكرا لكم جميعا والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته".

ثم جاءت كلمة الباحثين المشاركين التي ألقاها الدكتور علي أحمد بزي، السياسي اللبناني البارز، الذى بدأ حديثه معربًا عن شكره لجمهورية مصر العربية شعبًا وحكومة متمثلة في وزارة الثقافة لتنظيم مثل هذه الفاعليات المهمة التي ترسخ لقراءات جيدة ومتعددة للثقافات الشعبية؛ بشكل معاصر ما يخدم الإنسان العربي والإنسانية جمعاء، ثم تابع كلمته، مشيرًا إلى أهمية العلم والمعرفة اللتان حملتهما الحشود المشاركة في هذا المؤتمر القيّم، التي تمثل معظم البلدان العربية الشقيقة، فبالعلم والمعرفة نقوى ونتحرر من الجهل، وتابع مؤكدًا أن للأرض ثقافتين ألا وهما المعرفة والتطرف، ولأسف قد وقعت الكثير من المجتمعات بالمنطقة ضحية لهذا التطرف المُكبل للإنسان، الذي يضع حدودًا تفصله عن الآخر، لذا فإن المعرفة تأتي بدورها لتمحى تلك الحدود والآفات؛ إذًا فالحل في المعرفة والانفتاح، كما أن مثل هذا المؤتمر هو ما يُفسح المجال للرؤى المتعددة ووجهات النظر المتطابقة والمختلفة، وتعطي السبيل للتطور والحراك البناء، وفي مختتم كلمته تمنى النجاح للمؤتمر، بما سيعم بالخير على الإنسان، وبطبيعة الحال على الجميع كافة.

عقب هذا جاءت الجلسة الأولى التي أُلحقت بالكلمات الافتتاحية، وتحدث خلالها الدكتور إسماعيل سراج الدين، مدير مكتبة الإسكندرية السابق، التي تحدث خلالها عن هذا المؤتمر الدولي، مشيرًا إلى أنه قد جاء في حينه لوضع استراتيجية للعمل الثقافي البناء، والتنمية الثقافية أيضًا؛ كونه يأتي وسط هذا الصراع المحتدم الدائر بين تلك النماذج الجديدة، ويتناول طرق تعاملها مع الهيمنة الغربية، وهو ما يستوجب نظرة ثقافية جديدة؛ فهي أمر أساسي للخروج من تلك الأزمة، وأشار الدكتور إسماعيل سراج الدين إلى أربع قضايا يجب التركيز عليها، ومنها: قضية الإنسان والهُوية والمشاركة وبناء الثقافة، وقضية التنمية الثقافية في إطار الثورة المعرفية الجديدة، وقضية حرية التعبير التي اعتبرها بمثابة حجر الأساس لأي عمل سياسي أو ثقافي، ويضاف إلى ذلك القضية الرابعة وتدور حول بناء الإنسان، الذى يبدأ من الأسرة والمدرسة مع ضرورة وجود سياق اجتماعي ذي منظومة أخلاقية واجتماعية، ثم أكد ضرورة وجود تغييرات جِذرية في العملية التعليمية، وعن الهُوية التي أكد أنها تمثل عنصرا متعدد المكونات مثل النوع والوضع العائلي والمجموعة العرقية والديانة واللغة والمنهج الفكري والتخصص المهني، وما إلى ذلك من سائر العناصر المساعدة في تكوين الهُوية التي تعد أساس تعامل الإنسان مع نفسه والآخرين، كما شدد على ضرورة الانتماء إلى روافض متعددة لهُويتنا، وعلى رأسها إرث القدماء المصريين، وإرث الثقافة القبطية والعربية، وإرث البعد الإفريقي، فلا يمكن بعد ذلك أن نختزل الهُوية في عنصرٍ واحد؛ فالمجتمعات جميعها ذات هُويات متعددة، لذا نجدها تبحث عن مناخ ثقافي يلائمها، فلا معنى لدور الإنسان دون المشاركة؛ حيث إن الاستقلال لا يجدي نفعًا دون التشارك مع الآخرين، كما هو الحال في مثل تلك المؤتمرات والفعاليات التنويرية المهمة.

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز